تتسلط الأضواء في هذه الأثناء بشكلٍ مركّز على الأزمة المتصاعدة ما بين الدولتين العربيتين الجارتين، الجزائر والمغرب، وذلك على خلفية تصاعد لهجة التصريحات من مسؤولي البلدين التي لم تخلُ من التهديد والوعيد، حيث تركيز وسائل الإعلام العالمية،على خلق مقارناتٍ بين الجيش الجزائري ونظيره المغربي ووضع القدرات العسكرية للدولتين تحت المجهر، إذ دفع إعلان الطرفين عن نيتهما إبرام صفقات تسلّح بمبالغ طائلة فضلاً عن رفعهما الميزانية الدفاعية، ما طرح العديد من علامات الاستفهام حول أسباب الجنوح إلى “التسلّح”.

منخرطان في سباق تسلّح منذ عقود

ولأنّ التاريخ أثبت بأنّ الأسلحة التي يتمُّ اقتناؤها غالباً ما تكون للاستخدام، فقد سلطّت تقارير صحفيةٌ عدّة سلطت الضوء على هذا الجانب، منها صحيفة “الباييس” الإسبانية، التي أشارت في تقريرٍ لها إلى أنّ التوتر المتصاعد بين البلدين لا يحمل أنباءً سارّة للمنطقة عموماً، حيث نوّهت إلى وجود تحرّكاتٍ فعليّة على الحدود بين البلدين الذين انخرطا خلال الـ 5 سنوات الماضية في سباق تسلّحٍ شكّل ما نسبته 70% من جميع الصفقات في القارة الأفريقية.

تعرّف على أول جيش نظامي عرفه التاريخ لأي البلدان يعود وما ترتيبه عالمياً الآن

المراكز التي يحتلّها الجيشان أفريقياً وعالمياً

وفي تقريرٍ نشرته مؤسسة “جلوبال فاير باور” الخاصّة هذا العام (2021)، فإنّ الجيش الجزائري يحتلُّ المرتبة الثانية كأقوى الجيوش على مستوى القارّة الإفريقية، فيما ينفرد الجيش المصري بالصدارة، أمّا الجيش المغربي فيحتل المرتبة الخامسة على مستوى القارة بعد كلٍّ من (مصر _ الجزائر_ جنوب أفريقيا_ نيجيريا).

وإذا ما وسّعنا الدائرة أكثر، لتشمل الصعيد الدولي فإنّ الجيش الجزائري وفق آخر التقديرات يحتلّ المرتبة 27 بين أقوى 140 جيشاً على مستوى العالم، في حين بالمقابل يحتلّ الجيش المغربي المرتبة 53 في الترتيب العالمي.

قدرات الجيش الجزائري العسكرية

والجيش الجزائري بما فيه من أقسام (براً وجوّا وبحراً) يمتلك قدراتٍ لا يمكن الاستهانة بها، فالقوّات البريّة تمتلك “2024 دبابة و 7000 عربة مدرعة و 324 بندقية ذاتية الدفع و 396 بندقية ميدانية و 300 قاذفة صواريخ”، أمّا الأسطول العسكري البحري فيتملك “201 وحدة بحرية، منها 8 فرقاطات و 10 طرادات و 8 غواصات و 65 زورق دورية، و2 من كاسحات الألغام البحرية”.

9 دول تمتلك الأسلحة النووية حول العالم.. إحداها تخزنها خارج حدودها وإسرائيل ترتيبها صادم!

القدرة العسكرية لـ الجيش المغربي

وعلى المقلب الآخر، يمتلك الجيش المغربي قوّة عسكرية قوامها 510 آلاف جندي ، بينهم 150 ألف جندي من قوات الاحتياط.

ووفقاً لموقع Global Fire المتخصص في الشؤون العسكرية، فإنّ الجيش المغربي بكافة تشكيلاته (براً وبحراً وجواً) يمتلك أسلحةً نوعيةً متطورة، مشيراً إلى أنّ “القوات الجوية المغربية 249 طائرة مقاتلة ، بما في ذلك 83 مقاتلة اعتراضية ، و 29 طائرة نقل عسكرية ، و 67 طائرة تدريب ، و 4 طائرات مهام خاصة ، وطائرتان للتزود بالوقود في الجو ، و 64 طائرة هليكوبتر”.

أمّا فيما يتعلّق بالقسمين الآخرين، فيمتلك الجيش المغربي قوّة بريّة قوامها “3033 دبابة و 8000 مدرعة و 510 مدافع ذاتية الدفع و 156 بندقية ميدانية و 144 قاذفة صواريخ”، فيما يتكونّ الأسطول العسكري المغربي من ” 121 وحدة بحريّة ، بينها 6 فرقاطات ، وزورق كورفيت ، و 22 زورق دورية”.

سبب القطيعة الحقيقية بين المغرب والجزائر

وعلى الرغم من أنّ إعلان الجزائر مؤخراً قطعها العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية والذي كان سبباً في تأزيم الأوضاع مجدداً إلا أنّ التوتر بين الجارتين تعود جذوره إلى عقودٍ خلت بسبب الموقف الجزائري الداعم لـ “جبهة البوليساريو” التي لا زالت تطالب باستقلالها عن المغرب والحصول على حكم ذاتي في قضيةٍ اشتهرت إعلامياً بقضية “الصحراء الغربية”، إلا أنّ الرباط تعتبر هذا الأمر مساساً للسيادة الوطنية وترفض النقاش فيه.