حورات خاصة

حوار مع الشاعرة سهاد حميدان حول تجربتها الشعرية المسموعة وديوانها “للنوارس أكتب”

أصدرت الدكتورة سهاد حميدان ديوانها الشعري المسموع الأول بعنوان “للنوارس أكتب”. يحتوي على ثلاثين قصيدة وخاطرة، ويشكل خطوة لتعزيز المحتوى المسموع عبر وسائل الإعلام الحديثة.

وتعد هذه التجربة الأولى للدكتورة حميدان، والتي عملت كمحاضرة تدرس مادة التصميم الجرافيكي والفن الإسلامي في صروح علمية مختلفة، وتم تسجيله بصوت الإعلامية دعاء مصلح.

حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” الدكتورة سهاد حميدان، الشاعرة الفلسطينية الأردنية والمقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية، لمعرفة تفاصيل أكثر عن حياتها الشعرية وديوانها المسموع.

سهاد حميدان
حوار مع الشاعرة سهاد حميدان حول تجربتها الشعرية المسموعة

ستيب: من هي سهاد حميدان المرأة والشاعرة؟

حميدان: سهاد هي إنسانة بسيطة مكافحة لا تحب النفاق ولا المظاهر الكاذبة، فأنا من التراب وإلى التراب ومبدأي في الحياة من تواضع لله رفعه، فنانة كاتبة وهاوية وعاشقة للحرف كما اللون عاشقة للكلمة كما اللوحة الفنية. أستطيع أن أعبر عن نفسي وعمّا يجول بخاطري بالحرف أكثر من الكلام. أقدس الحرف فمنه جاءت الكلمة المقدسة (اقرأ).

ستيب: حدثينا عن بداياتك الشعرية، وما هي المؤثرات في تكوين تجربتك الشعرية؟

حميدان: بدأت في كتابة الخواطر والأشعار منذ أن كنت في المدرسة. كنت أميل في ثمانينيات القرن الماضي لقراءة الكتب الشعرية بدايةً من نزار قباني وغادة السمان وغسان كنفاني وجبران خليل جبران وغاندي، وعدّة أسماء لا تتسع لها الذاكرة هؤلاء هم من تأثرت بهم في ذلك الوقت. أذكر أني كنت وأنا في المدرسة أميل لحصة التربية الفنية واللغة العربية وبالذات حصة التعبير، ومن هنا اكتشفت شغفي للكتابة الأدبية سواء شعراً أو خاطرة.

ستيب: هل للشعر أوقات ومناسبات معينة عندك أم أن سلطان الشعر يأتيك في كل زمان ومكان؟

حميدان: على الأغلب الكتابة عندي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحالة نفسية معينة أمر بها أو فكرة أو ربما من فيلم سينمائي حضرته وفعلاً حصل معي ذلك أو مشهد حياتي مررت به، هي فعلاً مرتبطة بحالة.

لسماع قصائد حميدان في ديوانها المسموع “للنوارس أكتب” انقر هنا على الرابط 

ستيب: ما هي القصيدة التي لم تكتبها سهاد حميدان بعد وترغب بكتابتها؟

حميدان: كلي أمل في المستقبل القريب أن أكتب قصيدة في مدح الرسول عليه السلام وأتمنى أن تكون جاهزة في المولد النبي القادم.

ستيب: ما هي القصيدة التي تعتزين بها من ديوانك؟

حميدان: أقرب قصيدة لقلبي هي قصيدة “لا ترجموا ثريا” تلخص فيها حالة خاصة للمرأة والتي تمثل المرأة المضطهدة المكسورة وهن فئة خاصة في مجتمعاتنا

ستيب: من أين ولدت لديك فكرة الديوان الصوتي!؟ وما الفرق بينه وبين المكتوب!؟

حميدان: بدأنا العمل على تسجيل هذا الديوان منذ مطلع العام الماضي وزوجي هو صاحب الفكرة وهو من دعمني وساعدني على جمع كتاباتي القديمة والجديدة وهو من أشرف على هذا العمل من الألف إلى الياء.

هذه الفكرة جاءت كون العالم أصبح مسموعاً ومشاهداً أكثر منه مقروءاً للأسف، بالنسبة لي أنا ما زلت وسأبقى من أنصار الكتاب الورقي بهوامشه وخربشاته، لكن علينا أحياناً مواكبة هذا العصر التكنولوجي الذي يعتمد على السرعة بكل شيء ولا نستطيع أن ننكر إن إدخال الخلفية الموسيقية للأعمال المسموعة مثل إلقاء الشعر أضافت رونق وجمال للكلمات عند المستمع وعلينا الاعتراف أن هناك فرق شاسع بين سرعة انتشار الشعر المسموع والمقروء للأسف، فكما ذكرنا سابقاً أن تطور التكنولوجيا ساعدت على نشر الكلمة أسرع من الكلمة المكتوبة ورقياً، والتي التي يجب أن تمر بمرحلة الطباعة والتدقيق وإجراءات مطولة وأن دل ذلك على شيء فهو يدل على تراجع الكتاب الورقي للأسف الشديد.

ستيب: ماذا يعني لك الحب، الوطن، الغربة، الأمومة وكيف تتجلى هذه المفردات في قصائدك؟

حميدان: الحب هو رضا الله وهو حالة رومانسية تتجلى فيها الروح لأعلى درجات المشاعر الإنسانية وهو ليس حكراً على العلاقات العاطفية، أما حب الوطن والأهل والأصدقاء فهو الحب هو الذي يطّور الإنسان عاطفياً وإنسانياً هو الذي تتراجع أمامه كلمة أنا، هو الذي يعتمد على عنصر الجماعة، وإن كنا في زمن يدعو لحب الذات – وأنا ضد هذا المفهوم- أن أحب نفسي تعني أن أطور نفسي كي أنفع الآخرين فسعادتي لن تكون مرتبطة بسعادة ذاتي؛ أنا مرتبطة بالعالم بكافة مخلوقات هذا الوجود ومن دونهم لا أسعد؛ أسعد بالعطاء والنقاء، بالألفة، بالصداقة الحقيقية، بأمومتي فأنا مرتبطة بكل شيء خلقه الله.

أما الوطن فهو الوجع الدائم وهو الزاد الذي لم نذقه بعد محرومين منه حتى تنجلي الغمة، وأمنيتي هي أن أدخل هذا الوطن وأشرب من ماءه وأكل من زاده وأمتّع نظري بجباله وبحره وسماءه، وحُرقتي الكبيرة هي وطني العربي الكبير بكبر حجمه وبحجم ألمه، ومع اختلاف الحريات سيبقى حلمي هو الحرية لوطني الصغير ووطني الكبير.

الأمومة رغم صغر أحرف هذه الكلمة لكنها بالمقابل من أكبر الأحاسيس العظيمة حجماً في هذا الكون، ويلتقي فيها مفهومان متضادان الشقاء والسعادة؛ الأمومة امتحان لكل امرأة بكل تفاصيل هذه الكلمة وهو امتحان صعب منذ أن تتكبد عناء الحمل و الإنجاب ويليها التربية وهي أصعب مهمة في التاريخ البشري تنتهي بمعرفة النتيجة لاحقاً أن كنا نجحنا في هذه المهمة أم فشلنا، ويترتب على ذلك إما السعادة أو التعاسة. أنها رسالة وأمانة ليست بهينة فليست كل أمٍ أم، وباختصار نحن مصنع الأبناء هم صنيعتنا شئنا أم أبينا.

ستيب: ما هي القضية المركزية التي تؤرقك وتدور حولها نصوصك الشعرية؟ هل تتقيدين بمنهجيه في كتاباتك؟

حميدان: للحب كتبت، للألم كتبت، للوطن كتبت، لأبنائي كتبت، للمرأة كتبت، ولكن الهم الأول والأكبر يبقى وطني فلسطين خاصة وبلاد العرب عامة. منهجيتي تعتمد عدة أساليب أي أنها متنوعة ولا أستطيع أن أحصرها أو أحددها بمنهجية واحدة.

ستيب: كونك فلسطينية أردنية.. السياسة والانتفاضات الشعبية ما تأثيرها على إبداعك الشعري؟

حميدان: أنا إنسانة عربية فلسطينية أردنية من بلاد الشام وأتألم لوطني العربي الكبير عامة وأتألم لقضيتي الفلسطينية خاصةً، لن أنكر أن هذا الوجع يسكنني منذ أن كنت في ريعان الشباب، قضايا الأمة ترهقني أحياناً وتحفزني للكتابة، وأعتبر أن الألم هو المحفز الأول عندي، فالصراعات الدامية والانكسار والذل الذي تعيشه أمتنا العربية تجعلني أحلم والحلم يدفعني للكتابة أحياناً كما الألم.

أحلم بواقع مختلف وبوطن محرر سياسياً من الفكر المختل جوهرياً محرر من الاستعباد. أحلم بديمقراطية ظاهرها كباطنها وأحلم بحرية للكلمة الحرة، و أحلم بشعوب عربية تعيش برفاهية كما الغرب بطفل لديه ثمن الحقيبة المدرسية ولشيخ عجوز يملك ثمن الدواء، بشاب يملك أقساط جامعته المرهقة، أحلم بفتاة تكسر القهر أياً كان، أحلم وأكثر ما أكرهه أن أكتب شعراً يعتمد على الحلم لأني أعلم أنه حلم والأحلام تبقى أوهاماً أحياناً.

ستيب: ما تأثير الغربة على شعرك وحياتك عموماً وهل تتوقعين أن تمثلي بلدك في المهجر يوماً ما؟

حميدان: صدقاً أنا لست ممكن يشكون من الغربة، أنا أشتاق لتفاصيل الحياة اليومية البسيطة في بلادي هو الحنين فقط، لكن عندي القدرة لاحتمال الغربة والتأقلم والعمل على إنشاء صداقات جديدة وبالعكس الغربة أهدتني الصبر والوعي والقوة والاعتماد على الذات ومواجهة ظروف حياتية جديدة وصعبة، وأهدتني صداقات.

فعلياً أنا لم أواجه مشكلة في ذلك، لكن الاشتياق للأهل للوطن وكما ذكرت للتفاصيل الصغيرة هي ما تحرك مشاعري أحياناً، لكنها لا تسيطر على تفكيري أو تشله أو تجعلني أسكن بدائرة مغلقة اسمها لوعة الغربة؛ الغربة انطلاق لمن أراد وتراجع لمن أراد أيضاً نحن نختار أي طريق نريد، ولا أذكر أني كتبت أي شعر متعلق بالاغتراب.

ستيب: كلمة أخيرة تودين قولها أو رسالة لمن يود أن يسير في اتجاه الشعر.

حميدان: إن اكتشفت أنك تحب الكلمة وتعّبر عن نفسك بالكتابة اكتب، فبحر الكلمات والأحرف سيأخذك لشيء ستكتشفه بذاتك. لعالم فيه التجلي عالي. إن كنت تعشق الكلمة اكتب ولتكن كتابتك موازية للقراءة، فمن القراءة نستمد مصطلحات أدبية وصور فنية وبلاغية تعينك على إخراج أي عمل أدبي لك بصورة متناسقة وجميلة، ولا تقل أن الطريق طويل ففي النهاية قد تكون شاعراً أو مؤلف روايات عالمي أو صحفياً، دع الكلمة تدلك من أنت.

حاورتها: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى