رسمياً.. البرلمان الألماني ينتخب أولاف شولتس خلفاً للمستشارة الألمانية ميركل
فاز أولاف شولتس ممثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالمستشارية الألمانية في تصويت برلماني اليوم الأربعاء، ليحل بذلك محل أنجيلا ميركل الذي استمر عهدها 16 عاماً.
أولاف شولتس مستشاراً
وانتخب مجلس النواب الألماني، الأربعاء، وزير المال في حكومة ميركل البالغ 63 عاماً، مستشاراً لأكبر قوة اقتصادية أوروبية.
ومنذ وقت قصير كان يُقال إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه شولتس يحتضر. إلا أن هذا الأخير تمكن ليس فقط من الفوز في الانتخابات التشريعية التي أُجريت في أيلول/سبتمبر، بل نجح أيضًا في تشكيل ائتلاف حكومي غير مسبوق بدون أي عقبة مع حزب الخضر والليبراليين.
ويستلهم شولتس من أسلوب ميركل حتى إنه يقلدها في الإيماءات، إلى درجة أن صحيفة “تاتس” اليسارية وصفته بأنه نسخة “متحوّرة” من المستشارة الألمانية.
وبهذا التصويت، تنسحب ميركل من الحياة السياسية بعد أربع ولايات متتالية، بفارق تسعة أيام فقط من تحطيم الرقم القياسي لأطول مدة الحكم سجلها هيلموت كول (1982 – 1998).
وبعد تلقيها الكثير من الإشادات و التكريم في الأسابيع الأخيرة، تغادر ميركل المستشارية نهائياً بعد مراسم تسليم السلطة لشولتس، خصمها السياسي إنما كذلك وزير ماليتها ونائبها في السنوات الأربع الأخيرة بموجب لعبة التحالفات.
إقرأ أيضاً: ميركل تكشف أصعب الأزمات التي واجهتها في مشاورها السياسي وتُعلن عن خططها المقبلة
ونجح شولتس في فرض نفسه رغم أنه لا يزال غير معروف كثيراً بالنسبة للألمان أنفسهم. وكان قد شغل مناصب وزارية مرات عدة وكان رئيساً لبلدية هامبورغ، ثاني مدن ألمانيا.
ويتسلم شولتس مقاليد السلطة على رأس أول حكومة تكافؤ في ألمانيا تتولى نساء فيها وزارات أساسية مع تعيين البيئية أنالينا بيربوك وزيرة للخارجية والاشتراكيتين الديموقراطيتين كريستين لامبريشت وزيرة للدفاع ونانسي فيسر وزيرة للداخلية.
سياسي ممل
تنقل شولتس الذي وصفته مجلة “در شبيغل” الأسبوعية بأنه “تجسيد للسياسي الممل”، بين كل مستويات الشأن العام منذ سبعينيات القرن الماضي.
ولد أولاف شولتس في أوسنابروك في 14 حزيران/يونيو 1958 وكان والده تاجراً ووالدته ربّة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في العام 1975 في سن السابعة عشرة، وهو يميل أكثر إلى التيار اليساري للحزب. وكان آنذاك شعره طويلًا ويرتدي كنزات صوفية ويشارك في عدد كبير من التظاهرات السلمية.
بالتوازي، كان شولتس يتابع دراساته في القانون. وأسس العام 1985 بعدما أصبح أصلع، مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل.
ودافع خصوصاً عن موظّفين في عدد كبير من الملفات، في أعقاب توحيد ألمانيا العام 1990، في قضايا خصخصة أو حلّ شركات في ألمانيا الشرقية السابقة.
وانطلقت مسيرته فعليًا عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية. وانتُخب شولتس العام 1998، نائبًا وأصبح أمينًا عامًا للحزب العام 2002.