علوم وتكنلوجيا

متربعة على عرش العالم السري للشركات الأمنية الخاصة.. تعرّف على “بلاك ووتر” والفضائح التي لحقتها

تُعرّف “بلاك ووتر” على أنّها شركة أمنية أمريكية عسكرية خاصّة، ويقع مقرّها الأساسي الذي يمتثّل أكبر موقعٍ خاص للرماية في الولايات المتحدة، يمتد على مساحة 24 كيلو متر مربع، في ولاية كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة، وتمّ تأسيسها في عام 1997 م، على يد ضابط البحرية الأمريكي السابق إريك دين برنس، وذلك وفقاً للقوانين الأمريكية التي تتيح المجال لبناء مصانع وإحداث شركاتٍ عسكريةٍ خاصّة.

تعرّف على “بلاك ووتر” والفضائح التي لحقتها

عُرفت الشركة فيما سبق باسم “بلاك ووتر”، ثمّ تمّت إعادةُ تسميتها “إكس أي” للخدمات العسكرية في عام 2009، أمّا الآن فتعرف حالياً باسم “أكاديمي” منذ عام 2011 (عقب حصولها على مجموعةٍ من المستثمرين الخاصين)، وتقدم الشركةُ خدمات أمنية وعسكرية للحكومات والأفراد عبر العالم، إلا أنّها تعرّضت خلال السنوات الماضية لكثيرٍ من الانتقادات على ضوء اتهامها بانتهاك حقوق المدنيين العراقيين إبان الغزو الأمريكي للعراق.

9 دول تمتلك الأسلحة النووية حول العالم.. إحداها تخزنها خارج حدودها وإسرائيل ترتيبها صادم!

متربعة على عرش العالم السري للشركات الأمنية الخاصة

واعتمدت “بلاك ووتر” منذ تأسيسها، على مرتزقة من المتقاعدين والقوات الخاصة من مختلف أنحاء العالم، وتوقّع الشركةُ عقوداً مع عددٍ من الحكوماتٍ في عدة دول، وذلك بهدف تقديم خدماتها لتلك الدول بعد موافقة صادرة بالمقابل من قبل حكومة الولايات المتحدة، ويتقاضى المنتمون إليها تعويضاتٍ ماليةً مغرية مقابل الخدمات التي يقدمونها.

وتشمل خدمات الشركة المنتشرة في مختلف بقاع العالم، الخدمات الأمنية المختلفة من تدريبٍ وعملياتٍ خاصّة إلى الحكومة الاتحادية للولايات المتحدة والأفراد على أساسٍ تعاقدي. حيث قدمت أكاديمي خدماتها إلى وكالة الاستخبارات المركزية منذ عام 2003، بما في ذلك عقد بمبلغ 250 مليون دولار عام 2010، كما تلقت الشركة عام  2013 عقدًا بقيمة 150 مليون دولار تقريبا لحراس أمن وزارة الخارجية الأمريكية، يبلغ معدل الدخل اليومي للعاملين في هذه الشركة بين 300 و 1000 دولار.

كتاب ” بلاكووتر ـ أخطر منظمة سرية في العالم”

لكنّ نشاطات الشركة الأمنية وُضعت تحت المجهر بعد نشر كتاب ” بلاكووتر ـ أخطر منظمة سرية في العالم” للمراسل والصحفي والكاتب السياسي الأمريكي، جيريمي سكاهيل، والذي كشف خلاله عن معلوماتٍ موثقة أدانت الشركة، ومن أبرزها دعمها للجيش الأمريكي بالعراق مقابل خضوع جنودها للحصانة من الملاحقات القضائية.

المؤلف الأمريكي كشف في كتابه أنّ الشركة طرفٌ في تعاقدات بمئات المليارات، عدا عن الميزانية السريّة لتمويل العمليات التي وصفها في كتابه بـ “السوداء” والتي تنجزها بدلاً عن المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه), وأنّ الشركة قد نشرت الآلاف من مجنديها في 9 دول من بينها كل من الولايات المتحدة والعراق وأفغانستان.

في عام 2014، أزاحت السلطات الأمريكية (وزارة العدل الأمريكية) الستار عن تهديدٍ مباشرٍ بالقتل كان قد تلقاه جاك ريتشرد، كبير محققي وزارة الخارجية الأمريكية في العراق، وذلك أثناء تحقيقه في انتهاكاتٍ وأنشطةٍ غير قانونية، ارتكبتها بلاك ووتر في المنطقة عام 2007.

الدبابة الأولى في العالم.. تعرّف على اسمها ومميزاتها وعيوبها وبإمضاء أي دولة كانت

ارتكتبت مجزرة “ساحة النسور” في بغداد

وعلى الرغم من ذلك، عادت الشركة الأمنية لتضرب من جديد عبر ارتكابها مجزرةً تُعرف باسم مجزرة “ساحة النسور” في العاصمة العراقية بغداد، حيث راح ضحيتها مدنيون عراقيون، الأمر الذي دفع الحكومة العراقية آنذاك إلى إلغاء تعاقدهم في عام 2010، حيث أصدرت الداخلية العراقية قراراً يقضي بطرد 250 عنصراً من الشركة وذلك ردّاً على تبرئة القضاء الأمريكي لـ 5 أفراد من “بلاك ووتر” اتهموا بقتل 17 عراقياً في المجزرة المذكورة، ولم يغيّر استئناف محاكمتهم في القضية شيئاً، إذ أنّ محكمةً أمريكيةً برأتهم من التهم الموجهة إليهم إلى حين فتح القضية مجدداً في عام 2014.

ولم تكن خطوة إلغاء العقد من قبل الجانب العراقي تبدو كافيةً لإبعاد بلاك ووتر عن دائرة الشرق الأوسط، حيث كشفت وثائق “ويكيليكس” المسربة في عام 2011، أنّ المئات من موظفي الشركة الأمنية المحظورة في العراق ما زالوا يمارسون عملهم المتمثل في حماية الدبلوماسيين الأمريكيين لصالح شركاتٍ أخرى.

متربعة على عرش العالم السري للشركات الأمنية الخاصة... تعرّف على "بلاك ووتر" والفضائح التي لحقتها
متربعة على عرش العالم السري للشركات الأمنية الخاصة… تعرّف على “بلاك ووتر” والفضائح التي لحقتها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى