عقب اعتداء من أمنية تحرير الشام.. المنظمات الطبية تعلق عملها بإدلب وتعلن عن مطالبها
أكدت الجمعية الطبية السورية الأمريكية والمنظمات العاملة في قطاع الصحة ومديرية صحة إدلب، خلال الساعات الأخيرة، أن الكوادر الطبية في محافظة إدلب تسعى يومياً لتقديم الخدمات الصحية المختلفة إلى مئات المصابين وآلاف النازحين والمهجرين من بيوتهم؛ وذلك عبر المشافي والمنشآت الصحية المنتشرة في المحافظة.
وجاء ذلك عبر بيانٍ رسمي، قالت فيه إنَّ كوادرها تعمل على مدار الساعة على التوفير المستدام لهذه الخدمات من إسعاف الجرحى وعلاج المرضى، وتأمين الأدوية والمواد الطبية الضرورية، وذلك استجابةً للكارثة الإنسانية المتصاعدة في إدلب، والتي خلفت عشرات الآلاف من النازحين الذين هُجّروا بسبب التصعيد العسكري خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية فقط.
وأضاف البيان: “وفي ظل تلك الأوضاع الإنسانية المأساوية، وما تتعرض له المنشآت الطبية والكوادر الطبية العاملة فيها للاستهداف المباشر من خلال القصف الممنهج لهذه المنشآت واستهداف العاملين الصحيين فيها أثناء العمل (كما حدث مؤخراً في استهداف مشفى الأمل وسيارة إسعاف تابعة لمنظومة سامز الإسعافية يوم الأحد الماضي)، قامت مجموعة أمنية تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” بدخول حرم مشفى إدلب المركزي عنوة، وذلك بهدف تركيب أجهزة اتصالات لاسلكية على سطح المشفى، وترافق ذلك مع التهديد باستخدام القوة، دون الأخذ بعين الاعتبار حرمة العمل الطبي الإنساني وما سيسببه ذلك من مخاطر مؤكدة تتهدد سلامة المرضى والكوادر الطبية فضلا عن سلامة المشفى الذي يقدم الخدمات الطبية الأهم والأكبر لأهالي مدينة إدلب والمحافظة”.
وأدانت الجمعية الطبية السورية الأمريكية والمنظمات العاملة في القطاع الصحي ومديرية صحة إدلب هذا التصرف الذي وصفته “الخطير وغير المسؤول”، معلنةً الإيقاف التام للعمل في المشفى حماية للمرضى والكوادر العاملة فيه من أية عواقب قد تترتب على ذلك الانتهاك.
اقرأ أيضاً : الأمن القومي التركي يجتمع برئاسة أردوغان وهذا ماقِيل عن صفقة القرن الأمريكية وإدلب
وقالت الجمعية: “وقد وجهنا بتحويل المرضى الى مشافٍ أخرى، كل ذلك بهدف الحفاظ على سلامة المراجعين والمرضى وكذا سلامة كوادرنا التي تعمل دون توقف على مدار الساعة لإنقاذ أرواح المدنيين في محافظة إدلب المنكوبة”.
وطالبت الجمعية عبر البيان “بالإزالة الفورية والكاملة لتلك التعديات على حرم المشفى، لضمان استمراره بتأدية رسالته الإنسانية وحفاظا على الخدمات التي تقدمها كوادرنا عبره”.
وتابعت: “سنكون بكامل الاستعداد لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة إن تم الاستمرار بمسلسل انتهاك حرمة المشافي والمراكز الصحية والتدخل في عملها وتعريض حياة الكوادر والمرضى للخطر”.
مشيرةً إلى أن “هذه التصرفات غير المسؤولة تهدد حياة المدنيين، وتساهم في منع وصول الخدمات الإنسانية الصحية إلى الأهالي المتضررين، وتتحمل الجهة التي تقف وراءها المسؤولية الكاملة عن العواقب الخطيرة لهذه التصرفات”.
وختمت الجمعية البيان أيضاً “بتحييد المنشآت الصحية عن أي عمل عسكري أو تهديدات مباشرة أو تدخلات من هذا القبيل كي نكفل الاستمرار بالوصول إلى ضحايا العنف المتصاعد والجرائم المستمرة والقصف الهمجي بكافة ألوان الأسلحة الثقيلة والذي لم يتوقف منذ أشهر على المدنيين الأبرياء في محافظة إدلب وجوارها”.
