سباق تسلّحٍ لا يعرف حدوداً بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي بين قطبي العالم وأعظم دولتين فيه متمثلتين بالولايات المتحدة وروسيا (المعروفة بالاتحاد السوفيتي سابقاً)، والذي تمّ تأطيره ضمن مصطلح “الحرب الباردة” التي امتدت لتشمل الأسلحة النووية والفضاء وفتحت مجالاً لتطوير طائراتٍ من نوعٍ خاص سميت بـ “طائرة يوم القيامة” والتي تمتلكها موسكو وواشنطن فقط.

ما هي طائرة يوم القيامة المثيرة للجدل

تُعرّف “طائرة يوم القيامة” على أنّها طائرة عسكرية بإمكانها أن تكون بمثابة مركزٍ متكامل لقيادة الطيران والسيطرة عليه، في حالة وقوع كوارث مثل النزاع النووي المسلّح، وتتميز هذه الطائرة بمعدّات الحرب الإلكترونية، ويمكنها التزود بالوقود أثناء وجودها في الجو، ويرافقها طائرات الحماية القتالية.

ويتمتع هذا النوع من الطائرات الفريدة على مستوى العالم بامتلاكها امكانية إصدار الأوامر منها إلى مختلف صنوف القوات حتّى الطيران الاستراتيجي وكذلك صواريخ ثابتة ومتحركة وغواصات وحاملات صواريخ نووية استراتيجية في دائرة نصف قطرها 6000 كيلومتر.

وجميع ما ذكر سابقاً، شكل مادةً دسمة للتداول في وسائل الإعلام الغربية، التي استحوذت الطائرات المسماة بطائرة “يوم القيامة” الموجودة لدى روسيا والولايات المتحدة على اهتمامها، لكونها تشكّل مخبأً طائراً متعدد الوظائف إلى جانب وظيفته الأساسية آلا وهي ضمان سلامة الرئيس والقيادة السياسية والعسكرية العليا في البلاد.

فلعّل أكثر الأسئلة إلحاحاً التي تتبادر إلى الأذهان، هي حول مصير زعيمي أقوى دولتين في العالم إذا ما قامت الحرب بينهما قد تدفع بصورةٍ أو بأخرى إلى لجوء أحدهما أو كليهما إلى خيار “الهجوم النووي” الذي يودي بالبلاد إلى الهلاك، وبالتّالي استحالة إدارة البلاد على الأرض، فكيف ستدار الحرب إذاً؟!

فجاءت الإجابة مقرونةً بالحل على هيئة “طائرة يوم القيامة” التي صُنعت بأجود وأندر المواصفات العالية خصيصاً لرئيسين الأمريكي ونظيره الروسي وكبار الضباط من البلدين الذين سيعملون على تأمين الحماية لهما وقيادة الطائرة في حال وقوع أي هجومٍ نووي مستقبلياً بهدف الهروب منه والعمل على إدارة الحرب من الجو.

ولتوضيح خصائص النموذج الأمريكي من هذه الطائرة، أعدّت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تقريراً مفصّلاً نشرته عن طائرة أطلق عليها اسم “دومس داي” أي يوم القيامة، وهي التي سيصعد على متنها الرئيس الأمريكي عندما تكون هذه الطائرة هي الخيار الأخير للبقاء على قيد الحياة.

هل تصورت شكل “حروب المستقبل” كيف ستكون وماذا سيستخدم فيها من أسلحة؟

مواصفات طائرة يوم القيامة الأمريكية

ولخّصت التقارير الصحفية خصائص الطائرة والمهام التي ستتكفل بها في حال أن سيناريو الحرب النووية وقع، وهي كالتالي:

1_ بإمكان طائرة “يوم القيامة” أن تحلّق لمدة سبعة أيام بشكل مستمر دون توقف.

2_ بإمكان طاقم قيادة الطائرة وكذلك من على متنها، التواصل مع الأرض في أي بقعة من العالم أثناء تحليقها في الجو.

3_ تتفوق قدراتها القتالية على القدرات القتالية التي يتمتع بها أسطول الدفاع الجوي الأمريكي.

4_ تمّ تصميم الطائرة بطريقةٍ تجعل منها محصنة ضد الهجوم النووي والنيازك والشهب وأي قوة جوية أخرى.

5_ تعمل محركاتها 24 ساعة في اليوم، و 365 يوم في العام، أي أنها لا تتوقف عن العمل وهي جاهزة للإقلاع في أي لحظة إذا ما ادعت الحاجة بشكل طارئ.

6_ هي طائرة باهظة الثمن حيث بلغت تكلفتها 223 مليون دولار أمريكي.

7_ على اعتبارها مزودة بعدة وسائل حماية إشعاعية، تستطيع أن تقلع في غضون دقائق فقط من حدوث الهجوم.

8_ تتكون الطائرة من 3 طوابق، كما تحتوي على أجهزة متطورة للغاية تجعلها أكثر تحملاً للنبضات الكهرومغناطيسية.

9_بإمكان الضابط الذي يتولى قيادة طائرة يوم القيامة معرفة أماكن وجود الرئيس الأمريكي ونائبه و وزير الدفاع والخارجية والنائب العام عبر الشاشات داخل الطائرة.

10_بإمكان الغواصات المختبئة في أعماق المحيطات تلقّي الأوامر العسكرية من الطائرة.

في ذكراها الثالثة بعد المئة .. الحرب العالمية الأولى قتلت الملايين وغيرت شكل العالم

الطراز الروسي من طائرة يوم القيامة

أفاد مصدرٌ في المجمع الصناعي العسكري الحكومي لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية، بأنّ القوات الروسية قد استحوذت على طائرتين على الأقل من الطراز الجديد لطائرات “يوم القيامة”، كما كشفت وكالة “تاس” الروسية الرسيمة مؤخراً أنّ الطائرات الجديدة هي عبارة عن نُسخٍ معدلة من طائرة “إليوشن أيل _ 96_ 400 إم”.

وتزامن الكشف عن المخططات الروسية المتعلقة بتحديث أسطولها من طائرات “يوم القيامة”، مع استثمارها المتزايد في تصنيع أسلحةٍ نووية جديدة، يسمّى بعضها كذلك باسم “أسلحة يوم القيامة”.