الشأن السوريسلايد رئيسي

مرسوم أثار جدلاً واسعاً بعد إلغاء منصب مفتي سوريا.. ما الخطة التي ينوي بشار الأسد تنفيذها في البلاد؟

أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مرسوماً أثار جدلاً واسعاً في أوساط المعارضة السورية، حيث ألغى منصب مفتي سوريا بدر الدين حسون “بعد تفسير خاطئ” من الأخير لسورة من القرآن الكريم، مقابل تعزيز دور “المجلس العلمي الفقهي” وتوسيع صلاحياته.

وإذ بدا الأسد كأنه يعاقب المفتي حسون على ذلة ارتكبها في تفسير سورة التين في القرآن الكريم، فإن الأسد انتهز الواقعة التي وظفها المفتي أساساً لمصلحة النظام.

إلغاء منصب مفتي سوريا استهداف للسنّة

ويرى باحثون أن قرار رئيس النظام السوري يستهدف الأغلبية السنّية في سوريا، إذ يساهم “المجلس العلمي الفقهي” الذي تأسس عام 2018، بشكل واضح في الهيمنة الإيرانية على المؤسسات الدينية بكسر التمثيل السنّي لمرجعية الإفتاء.

والمجلس العلمي الفقهي يضم رجال دين من المذاهب والطوائف المختلفة، ففيه أعضاء من السنة، ومن مراجع الشيعة الإمامية، ومشايخ العقل الدروز، ومشايخ العلويين.

وهذا المرسوم كما يلغي اختصاص السنّة بمنصب الإفتاء والمفتين، هو كذلك إلغاء لهيمنة مرجعية المذاهب السنّية الأربعة في الفتوى وقوانين الوقف وقوانين الأحوال الشخصية في سوريا، وأصبح حالياً من الممكن أن يتم الاستمداد الواسع من المذهب الجعفري الإثني عشري كما هو منصوص عليه في المرسوم، إلى جانب تعميم العلوية والدرزية والإسماعيلية كمذاهب إسلامية وليست طوائف أو أقليات سوريّة.

وذكر مركز “جسور” للدراسات، أنه لا يمكن الآن “إغفال أثر تغييرات المشهد الديني في دعم تمدد المرجعية الشيعية، لتغدو مرجعية رسمية رئيسية تتحرك في الواقع السوري بقوة القانون، وتحضر في كل الإصدارات الإفتائيّة والتشريعات القانونية، خصوصاً في قانون الأوقاف وقانون الأحوال الشخصية”.

وهذا الأمر يعكس مدى التوغل الإيراني في المؤسسات الشرعية والقانونية التي تخضع لمرجعية المذاهب السنية مما ينبئ أننا أمام مرحلة بالغة الخطورة من المحو الهوياتي بعد التغيير الديمغرافي الذي جرى خلال السنوات العشر الأخيرة”، بحسب مركز جسور.

مواضيع ذات صِلة : الأسد يقصي حسون بمرسوم رئاسي يلغي منصب مفتي الجمهورية ويولي صلاحياته لمجلس هاجمه قبل أيام

ويرى المركز أن “إسناد مهمة الإفتاء في سوريا للمذاهب والطوائف المتعددة بهذا الشكل هو سابقة، وهو إعلان رسمي من النظام على أن السنة في سوريا لم يعودوا هم الأكثرية، بل هم مجرد مذهب من المذاهب الأخرى المتساوية فيما بينها، وبالتالي فالحالة السياسية في سوريا ليست أنه نظام أقلّوي يحكم الأكثرية، وإنما هو نظام علماني يحكم مجتمعاً متعدد الطوائف والمذاهب”.

شاهد أيضاً : في سوريا.. القبض على مشعوذ قام بابتزاز النساء بمقاطع فيديو مصورة دون علمهن

مرسوم أثار جدلاً واسعاً بعد إلغاء منصب مفتي سوريا.. ما الخطة التي ينوي بشار الأسد تنفيذها في البلاد؟
مرسوم أثار جدلاً واسعاً بعد إلغاء منصب مفتي سوريا.. ما الخطة التي ينوي بشار الأسد تنفيذها في البلاد؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى