برعاية قطرية.. سيناريو طالبان قد يُطبّق في الضفة الغربية مع “حماس”
رأت صحيفة إسرائيلية، أنه ليس من المستبعد أن تقوم قطر بنقل تجربتها في أفغانستان للضفة الغربية بتمكين حليفتها “حماس” من الاستيلاء على السلطة وتأمين الاعتراف الدولي بها مقابل تخفيف تشددها مثلما فعلت مع حركة طالبان.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” في تقرير نشرته الإثنين، إن قطر لعبت أوراقها بشكل جيد في أفغانستان، وإنها استضافت طالبان لسنوات بانتظار أن تلجأ إليها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن واشنطن تعتمد الآن على الدوحة لتمثل مصالحها في أفغانستان.
صفقة للغرب في الضفة الغربية
وأضافت أنه “من المعقول تماماً أن تسعى قطر يوما ما، بعد أن استضافت حماس ودعمت هذه الحركة لعقود، لتقديم الصفقة ذاتها لواشنطن والغرب في الضفة الغربية، قد تقول قطر لهم سنساعد في جلب نسخة أكثر حداثة واعتدالاً لحماس إلى السلطة، مع تزويدها ببنادق M-16 ومركبات أمريكية، في المقابل سنمثل المصالح الأمريكية في رام الله ويمكن حينها أن تذوب السلطة الفلسطينية في هذا الوضع الجديد”.
وتابعت، “لطالما دعمت قطر المتطرفين في المنطقة وهي مثل باكستان، فضلت طالبان والجماعات الإسلامية اليمينية المتطرفة وأن علاقاتها كانت دوما قوية مع جماعة الإخوان المسلمين وفرعها الفلسطيني حماس، وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي له أيضاً صلات بجماعة الإخوان المسلمين”.
وأردفت “قطر نصبت نفسها داعماً لمراكز الفكر والإعلام الغربية وأن قناة الجزيرة ظلت تبدي آراءها بحرية ولا تنتقد قطر قط، لكن السؤال الآن هو ما إذا كانت قطر قادرة على تحقيق ما أنجزته في أفغانستان وتطبيق التجربة في الضفة الغربية بعد أن عملت مع حماس لسنوات، بشكل عام يبدو أن السلطة الفلسطينية مشابهة إلى حد ما للحكومة الأفغانية السابقة بضعفها والفساد المتفشي والانتهاكات وشيخوخة القيادة”.
اقرأ أيضاً : لقربها من طالبان .. قطر ستُمثل واشنطن دبلوماسياً في أفغانستان
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه “مع الفوضى المتصاعدة في الضفة فإن السلطة الفلسطينية دائماً على حافة الأزمة مثل الحكومة الأفغانية السابقة، فهي تتلقى كميات هائلة من المساعدات الخارجية ولا يبدو أنها تستثمرها في البنية التحتية، وبدلاً من ذلك يبدو أن الأموال تذهب إلى أبناء النخبة ومن ثم يتم نقلها إلى الخارج على الأرجح إلى حسابات مصرفية”.
رغم ذلك، فإن الدور القطري في الظهور فجأة كوسيط قوي في كابول بعد سنوات من التخطيط واستضافة الاجتماعات، هو دور يمكن أن يبرز في رام الله بشكل أو بآخر بعد سنوات من لعب دور رئيس في قطاع غزة، وأن الولايات المتحدة تدعم فعلاً الوحدة الفلسطينية، وأنه في كل مرة يظهر هذا المفهوم تكون قطر هي التي ترى مكاسب محتملة لنفسها تدعمها في ذلك تركيا”، بحسب الصحيفة.
ونوّهت “جيروزاليم بوست” إلى أنه “من المحتمل ألا ترغب مصر والإمارات والأردن في رؤية السيناريو القطري في أفغانستان يطبق بالضفة الغربية، وقد يكون لإسرائيل والولايات المتحدة حسابات أخرى أيضاً، لقد تعلمت قطر من نجاحها في كابول درساً وهو أجعل نفسك مرجعاً للدول الغربية المنهكة من الحرب من خلال استضافة المتطرفين الذين يريدون تهدئتهم ثم انقض عليهم في النهاية للعب دور صانع السلام”.