الشأن السوري

من جسد الثورة السورية …. وادي بردى

مقدمة :
تقع منطقة وادي بردى غرب دمشق على نهر بردى بين السلاسل الجبلية وتبعد عن مدينة دمشق حوالي 17كم، وفي سفوح جبالها يتدفق نبع الفيجة الذي يزود مدينة دمشق بالمياه، وتتبع منطقة وادي بردى لمدينة الزبداني و تتألف من 14قرية وهي : “جديدة الوادي-أشرفية الوادي-بسيمة-عين الخضراء –عين الفيجة-ديرمقرن-كفير الزيت-دير قانون-الحسينية-كفر العواميد-برهليا-هريرة-إفرة-سوق وادي بردى”، ويبلغ عدد سكان المنطقة حوالي 60 ألف نسمة قبل بداية الثورة السورية، حيث ازداد العدد إلى ما يقارب 100 ألف نسمة بسبب قدوم الوافدين من المناطق الساخنة في ريف دمشق وغيرها من المحافظات السورية.
تعتبر المنطقة ذات أهمية كبيرة لدى نظام الأسد بسبب تواجد نبع عين الفيجة الذي يغزي مدينة دمشق ، كما تحاط المنطقة بالعديد من النقاط العسكرية أهمها “الحرس الجمهوري لواء 104 –والوحدات الخاصة الفوج 146-اللواء 13 –الكتيبة الصاروخية في قمة هابيل –و الكتيبة الانتحارية”.

ويوجد في منطقة وادي بردى أهم المصايف في ريف دمشق كعين الخضرة وعين الفيجة، وتنتشر على جانبي نهر بردى المنتزهات والفنادق والمطاعم والمقاهي وأماكن النزهة الشعبية (السيران) المعروفة لدى سكان مدينة دمشق منذ القدم إضافة للبساتين الخصبة ذات الطبيعة الخلابة والجميلة.


بدء الحراك السلمي :

تعتبر منطقة وادي بردى من أولى المناطق التي شاركت في الثورة من خلال المظاهرات السلمية التي خرجت بها أغلب بلدات المنطقة بشكل أسبوعي ونادت بإسقاط نظام الأسد، واستمرت المظاهرات على مدى أكثر من عامين من عمر الثورة وكانت مظاهرات البلدات تتلاقى في منطقة واحدة مشكلة أجواء جميلة وبأعداد كبيرة من المتظاهرين، مما لقي استهجان النظام فبدأ بإرسال تهديدات بالقصف إلى المنطقة من أجل قمع المظاهرات التي انتهت مع تغير مسار الثورة من سلمية إلى مسلحة بعد سقوط الشهداء.


الحراك المسلح :

تشكلت في منطقة وادي بردى مع بدأ الحراك المسلح العديد من المجموعات في بلدات الوادي، إضافة لتشكل مجلس عسكري، ومع مرور الأيام بدأت هذه المجموعات تكبر وتتطور وتشارك في القتال على جبهات القلمون والمناطق المحيطة، وبدأ تشكيل الكتائب والألوية في المنطقة و تعددت الفصائل والتي لا تزال إلى الآن وهي “أحرار الشام-جبهة النصرة-تنظيم الدولة-فصائل الجيش الحر لواء أبدال الشام,جحافل المؤمنين,صقور بردى,ونسور الشام” والعديد من الفصائل الأخرى، حيث ضحت هذه الفصائل بالكثير من الشهداء من أجل حماية المنطقة والدفاع عنها، وقد شارك ثوار وادي بردى في معارك جرود القلمون ومعارك مدينة يبرود والقلمون إضافة لمعارك الزبداني وقدسيا والهامة وغيرها من المناطق القريبة من المنطقة.


الشهداء والمعتقلين:

ضحت منطقة وادي بردى بأكثر من 500 شهيد بين مدنيين ونازحين إضافة لمقاتلين وممن تم اعتقالهم وقضوا في أقبية النظام تحت التعذيب، إضافة لعشرات المعتقلين الذين لا يزالون إلى الآن في معتقلات النظام، ويستمر النظام باعتقال أهالي وادي بردى من مدنيين وطلاب جامعات ونساء وغيرهم إلى الآن.


خاتمة :

تعرضت المنطقة على مدى أكثر من “4” أعوام لقصف مدفعي وصاروخي وجوي بمختلف أنواع الأسلحة، وتعتبر قرية دير قانون وبسيمة من أوائل البلدات التي اقتحمها الجيش السوري بالدبابات بعد أقل من عام من عمر الثورة.
كما يعتبر تفجير المفخخة في مسجد أسامة بن زيد في بلدة سوق وادي بردى من أكبر التفجيرات التي حدثت في سوريا حيث راح ضحيته 200 شهيد وما يزيد عن 300 جريح.

فيما يستمر الحصار الذي يفرضه نظام الأسد على هذه المنطقة من منع لإدخال المواد الغذائية والمحروقات والأدوية وغيرها من مستلزمات العيش الضرورية.

وادي بردى

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى