أخبار العالم العربيسلايد رئيسي

محامية صدام حسين تكشف أسرار محاكمته وكواليس حواراتهما معاً وسبب دفاعه عنها أمام القضاة

أزاحت المحامية اللبنانية الشهيرة، بشرى خليل، والتي كانت تتولى مهمة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، الستار عن جملةٍ من الأسرار التي اكتنفت عليها محاكمته وكواليس الحوارات الجانبية التي كانت تدور بينهما، وسبب دفاعه عنها أمام القضاة.

وفي التفاصيل، أجرت صحيفة “الوطن” المصرية، حواراً مع المحامية اللبنانية، بشرى الخليل، أجابت فيه الأخيرة على مجموعةٍ من التساؤلات المتعلقة بمحاكمة الرئيس الراحل.

وكان سؤال الصحيفة الأول:

“عزة نفس الرئيس صدام حسين دائما ما كانت حاضرة حتى داخل قاعة المحكمة.. كيف تعامل معها القضاة والأمريكان؟”

فكانت إجابة محاميته على السؤال كالتالي:”كانت هناك محاولة من الأمريكان لتحطيم معنويات وثقة صدام حسين بنفسه، ولكسره أمام الرأي العام العربي ليكون عبرة في رأيهم لمن يمانع سياساتهم في المنطقة، بوضعه داخل قفص على مستوى منخفض من منصة هيئة المحكمة، والأمر نفسه مع موكلي دفاعه، إلا أنّ هذه المظاهر لم تؤثر عليه، وفرض هيبته على المكان، وكانت شخصيته هي الأقوى داخل جدران المحكمة”.

السؤال الثاني:

“كيف أحرجت هيبة صدام حسين القضاة داخل المحكمة؟”

وبيّنت المحامية في معرض ردها على هذا السؤال، قائلةً: “كان الضباط الأمريكان والقضاة وكل من داخل المحكمة، يتحركون على وقع حركة صدام حسين، وهذه صفات الشخصيات القيادية، بعيداً عن تأييد أو رفض سياسته، إذ كان عند دخوله القاعة يقف جميع الحضور، فيصرخ فينا القاضي “لماذا تقفون؟.. إنه متهم”، ولم نكن نرد عليه، وذلك الأمر لم يعجبهم، ما جعلهم يدخلون صدام أولا للقاعة، ثم يدخلونا بعده”.

“السؤال الثالث:

وجودك داخل قاعة المحكمة تسبب في اضطراب القاعة.. لماذا صرخ القاضي في وجهك وأراد إخراجك؟”

فكان رد المحامية اللبنانية: “عند حضوري أول جلسة استجواب اندهشت من وجود ضباط أمريكان داخل قاعة المحكمة، فقلت لزملائي كيف يجلسون في قاعة يحاكم فيها عدوهم؟ وهو الأمر نفسه الذي حاول صدام لفت نظر هيئة المحكمة إليه قائلا: “هذه محكمة أمريكية”، باعتبار أن هذا وحده كفيل أن يبطل أي قرار يصدره القضاة، ويؤثر على مجريات الجلسة، ما أغضب القاضي فصرخ موجها حديثه لي: “أنتِ تثيرين الفوضى، وإذا كررتِ هذا سنخرجك من القاعة”.

وتابعت سردها للتفاصيل، قائلةً: “غضب القاضي أسعدني لأنه اعتداء على الدفاع، وفي هذه الحالة هو اعتداء على المتهم أيضا، فخفضت من صوتي وقلت له بكل هدوء: “رئاستكم الكريمة تهددني بإخراجي من القاعة لماذا؟ أنا أستعمل حقي بالدفاع عن موكلي، ورئاستكم قالت إنه لا يوجد ضباط أمريكان، وأنا قلت يوجد، نعم هؤلاء أمريكان وأشرت إليهم”، وهنا حل الصمت لحظات داخل قاعة المحكمة”.

السؤال الرابع:

وحين سؤالها عن السر الذي يقف خلف دفاع صدام حسين عنها أمام القضاة؟

قالت المحامية بشرى الخليل: “في الجلسة التالية، أراد القاضي إخراجي من قاعة المحكمة، وصرخ في وجهي: “أنت تثيرين الفوضى”، وفي كل مرة حاولت أستفهم، كان رده لي: “اخرجي”، فطلبت طرح سؤال أولا ووافق المدعي العام، هنا رفعت صور ما فعله الجيش الأمريكي بالعراقيين في معتقل أبو غريب، ووجهت سؤالي للقاضي: “لماذا لم تلاحق محكمتك من ارتكبوا هذه الجريمة بحق الشعب العراقي؟”، ثم أدرت الصورة باتجاه صدام قائلة له: “أرأيت ما فعلوه بالشعب العراقي في غيابك؟”..لم أكن أعلم وقتها أن صدام حسين يجهل ما حدث بالعراقيين في “أبو غريب”، فرأيت عينيه كأنها ستطير من وجهه، وملامحه كأنه سيزأر، هنا أخفيت الصورة عنه خوفا عليه ورفقا به، ورفعتها في اتجاه عدسات وسائل الإعلام لتوثق الصور، خوفًا من أن تجتزأ هذه اللحظات من فيديو المحاكمة، ويخفون ما حدث عن العالم”.

وتابعت حديثها، قائلةً: “خرجت من قاعة المحكمة إلى غرفة المحامين التي بها شاشة تُظهر ما بداخل القاعة، ورأيت القاضي يقول: “هذا جنون اللي صار”، فصرخ فيه صدام حسين، قائلا عني: “هذه فوق راسك”، وأعتبر هذه الجملة للتاريخ، ووقوفي بجانبه في المحكمة من أهم الصفحات بحياتي المهنية والإنسانية كعربية”.

السؤال الخامس

ولدى سؤالها عن “كيفية دخولها بصور “أبو غريب” إلى الجلسة بالرغم من التفتيش الدقيق؟”

فكان جواب المحامية اللبنانية كالتالي: “كنا نخضع لخمسة حواجز تفتيش منذ بداية حديقة المحكمة حتى دخول قاعة الجلسة، وكذلك تحقيق شخصي مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “CIA”، وجهاز كشف ما بداخل الحقائب، وبالصدفة كنت أضع الصور داخل حقيبة المحاماة كل واحدة منهم بوجه الأخرى، فتظهر على الشاشة صورة بيضاء، وهو أمر لم أكن أقصده”.

كواليس أول حوار دار بينها وبين صدام حسين

وفي معرض حديها عن أول حوار دار بينها وبين صدام حسين، كشفت بشرى الخليل قائلة: “أول لقاء معه قلت له: “يا سيادة الرئيس المحكمة مفصلة على الإعدام:”..أجاب.. “أنا أعلم الحكم وما يهمني.. يهمني حكم الشعب.. أنا محكوم عليّ بالإعدام منذ كان عمري 17 عاماً، وهذا العمر كله عشته زيادة”.

مواضيع ذات صِلة : رغد صدام حسين توجه رسالة بمناسبة ذكرى إعدام والدها.. ومترجم يفجر مفاجأة حول كيفية اعتقاله

السؤال السابع:

“عن ماذا تطرقت في أحاديثك الجانبية معه؟”

بيّنت المحامية في مطلع إجابتها: “كنا نجلس مع الرئيس الشهيد قبل الجلسات مدة تصل إلى 8 ساعات، تدور فيها أحاديث كثيرة، وكان يحب أن يفتح المواضيع معي بعيداً عن تفاصيل المحاكمة، وفي مرة باستراحة إحدى القاعات جلبت له ديوان المتنبي، أخبرني بأنه جاءته العديد من الكتب عنه، لكنه اعتبر كتابي أهمها، ثم أخبرني الرئيس أنه سبق وألف قصيدة من 165 بيتاً، وانتقل حديثنا عن “الكرافت” (ربطة العنق)، وسألته لماذا لا يرتديها، خاصة أنه كان يهتم بأناقته، وكنت أنسى أنه غير مسموح للمتهمين بارتدائها، ليرد علي: “يا ريت ما بيخلوني”، تلك الإجابة جرحتني كثيراً، إذ كنا جميعا نتعامل معه باعتباره ما زال الرئيس والقائد صدام حسين، المتواجد على أرضه بغداد، وفي قاعة تابعة لعهده، ونسينا أنه يحاكم”.

شاهد أيضاً : حليمة بولند تشتم صدام حسين ومحمد رمضان يعتبره بطلًا

Untitled 1
محامية صدام حسين تكشف أسرار محاكمته وكواليس حواراتهما معاً وسبب دفاعه عنها أمام القضاة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى