أخبار العالم العربي

الأمن المغربي يرتكب “فظائع” بين اعتقال وضرب وتحرش بحق مواطني “الصحراء الغربية” بسبب الجزائر

نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، تقريراً مفصلاً كشف فيه عمّا تعرّض له مواطنو الصحراء الغربية في الآونة الأخيرة من انتهاكاتٍ على يد الأمن المغربي زادت وتيرتها بشكلٍ ملحوظ قبل وعقب المباراة التي جمعت المنتخبين المغربي والجزائري في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن تصفيات بطولة “كأس العرب”.

الأمن المغربي يرتكب “فظائع” بحق مواطني الصحراء الغربية

وفي التفاصيل، أفاد الموقع المذكور أنّه وخلال الساعات التي سبقت مباراة الطرفين في تصفيات “كأس العرب”، ساد نوعٌ من الهدوء مدينة “العيون” وهي أكبر مدن الصحراء الغربية، بسبب حظر للتجوال فرضته السلطات المغربية التي أغلقت المقاهي والمطاعم وأي مكان قد يظهر فيه مباراة كرة القدم في أماكن العمل.

وبيّن الموقع البريطاني أنّ فوز الجزائر على المغرب شجّع الصحراويين على إقامة الاحتفالات نظراً لدعمها لاستقلال الصحراء الغربية، التي ينظر إليها على أنها “قوة محتلة”.

إلى ذلك، نقل الموقع شهاداتٍ رواها صحفيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان، والتي أكدوا فيها أنّ: “قوات الأمن والشرطة المغربية كانت تنتظرهم. حيث هاجمت بعض الصحراويين واعتقلت وضربت آخرين في مقر الشرطة”.

وليلة المباراة التي جمعت المنتخبين، أفاد مدير مؤسسة “نشتا” غير الربحية للموقع البريطاني أنّ: “ثماني سيارات وثلاث دراجات نارية جاءت لتطويق منزله. حيث كان بعض أعضاء المؤسسة يشاهدون المباراة”.

وأضاف، “كانت المركبات المتوقفة تابعة لعدد من الأجهزة الأمنية المختلفة. بما في ذلك المديرية العامة لمراقبة الأراضي. وكالة المخابرات الداخلية المغربية. وكان يقودهم يونس فاضل، وهو ضابط مرهوب على نطاق واسع معروف محلياً”.

وبحسب الموقع ذاته، فقد كان أحد أشقاء مدير المؤسسة قادماً لمشاهدة المباراة. لكن في طريقه إلى الداخل، أوقفه ضباط الحصار، وطلبوا منه هويته. فخرج لحمد ووالده للقاء قوات الأمن التي أبلغته أنه مطلوب للاعتقال.

ونقل الموقع، أنّ ضباطاً مغاربة كانوا يرتدون زياً مدنياً وملثمي الوجوه، قد وجهوا أسئلةً لـ “لحمد” حول ما إذا كان: “يؤيد تقرير المصير للصحراء الغربية، وما إذا كان يدعم جبهة بوليساريو، التي تقاتل من أجل استقلال الصحراء الغربية، وعمّا إذا كان لا يزال يمتهن الصحافة، فكانت إجابته على جميع الأسئلة السابقة بـ “نعم”.

اقرأ أيضاً : المغرب يوافق على تسليم شخص من أقلية الإيغور المسلمة للصين… ومنظمة عربية تتدخل

اعتقال “لحمد” وضربه بشكل مبرح وتهديده

وفي السياق، أفاد “لحمد” وزملاؤه وصحفيون صحراويون آخرون للموقع البريطاني إنه أُجبر بعد ذلك على الصعود إلى مؤخرة إحدى سيارات الشرطة، برفقة أربعة ضباط مغاربة.

وحول تفاصيل اعتقاله، أشار “لحمد” إلى أنّه كان: “معصوب العينين ومقيّد اليدين وأنه تعرض للضرب في السيارة بقضيب حديدي أثناء اقتياده إلى مقر الشرطة. الذي يقع على بعد كيلومترين فقط من مكتب مينورسو بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية”.

وأوضح أنّه تمّ “وضعي بين المقاعد الأمامية حتى يتمكن سائق السيارة ، المعروف باسم “إسارجيني” من كوعه في وجهه ورأسه بينما يواصل أولئك الموجودون في المقاعد الخلفية ضربه”، مؤكداً للموقع: “أغمي علي لكن ليس بشكل كامل”.

وفي مقرّ اعتقاله، تعرض لحمد للضرب بمضرب بيسبول (موثقة بالصور وعرضها الموقع)، حيث يمكن رؤية الندوب في جميع أنحاء جسده. وقيل له إنه إذا لم يتوقف نشاطه سيقتل أو يغتصب في المرة القادمة.

ووفقاً لشهادته، فقد استهدفت الشرطة المغربية ساقيه حتى لم يعد قادراً على الوقوف وعندها تم جره على الدرج لاستجوابه من قبل رجال الأمن الذين سألوه عن آرائه السياسية وزملائه وعن العمل الذي يقوم به.

وبعد إطلاق سراحه من مقر الشرطة في الساعة 2.30 صباحًا، عاد لحمد إلى منزله. حيث ظل هناك منذ ذلك الحين. ولا يزال تحت المراقبة ولم يتمكن بعد من رؤية الطبيب.

اقرأ أيضاً : موقع عبري ينشر تفاصيل لقاء سرّي جمع وزير الدفاع الإسرائيلي وملك المغرب حول الجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى