الصحة

ما هي الأحماض الأمينية وأهم المصادر الغذائية التي توفرها للجسم

 

يعجز جسم الإنسان عن تصنيع الأحماض الأمينية الأساسية أو الضرورية ويجب توفيرها عن طريق المنظومة الغذائية بكميات ونسب صحيحة لسد الحاجة التي تتطلبها عملية نمو وصيانة الأنسجة، أما الأحماض الأمينية غير الأساسية، فهي تلك التي يستطيع الجسم تصنيعها بكميات كافية لسد حاجته إذا كانت الكمية الإجمالية للنيتروجين التي زوّدها البروتين كافية.

 

الأحماض الأمينية الأساسية

 

هناك 9 أحماض أمينية ضرورية للمحافظة على توازن النيتروجين في جسم الإنسان، وللأطفال والرضّع حاجة أكبر للحموض الأمينية الأساسية من البالغين، بالإضافة إلى حاجة الرضّع للهيستيدين كحمض أميني أساسي.

 

بالإضافة إلى عوامل السن، الجنس، والحالة الجسدية للشخص، هناك عوامل أخرى تؤثّر على درجة الحاجة لحموض أمينية معيّنة، إذا كان إجمالي تناول البروتين منخفضاً، فإن زيادات قليلة لحموض أمينية معيّنة قد تزيد الحاجة لحموض أخرى.

 

 إن الحموض غير الأساسية في البروتين تؤثر أيضاً في مستوى جودة البروتين، فمثلاً، يمكن انخفاض الحاجة لكمية الكبريت، المحتوي على الحمض الأميني الأساسي المتمثّل بالمثيونين، إذا توفّر السيستين في الغذاء، وهو حمض أميني غير أساسي يحتوي على الكبريت، وبالمقابل، فإن حضور التيروزين في الغذاء، وهو حمض أميني أساسي مشابه في بنيته للفينيل ألانين، قد يخفض الحاجة للفينيل ألانين.

 

أهم الأحماض الأمينية

 

تريبتوفان:

 

من بين كل الأحماض الأمينية الأساسية، التريبتوفان هو الأكثر خضوعاً للفحوص والأبحاث من قبل خبراء التغذية، لأنه ضروري لتخثّر الدم، هضم العصائر، والنظام البصري. إنه يحثّ على النوم ويهدّئ النظام العصبي. إن يزيل علامات الكاتاراكتcataracts  المتجسّد في العيون خلال الشيخوخة، ويمنع الصلع، تلاشي الغدد الجنسية وكذلك تشوّه ميناء الأسنان. إنه ضروري أيضاً للأعضاء التناسلية عند الأنثى، وكذلك للاستخدام الصحيح للفيتامين أ من قبل الجسم.

 

المصادر الرئيسية لهذا الحمض الأميني هي المكسرات، ومعظم الخضار، أما النقص في التريبتوفان يسبب أعراض مشابهة لنقص الفيتامين أ. يؤكد بعض العلماء بأنه يصلح لأن يُستخدم كعلاج غذائي آمن وفعال للأرق والألم، وخلال تناول التريبتوفان كدواء غذائي، وجب أن يكون ذلك بين الوجبات المنخفضة البروتين مثل عصير الفواكه أو الخبز.

 

مِثيونين:

 

يعتبر مركباً حيوياً حاملاً للكبريت، والذي يساعد على إذابة الكولسترول وامتصاص الدهون. إنه مطلوب من قبل الهيموغلوبين، البنكرياس، اللنف، والطحال، وهو ضروري للمحافظة على الوزن الطبيعي للجسم، كما يساعد على حفظ التوازن الصحصح للنيتروجين في الجسم.

 

أما المصادر الغنية بالمثيونين، فهي الجوز البرازيلي، البندق، وغيرها من المكسرات. يمكن إيجاده أيضاً في الملفوف، القرنبيط، الأناناس، والتفاح. النقص في هذا العنصر قد يؤدي إلى أمراض روماتيزمية مزمنة عند الأطفال، تليّف الكبد، والتهاب الكلى. تشير الدراسات إلى أن المثيونين والكلور يمنعا تشكّل الأورام وتكاثرها.

اقرأ أيضاً:

أسباب جفاف العين ومضاعفاته على البصر وطرق العلاج

ليزين:

 

الليزين يكبح الفيروسات ويثبطها، وإن تناوله مع الفيتامين سي C، الزنك، والفيتامين أ يساعد في القضاء على العدوى الفيروسية. الفيتامين سي يحمي هذا الحمض الأميني خلال وجوده في الجسم، لذلك فالليزين مع الفيتامين سي مجتمعان لديهما تأثير أقوى على الفيروسات من عمل كل منهما منفرداً. اليزين يؤثّر أيضاً على الدورة التناسلية الأنثوية، وإن النقص في كمية الليزين في المنظومة الغذائية قد يسبب الصداع، الدوخة، الغثيان، وفقر دم ابتدائي.

 

المصادرالرئيسية لهذا الحمض الأميني هي معظم أنواع المكسرات، البذور، الخضار والفواكه خفيفة الحموضة. إن التقلّب في حالة الليزين في الجسم قد رُبط بحالة الالتهاب الرئوي، انتكاس الكلى، الحُماض، وسوء التغذية، والشلل الارتجافي عند الأطفال. يُعتبر الليزين علاجاً طبيعياً للزكام، الخرّاجات، الحصى، والقوباء.

 

فالين:

 

هو عامل أساسي لنمو الجسم، خاصة للغدد الثدية mammary glands  والمبايض ovaries. الفالين مرتبط مباشرة بالنظام العصبي. إنه أساسي في منع الاضطرابات العصبية والهضمية. المصادر الرئيسية هي اللوز، التفاح ومعظم الخضراوات. إن النقص في هذا الحمض الأميني يجعل الشخص حساساً جداً للمس وسماع الأصوات.

 

إيزولوسين:

 

هذا الحمض الأميني هو أساسي للمحافظة على توازن النيتروجين الذي هو عامل حيوي لكافة وظائف الجسم، إنه يعدّل أيضاً استقلاب التوتة thymus، الطحال، والغدد النخامية. أما المصادر الرئيسية، فهي بذور عباد الشمس، كافة المكسرات ما عدا الكاشو. وهناك أيضاً الأفوكادو والزيتون.

 

لوسين:

 

إنه مشابه جداً للإيزولوسين ، مع تشابه في تركيبته الكيماوية لكن مع ترتيب مختلف، وظيفته ومصادره متطابقة أيضاً للإيزولوسين.

 

فينيل ألانين: 

 

إنه ضروري لإنتاج هرمون الأدرينالين، إنتاج إفرازات الغدة الدرقية وصباغ الشعر والجلد، الميلانين، كما أنه فعال في التحكّم بالوزن بسبب مفعوله بالغدّة الدرقية، إن استخدامه قبل الوجبات يقمع الشهية بشكل كبير. الأشخاص الذين يتناولون نصف ملعقة صغيرة من هذا المسحوق قبل الوجبة بثلاثين دقيقة يفقدون بين ربع إلى نصف رطل من الوزن يومياً. إنه مفيد أيضاً للأداء المتكامل للكليتين والمثانة.

 

المصادر الرئيسية لهذا الحمض الأميني هي المكسرات، البذور، الجزر، البقدونس، والبندورة. لقد كشفت دراسات حديثة عن استخدام علاجي للفينيل ألين، ويتمثّل بقدرته على إزالة حالات الخمول عن طريق استثارة هرمون الأدرينالين.

اقرأ أيضاً:

جرثومة المعدة أحد مسببات السرطان والقرحة إليك أسبابها وأعراضها وطرق العلاج

ثريونين:

 

هذا الحمض الأميني موجود في أنواع مختلفة من الحليب وهو من العناصر الأساسية في حليب البقر. من المصادر الأخرى له هناك المكسرات، البذور، الجزر، الخضار ذات اللون الأخضر. من دون الثريونين، سوف لن يكتمل نمو الطفل بالإضافة إلى قصور في أداء الدماغ. هذا الحمض الأميني له تأثير قوي ضد التشنّج والتوتّر.

 

هيستيدين:

 

إنه يساعد على نمو وإصلاح الأنسجة، إنه فعال في إنتاج إمدادات من الدم الطبيعي. كما أنه عامل حيوي لتشكّل الغليكُوجين glycogen في الكبد، ويمكن الحصول عليه في الخضروات الجذرية (جذور) والخضار ذات اللون الأخضر.

 

وأشارت الدراسات إلى أن الشكل المستقل للهيستيدين في الدم هو منخفض في حالات الروماتيزم في المفاصل، وإذا أُخذ عن طريق الفم يمكن له أن يقمع الأعراض التابعة لهذا المرض. إن تناول الهيستيدين عن طريق الفم يعمل على تحفيز إفراز حمض الهيدروكلوريك في المعدة. لذلك وجب على الأشخاص الحساسون لزيادة الحمض وكذلك المصابون بالقرحة المعدية أن يتجنبوا تناول الهيستيدين الصافي. إن سبب الآلام المتجسدة في العظام والمفاصل يعود إلى نقص أو غياب الهيستيدين.

 

أرجينين:

 

يشيرون إليه بالحمض الأميني “الأبوي” لأنه يحتوي على 80% من الخلايا التناسلية الذكرية، إنه ضروري للنمو الطبيعي. إن النقص الحاد في هذا الحمض الأميني يخفض مفعول الغريزة الجنسية مسبباً الضعف الجنسي. إنه موجود في معظم الخضار، خاصة الجذرية منها وذات اللون الأخضر.

 

سِيستين:

 

إنه يوفّر المقاومة من خلال تجسيد نشاطات الخلايا البيضاء، ويعتبر إن حمض أميني أساسي. يُعتبر أحد مقومات الصحّة الأساسية، حيث أنه ضروري لتشكّل الجلد بشكل سلام وبالتالي يساعد على الشفاء السريع من العمليات الجراحية. إنه يساعد على تشكّل الكاروتين الذي يساعد بدوره على نمو الشعر. يُستخدم هذا الحمض الأميني لعلاج الأمراض الجلدية، أو حالات انخفاض نسبة الكريات البيضاء، وكذلك لبعض حالات فقر الدم.

اقرأ أيضاً:

اجعل طعامك دواءك..خمسة أطعمة لشحذ الذاكرة والتركيز

التِّيروزين : 

يمكن تسميته بالحمض الأميني المضاد للإرهاقK يقول الأطباء الذين أجروا اختبارات على هذا الحمض الأميني بأنه: “..التيروزين المكمّل قد يكون مفيداً علاجياً لأشخاص معرضون باستمرار للإرهاق والإجهاد..”

 

التيروزين مفيد أيضاً للإحباط، العصبية، الهيجان، واليأس، وقد أثبتت الدراسات بأن هذا الحمض الأميني فعال في إدارة والتحكم بالإحباط إذا عمل بالتعاون مع الغلوتامين، التريبتوفان، النياسين، والفيتامين ب6. إنه مساعد أيضاً في علاج الحساسية، وضغط الدم العالي.

 

غلوتامين:

هذا الحمض الأميني الذي لم يُعرف عنه سوى القليل، معروف باسم “مغذّي الرزانة”  يُعتبر مفيداً في علاج الإدمان على الكحول. وحسب بعض الأطباء (مثل الدكتور روجر وليامز، خبير تغذية مشهور عالمياً) فإن الغلوتامين يخفض شدة التوق إلى تناول الخمر، وهي حالة يعاني منها المدمنون خلال فترة علاجهم من الإدمان.

 

سيستئين:

هناك دلائل تشير إلى أن السيستئين (وليس السيستين) لديه قيمة علاجية كمكمّل غذائي. يستخدم بعض الأطباء، مثل الدكتور “هـ. غاديمي” من مركز نيويورك الطبي، مكملات السيستئين الغذائية لمعالجة المرضى الذين يعانون من السمنة. يعتبرون بأن هناك صلة وصل بين السمنة والإنتاج الزائد للأنسولين، وأن تناول مكملات السيستئين الغذائية المصحوبة مع الفيتامين سي في نهاية الوجبات يعدّل مفعول بعض الأنسولين الزائد الذي هو مسؤول عن إنتاج الدهون. ويعتبرون أيضاً هذا الحمض الأميني بأنه مضاد للسرطان ومضاد للشيخوخة، ويدعون بأن السيستئين، كما الفيتامين سي، يحمي الجسم من أضرار المؤكسدات.

 

وعندما يكون أحد أو مجموعة من الحموض الأمينية الأساسية غائبة عن المنظومة الغذائية، فسوف تتجسّد أعراض مشابهة لتلك التي تسببها حالة النقص في الفيتامينات، مثل انخفاض ضغط الدم، فقر الدم، ضعف في توتّرية العضلات، شفاء بطيء للجروح، فقدان الوزن، مقاومة ضعيفة للعدوى، واحتقان الدم في العيون.

 

والأطفال الذين لم يتناولوا الكمية الكافية من الحموض الأمينية في وجباتهم اليومية يعانون إعاقة في النمو وضرر دائم للغدد، وعلى الجانب الآخر، فإن الذين يتناولون الكميات الكافية من الحموض الأمينية سيتمتعون بنشاط وبأس وحيوية وعمر مديد.

 

إن أفضل البروتينات الغذائية المحتوية على كافة الحموض الأمينية الأساسية يمكن إيجادها في اللوز، الجبنة، والبيض، ويتم استخدام الأحماض الأمينية بتزايد ملحوظ وبنجاح في علاج عدة أمراض، مثل القروح المعدية، الحروق، أمراض الكلى، وأمراض الكبد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى