منوع

هل كانت الحضارات القديمة أكثر تطوراً مما نظن.. اكتشافات أثرية مذهلة تعود إلى ما قبل التاريخ المكتوب

 

هناك اكتشافات أثرية “خارجة عن السياق الزمني” المبعثرة في مواقع مختلفة حول العالم، إنها أشياء لا يمكن لها أن تنتمي للفترة الزمنية التي يشير إليها موقع وجودها (طبقات صخرية عميقة في الأرض مثلاً)، الدلائل التي تشير إلى حضارات إنسانية، أدوات وتكنولوجيا “خارجة عن السياق الزمني” هي كثيرة جداً، لقد خضعت للدراسة وتم توثيقها، وبالتالي، فهي ليست مجرّد روايات وأساطير أو خيال علمي.

 

 اكتشافات أثرية مذهلة

 

 إن النظرة الشائعة اليوم والقائلة بعدم إمكانية وجود إنسان عصري في الماضي البعيد تمثّل توجّه خاطئ، فالحقيقة موجودة هناك، في كل مكان من حولنا، وتكشف عن الدليل القاطع على وجود تكنولوجيا متقدمة وبشر عصريين يسبقون الفترة التي من المفروض أن يظهر فيها الإنسان على هذا الكوكب بملايين السنين.

 

متى كانت الحضارات المتقدمة قائمة في ماضينا قبل آلاف وحتى ملايين السنين من تطور الحياة الإنسانية بحسب المناهج العلمية المعروفة، هناك إثباتات واكتشافات تبرهن على وجود بشر عصريين وتكنولوجيا متطورة في الماضي البعيد.

 

منحوتات وأدوات سبقت تطور البشر

 

منذ بدايات القرن التاسع عشر تم استخراج مشغولات وأدوات أثرية تتحدى علم الآثار التقليدي، حيث بلّغ “ويليام إي ديوبويس” من معهد سميثسونيان بأنه في العام 1871 وجد خلال حفره لبئر عدداً من الأشياء من صنع الإنسان، وذلك في مقاطعة مارشال بولاية “إلينوي”، وعند استخدامه لـ “حفار ثاقب تقليدي” استطاع أن يستخرج من على عمق 35 متراً عدة قطع تشبه قطع العملة النقدية.

 

 وبحسب تقديرات هيئة “إلينوي” الرسمية للمسح الجيولوجي فإن هذه القطع تعود إلى 200 إلى 400.000 سنة، واستنتج “ديوبويس” إلى أن واحدة من تلك القطع النقدية صُنعت بطريقة آلية، حيث لاحظ أن تلك القطعة متساوية السماكة في كل نقاطها، وقال لا بد أن تلك القطعة “قد مرت بين اسطوانتين للكبس، وإذا كان لدى الهنود الحمر القدماء هكذا آلة فلا بد أنها كانت آلة تعود لعصور ما قبل التاريخ.

 

كان “و.موفات” يعمل في ذاك الوقت مع “ديوبويس”، وقد أرسل تقريراً إلى معهد سميثسونيان يتحدث فيه عن العثور على المزيد من الأشياء الغريبة أثناء الحفر في منطقة قريبة بمقاطعة “وايت سايد” بـ”إلبينوي”، حيث اكتشف العمال على عمق 35 متر “قطعة من النحاس على شكل خاتم أو حلقة، وهي تشبه الحلقات المستخدمة على صواري السفن في هذه الأيام… كما وجدوا شيئاً يشبه مرساة القارب”.

اقرأ أيضاً:

بالصور|| مدينة الأسد الغارقة في الصين كبسولة زمنية على غرار أتلانتس المفقودة تكشف عن عظمة التاريخ

 

 وقد استنتج موفات أن: “هناك العديد من الأمثلة على هذه البقايا الأثرية المدفونة، وهي موجودة على عمق أقل، حيث عُثِرَ على فأس صغيرة على شكل رمح مصنوعة من الحديد، وكانت موجودة في طين الصلصال على عمق 12 متر وكذلك أنابيب حجرية وأدوات فخارية استخرجت من العديد من المواقع على أعماق تتراوح بين 3-15 متر”.

 

وفي مقاطعة “أبشور”، فرجينيا الغربية بالعام 1944م، أسقط فتى عمره 10 سنوات، يدعى “نيوتن أندرسون” ، قطعة من الفحم في قبو منزله، فانكسرت كتلة الفحم لتكشف عن جرس نحاسي مع لسان حديدي، وهذه الكتلة من الفحم تم قلعها من منجم بالقرب من منزل الفتى، ومن المفروض أن يكون عمر هذه الطبقات الفحمية التي يتم حفرها أكثر من 300 مليون سنة.

 

وفي فبراير/ شباط عام 1961، كان مايك ميكسل ووالاس لين وفيرجينيا ماكسي، يستكشفون جبل كوسو في كاليفورنيا على ارتفاع 4300 قدم، عندما عثروا على مستحاثّةٍ صخريةٍ، والتي كانت بحدّ ذاتها أمراً عادياً، لقد توقّعوا أن تكون حجراً كريماً يحتوي على البللّورات، وعندما قاموا بكسر تلك الجوهرة كانت المفاجأة الكبيرة بانتظارهم، فبدلاً من أن يجدوا البلّلورات، وجدوا داخلها أداة آلية تشبه شمعة الإشعال (بوجيه) قدّرت السّلطات عمرها بنصف مليون سنة.

 

 وأظهرت الاختبارات التي أجريت على هذا الجهاز الذي يشبه شمعة الاشتعال، بأنها مؤلفة من طبقة سداسية خارجية من مادة مجهولة تغلّف أسطوانة عرضها 3\4 الإنش، مصنوعة من البورسلين الصّلب أو السّيراميك ومحاطة بحلقات نحاسية. وفي وسط الأسطوانة محور طوله 2مم من المعدن اللامع، وكان هذا المحور ممغنطاً، وإحدى جوانبها متآكلة، بينما ثبّتت الجهة الأخرى إلى لولب معدني، ويعتبر هذا المحور المصنوع من السّيراميك والمعدن ومكوّنات نحاسية أخرى بمثابة دليل على وجود جهاز كهربائي. لم يعمّم هذا الاكتشاف كغيره من الاكتشافات، بل اعتبر مزعجاً جداً بالنسبة للمنهج العلمي الرسمي.

 

وفي عام 1889م في نامبا، إيداهو، الولايات المتحدة، اكتشف تمثال صغير الحجم يصوّر كائناً بشرياً يرتدي لباساً، ويبدو أنه تم نحته من الصلصال بمهارة، انتُشل هذا التمثال من على عمق 300 قدم تحت الأرض خلال حفر أحد الآبار، وقُدر بأن الطبقة الصخرية التي انتُشل منها يعود تاريخها إلى ما قبل الفترة البلايستوسينية، أي يبلغ عمرها حوالي 2 مليون سنة.

 

وبدوره، كتب الباحث “ج.ف. رايت” قائلاً:” يبلغ طول هذه المنحوتة 1.5 بوصة، ودقة العمل بها لتصوّر إنساناً كانت مذهلة، يبدو أن المنحوتة تمثّل أنثى، وطريقة توزيع الخطوط لإظهار الملامح كانت بارعة”.

 

وأضاف: “بعد استعراض هذا التمثال أمام البروفيسور “ف.و. بوتنام”، لفت نظره مباشرة عملية تشكّل الحديد فوق سطح المنحوتة، مما يشير إلى عمرها السحيق في القِدم، وكان هناك بُقع من أكسيد الحديد الجاف في المناطق العميقة من المنحوتة، وهذا يعني أنه لا يمكن أن تكون مزوّرة”.

 

وفي العام 1968م، أعلن كل من “و. درويت” و”هـ. سالفاتي” عن اكتشاف أنابيب معدنية شبه بيضوية ومتطابقة في الشكل لكن أطوالها مختلفة، وذلك في طبقة طبشورية تعود للمرحلة الكريتاسية وقُدر عمر هذه الطبقة، التي تم نبشها في مقلع حجارة في “سانت جين دي ليفيت” في فرنسا، بما لا يقل عن 65 مليون سنة.

اقرأ أيضاً:

بالصور علماء الآثار يكتشفون موقعًا أثريًا لـ”إله الحرب” في العراق

 

وفي حزيران من عام 1934م، اكتشف أفراد عائلة “هاهن” قطعة من الصخر ويبرز منها قطعة من الخشب، خلال محاولة شقّ الصخرة بواسطة إزميل لمعرفة ما بداخلها، أزيل بعض من الفتات الصخري مما سمح برؤية الشيء الذي يقبع داخل الحجر، عبارة عن رأس حديدي لمطرقة، استخرجت هذه القطعة الحجرية الغريبة من الصخور الأرضية بجانب أحد الشلالات في منطقة “ريد كريك”، تكساس.

 

هذا الموقع الصخري يمثّل جزء من منطقة جغرافية تُسمى “إدواردز بلاتو” (هضبة إدواردز)، وقد خضعت للمسح الجيولوجي من قبل حيث تم تحديد عمر الطبقات الصخرية هناك بأنها تعود للمرحلة الكريتاسية، وتحديداً إلى أكثر من 70 مليون سنة.

 

وفي طبقات صخرية نهرية تعود للعصر الجيولوجي البلايستوسيني في منطقة “باثورست” في “نيو ساوث وايلز، أستراليا، وجد العالِم “ركس غيلروي” اكتشافات أثرية ومصنوعات حجرية عملاقة وكذلك: هراوات، قواديم، مطارق، أزاميل، سكاكين، وفؤوس، جميعها ضخمة جداً وذات أوزان ثقيلة (تتراوح بين 3.6 إلى 11.3 كغ)، مُبعثرة على مساحة واسعة.

اقرأ أيضاً:

عمرها 18000 عام.. اكتشاف أقدم آلة موسيقية في مارسولا الفرنسية

يعتقد بأن هذه الأدوات تعود لأكثر من 240.000 سنة، وأن بعضها لا يمكن لإنسان استخدامها إلا إذا كان طوله 3 أمتار على الأقل، كما وجد أسنان وأضراس وقطع عظمية وكذلك آثار أقدام بشرية تعود لنفس الفترة الجيولوجية تقريباً والتي تشير إلى أنها تعود لبشر عمالقة أطول بكثير من 3 أمتار.

 

ويذكر أنه وفق المنطق العلمي المنهجي، وجب ألا تُكتشف الآثار سوى في فترات قريبة من 30 ألف سنة حيث من المفروض أن التفكير البشري قد تطوّر بعدها إلى هذا الحد من الأعمال الفنية والتقنية وصناعة الأدوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى