تحقيقات ستيب

ختان الإناث.. كيف تؤثر العملية على حياة المرأة وما علاقتها بالخيانة الزوجية والعفة والطهارة!!؟

“لم أكن أعرف عن ختان الإناث شيئاً، ولكنني كنت أعلم جيداً أنني سأجري العملية عاجلاً أم آجلاً، لأجد نفسي بيومٍ من الأيام الربيعية بين يدي طبيبة تجهز إبرة التخدير وهي تبتسم لأمي التي أمسكتني بقوة، ما جعلني أشعر حينها بالرعب وبأن العملية ستكون مؤلمة و أدفع ثمنها غالياً. نعم دفعت ثمنها لِيرضى الجميع عن جمود مشاعري وأحاسيسي”، تقولها سميرة أسعد.

ختان الإناث.. كيف تؤثر العملية على حياة المرأة وما علاقتها بالخيانة الزوجية والعفة والطهارة
ختان الإناث.. كيف تؤثر العملية على حياة المرأة وما علاقتها بالخيانة الزوجية والعفة والطهارة؟

¶ ما هو ختان الإناث؟

يُعرف ختان الإناث بأنه عملية قطع أو استئصال متعمدة للأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة دون وجود سببٍ مرضي مقنع.

وهي عملية تصفها منظمة الصحة العالمية بأنها تشويه للأعضاء التناسلية الأنثوية “أي عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبي لذلك”.

¶ جذور ممارسة ختان الإناث في مصر؟

ختان الإناث يُمارس في مصر قبل ظهور الأديان السماوية، وهي ممارسة لها جذور إفريقية وليست دينية، هناك 28 دولة إفريقية وتقع أغلبها في وسط إفريقيا تمارس هذه العادة.

كما أن شعوب هذه الدول لا تجمعها ديانة واحدة، فمنهم مسلمين أو مسيحيين أو يتبعون ديانات أو عبادات أخرى، كما أن كثير من البلاد العربية والإسلامية في كافة أنحاء العالم لا تمارس ختان الإناث.

ختان الإناث

¶ أنواع ختان الإناث

لختان الإناث أربعة أنواع تختلف بحسب الجزء الذي يتمّ قطعه أو استئصاله، وهي:

1- استئصال البظر: وهي عملية إزالة كاملة أو جزئية للبظر الحساس والجلد المحيط به.

2- الاستئصال: وهي عملية استئصال كلي أو جزئي للبظر، بالإضافة لاستئصال الشفرين الصغيرين، أو الطي الجلدي الداخلي المحيط بالمهبل.

3- الختان التخييطي: وفيه تجرى عملية قطع وإعادة ضبط موضع الشفرين الصغيرين والكبيرين، ويتضمن ذلك عملية تخييط، ولا تترك سوى فتحة صغيرة.

4- يشمل جميع العمليات الضارة الأخرى مثل وخز وثقب وكشط البظر أو منطقة الأعضاء التناسلية.

¶ المخاطر والمضاعفات الصحية للختان والنوع الأكثر إيذاءً للأنثى؟

الدكتور عمرو حسن وهو أستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بقصر العيني، يقول من الخطأ أن يعتقد البعض أن هناك أنواعاً من ختان الإناث لا تؤدي إلى المضاعفات، فكل نوع له مضاعفات.

ويُضيف: “ختان الإناث بأنواعه المختلفة له مضاعفات، حتى لو قام الطبيب بإجرائه، وقد سجلت الدراسات الموثقة حدوث مضاعفات ونزف شديد وصدمة عصبية قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات وحدوث التهابات حادة وناسور بولي أو شرجي وآثار نفسية، وعلى المدى البعيد قد تعاني الفتاة من مشاكل جنسية وعدم القدرة على الإنجاب نتيجة حدوث مضاعفات والتهابات بالمهبل وقناتي فالوب وتعسر عملية الولادة نتيجة لضيق فتحة المهبل والعجان، مما يؤدي إلى حدوث نزف وتهتك بأنسجة العجان”.

ويُتابع حسن: “كما أنه قد يسبب أضراراً للجنين أثناء عملية الولادة، مثل زيادة نسبة حدوث مضاعفات في الجهاز التنفسي، والحاجة إلى الرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة، وأيضاً زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة، ولكن بسبب أن النساء في البلاد التي يتم فيها ختان الإناث يأخذنه على أنه ضروري ولازم لهن بالإضافة إلى المعتقدات الخاطئة أنه مطلوب شرعاً، فإنهن يتحملن المضاعفات في صمت”.

ختان الإناث

¶ هل هناك فوائد صحية لعملية ختان الإناث وهل هناك دواعٍ طبية لإجرائها؟

يعتبر المؤيدون لعملية الختان أن لها فوائد كثيرة للمرأة، منها الطهارة ومنع حدوث الالتهابات ووقاية من الأمراض الجنسية والسرطانية، ويعتبره آخرون جريمة بحقها وخطراً يهدد حياتها.

بحسب الدكتور عمرو حسن، فإنه لا يوجد لختان الإناث أية فوائد صحية على الإطلاق، بل على العكس فإنه يحمل بكل أنواعه أضراراً كثيرة.

ويوضح أنه لا يوجد على الإطلاق أي احتياج لعملية ختان الإناث، وأن الدعوة للقيام بفحص الفتاة بواسطة طبيب لمعرفة ما إذا كانت تحتاج إلى ختان الإناث أم لا هي دعوة خاطئة، تفتقد إلى المصداقية.

¶ رأي الشريعة الإسلامية في ختان الإناث

يرى كثير من ممارسي ختان الإناث أنه مطلب ديني، مع أن معدلات انتشاره تختلف في الغالب تبعاً للموقع الجغرافي والمجموعة العرقية.

وما يزال النقاش مستمراً حول مدى تأثر استمرارية الممارسة بالتقاليد والضغط الاجتماعي ونقص معلومات الرعاية الصحية ووضع المرأة في المجتمع وارتباطه بالدين دون أدّلة مؤكدة.

يقول الباحث في علوم الشريعة الإسلامية الشيخ، رياض درار، إنَّ الختان هو عادة اجتماعية لا علاقة لها بسنة أو بدين، وبأن هذه العادة موجودة قبل بعث النبي (ص)، ويتحدثون عنها أنها من سنن الفطرة الخمس، وهي: الاستحداد وتقليم الأظافر ونتف الإبط وقصّ الشارب والختان، وبالتالي أوجبوه للذكور لأنه كان مستمراً في عاداتهم ولكن الذي حصل أن النبي (ص) حين كانت تُسلم الوفود لم يأمرها بالختان، ربما لأن بعضها كان مختوناً سابقاً لأنها من عادات العرب وأعرافهم، ولم تأتِ في نصٍّ لا في تنزيلٍ ولا في أمرٍّ محددٍ من السنة.

ويُضيف: “بالنسبة للإناث أيضاً كان هذا الأمر موجوداً عند القدماء، وهناك من يُسمي الختان الفرعوني- وهو قطع البظر- وكانوا يستمدون حججهم في ذلك على تلك العادة السائدة ومع ذلك فإن النبي حين سمع الخاتنة وكانت تُسمى عندهم (الخافِضة) قال لها لا تنهكِ فإنه أحظى للمرأة وأحب إلى البعل، وهذا أمر فيه إشارة إلى أن العادة لم يستأصلها الرسول في زمانه، ولكن قال لها أمراً مهماً في هذه الحالة أن لا تقطعي وخذي قليلاً منه فقط”.

الدكتور حاتم عبدالعظيم، مختص في علوم الشريعة الإسلامية، يقول: “مسألة ختان الإناث لها ذكر في السنة النبوية وإن لم تصح أسانيد الروايات التي وردت فيها، ولكن يبدو أن هذا كان معروفاً في زمن النبوة ولما رويت هذه الروايات لم يستنكرها أهل الزمان من التابعين وتابعي التابعين إلى أن وصلنا الى مرحلة تدوين رؤية هذه الروايات، وتلقاها الناس بالقَبول مما يعني أن هذا أمراً معروفاً في زمانهم وفي بيئتهم هذا أولاً”.

ويتابع: “الأمر الثاني أنه ليس هناك خلاف على أن ذلك يقع في الإسلام من باب المكرومات في باب الآداب المندوب إليها وليس في باب الموجبات الشرعية فالخلاف فيه أمره يسير، الأمر الثالث أن مرد الفتوى فيه إلى الحاجة، وتقدير الحاجة يجب أن يكون لأهل الخبرة للطبيبة المسلمة الثقة، بمعنى أن ليس كل البنات يحتجن إلى هذه العملية، قد يكون هذا العضو بطبيعته ليس فيه زيادة، وبالتالي لا تحتاج البنت إلى خفضه، وقد يكون فيه زيادة تحتاج إلى خفض وهذا الخفض يجب أن يكون دقيقاً”.

وفي فبراير/شباط الفائت، قالت دار الإفتاء المصرية، إن “ختان الإناث حرام شرعاً، كما أن الأطباء جزموا بضرره”.

¶ رأي الديانة المسيحية في ختان الإناث

ختان الإناث ليس ممارسة مسيحية والأسر المسيحية تمارس ختان الإناث مثل الأسر المسلمة؛ وذلك بسبب الأفكار والمعتقدات الاجتماعية الخاطئة.

كما أنه لا يوجد ذكر لختان الإناث في الكتاب المقدس، والديانة المسيحية تعتبر جسد الإنسان (المرأة والرجل) مقدساً، وترفض إهانته، المسيحية تحترم حق المرأة في علاقة جنسية ناجحة.

¶ فتيات مصريات مع الختان!

رغم أن الشريعة الإسلامية لم توجب ختان الإناث إلا أن العديد من الفتيات المصريات اللواتي قمن بإجراء العملية تؤيدن الفكرة.

تقول جهاد الحداد إسماعيل، وهي محررة صحفية بمنصّة “تَأكّدْ مصر”، إنها مع إجراء عملية الختان.

مضيفةً: “الإسلام شرع عدداً من الخصال التي فيها طهارة ونقاء للمُسلم في بدنه ومَظهره العام ممّا يعود عليه بالصحّة، وكان من بين تلك الخصال الختان”.

¶ فتيات مصريات ضد الختان!

كما يوجد عدد كبير من الإناث المؤيدات لضرورة إجراء عملية الختان، هناك الكثير من اللواتي أجرين العملية بشكل إرادي أو قسري، ضد الفكرة تماماً وأظهرن ندمهن على إجرائها.

تقول سميرة أسعد، إن عملية ختان الإناث شيء مؤسف وبأنها تسبب للمرأة الكثير من الألم والعُقد النفسية: “حقيقةً بعد إجراء العملية، الرغبة الجنسية تموت في الفتاة وتبقى كجسد متحرك فقط بلا مشاعر أو أحاسيس”.

وتواصل حديثها: “لم أكن واعية لمخاطر العملية فقد كنت صغيرة، ولكن سمعت أمي تقول حان الوقت وما وجدت نفسي إلا في منزل طبيبة وهي تتجهز للعملية. كمية البنج الموضعي لم تكن كافية لتسكت ألمي ورغم أنني كنت أبكي إلا أنني كنت أشاهد الجميع يبتسم وكأنهم حققوا النصر”.

وتضيف: “يا ليتني كنت واعية لما يحدث، ما كنت وافقت على ذلك، لأنني الآن أعاني كثيراً في حياتي الزوجية”.

ختان الإناث

¶ حالات وفاة جراء عملية الختان

تحتل مصر المرتبة الأولى عالمياً في ظاهرة “تطبيب ختان الإناث”، بنسبة تصل إلى 82%، وفقاً للمسح السكاني الأخير للبلاد.

في 29 يناير/ كانون الثاني عام 2020، فقدت الطفلة ندى حسن عبد المقصود، البالغة من العمر (12عاماً) بقرية الحواتكة بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، لحياتها أثناء خضوعها لعملية الختان، والتي تمّت على يد طبيب أمراض نساء وتوليد بعيادته الخاصة بحي السلام.

وفي عام 2016، توفيت الشابة ميار في مستشفى بمنطقة السويس؛ وذلك أثناء إجراء الختان لها على يد طبيبة.

¶ كيف تؤثر عملية الختان على الحياة الزوجية والإنجاب؟

تعاني الإناث اللواتي أجرين عملية الختان نفسياً من ممارسة العلاقة الحميمة، وتُصاب بما يُسمى بالبرود الجنسي، ورغم ذلك قليلاً ما تشكو المتزوجات من ذلك بسبب المجتمع.

الدكتور عمرو حسن، يشير إلى أن آثار ختان الإناث على العملية الجنسية بين الزوجين تتمثل فيما يلي:

– توهم القذف المبكر: أغلب الحالات التي يعتقد الأزواج أنهم يعانون من القذف المبكر ما هي إلا حالات بطء أو ضعف استجابة بسبب ختان الإناث، وليست حالات مرضية تحتاج إلى علاج.

– برودة جنسية: تعاني بعض الزوجات من برودة جنسية حيث إنه بتكرار الألم أثناء الجماع تكره المرأة العملية الجنسية، وبالتالي تكون سلبية مع زوجها أثناء هذه العملية وتعتبرها واجباً كريهاً لابدَّ منه، ومع تزايد صعوبة وآلام العملية الجنسية يظهر الرفض النفسي لها والذي يؤدي بدوره إلى صعوبة أكثر وآلام أشد أثناء الاتصال الجنسي.

– تشنج العضلات: عند ضعف أو سلبية التجاوب أثناء الاتصال الجنسي بين الزوجين تصبح العملية الجنسية بالنسبة للزوج عملية قذف للسائل المنوي فقط، وهذا يؤدي إلى نقص الاهتمام بهذه العملية والذي قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب وسرعة القذف، ونظراً لأن بعض السيدات اللاتي أجرى لهن تشويه في الأعضاء التناسلية، يحتجن وقتاً أطول للوصول إلى الارتواء، فإن بعض الأزواج يلجأون إلى استعمال المخدرات وبالبذات الحشيش والترامادول و المنشطات الجنسية اعتقاداً منهم أن هذا يطيل العملية الجنسية.

¶ إدمان النساء اللواتي أجرين الختان على الترامادول

يقول الدكتور عمرو حسن: “عندما بدأت العمل كنائب نساء وتوليد بالقصر العيني، كان يلفت انتباهي الحامل المدمنة على الترامادول (وهو دواء يساهم في زيادة الرغبة الجنسية لدى النساء وسرعة الوصول للنشوة)”.

ويضيف: “عندما كنت أسألها عن كيفية معرفتها بالترامادول، كانت تقول لي إنَّ زوجها هو من جعلها تأخذ منه”، مُتابعاً “الموضوع لفت نظري وعندما جلست أبحث عن السبب وجدت أن الختان يؤدي إلى ضعف الاستجابة عند المرأة، فيتوهم الرجل أن القذف لديه مبكر فيلجأ إلى تعاطي الترامادول لإطالة المعاشرة الجنسية، ولكن مشكلة الترامادول أنه يعمل على ارتخاء العضو الذكري، فيضطر الزوج إلى تعاطيه مع المنشطات الجنسية التي تزيد الصلابة”.

الختان يؤدي إلى ضعف في التجاوب الجنسي، وتكرار عدم اكتمال التجاوب الجنسي يؤدي إلى احتقان مزمن في الحوض وآلام في البطن والظهر فتصبح العملية الجنسية مؤلمة، فيكون أمام السيدة احتمال من اثنين إما أن تنفر من العلاقة الزوجية وهنا يتجه الزوج إلى التحرش أو الدخول في علاقات جنسية محرمة أو مشاهدة الأفلام الإباحية لإشباع رغباته أو أن تبدأ السيدة في تعاطي الترامادول كمسكن قوي لألم الضهر والبطن أو احتمال تعاطيه لتكون كما يريدها زوجها، يقولها حسن.

ختان الإناث

¶ ربط عدم إجراء الختان بالخيانة الزوجية

بعض الرجال قالوا إنّ غير المختنة يمكن أن تخون زوجها لو سافر “وهذا قول فيه إهانة للمرأة لأن الفضيلة تنبع من العقل وتعتمد على التربية، وهذا الاعتقاد يرجع أيضاً لاحتقار أعضاء التأنيث وربطها بالشر والرزيلة”، يقولها الدكتور عمرو حسن.

ويكمل قوله: “الحقيقة أن هذا الربط الزائف بين الختان والعفة هو الذي جعل هذه العادة تستمر حتى الآن، فهناك اعتقاد بأن الختان يمنع الهياج الجنسي قبل الزواج حيث يقولون: «تبقى أعقل وتبرد»، وكما قلنا فإن العفة مرتبطة بالعقل، والتفكير في فرض العفة بحد السكين يعتبر عنف ضد المرأة لا يفكر أحد في ممارسة مثله ضد الرجل لكي لا يهتاج قبل الزواج، مع أن العفة مطلوبة للجنسين”.

تعتقد رهام جعفر أن هذه العملية تحمي البنات من الانحراف وأن المرأة غير المختنة ترهق زوجها وتكون أكثر طلباً للمعاشرة الجنسية، وأن المرأة غير المختنة لا تستطيع الصبر على الجنس في حالة غياب زوجها فتلجأ إلى الخيانة الزوجية.

وتُضيف “بقاء ما يتمّ إزالته من أجزاء خلال عملية الختان للإناث دون إزالة يسبب روائح كريهة، والختان هو نوع من النظافة”.

¶ علاقة الطقس الحار بعملية الختان

هناك معتقدات سائدة لدى الكثير من أهالي مصر وهو أن الطقس الحار يساعد على البلوغ المبكر للفتاة، ويتسبب في إثارة غرائزها الجنسية، وأنه كلما كانت الفتاة أكثر سمرةً كانت أكثر غريزة، وبالتالي لا بدَّ من كبح جماحها بالختان.

تقول سميرة أسعد: “لا أعلم ما علاقة الطقس والمناخ بالختان، ولكن كنا نسمع من أهلنا أن له تأثير على البلوغ المبكر وبأن الفتيات في المناطق الحارة تختلف عن اللواتي يعشن في المناطق الباردة، ما يستدعي ضرورة إجراء الختان”.

ولكن تقول طبيبة مصرية، بأنه لم يثبت بأن للمناخ دوراً في حدوث البلوغ المبكر بشكل مؤكد “مع أنه كان يعتقد بأن المناخ الحار يؤدي إلى البلوغ المبكر، إلا أنه الآن تبين أن المناخ سواء الحار أو البارد ليس له تأثير، حيث تمّت ملاحظة أن بعض الشعوب تعيش في نفس المناخ سواء مناخاً حاراً أو بارداً، ومع ذلك يختلف عندها سن البلوغ”.

ختان الإناث

¶ موقف الحكومة المصرية من عملية ختان الإناث والحكم القضائي منه

صادق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في وقتٍ سابق من الأسبوع الفائت، على التعديلات المقدمة من مجلس النواب، بشأن قانون العقوبات الخاص بجريمة ختان الإناث.

وحسب التعديل الجديد “يعاقب بالسجن مدّة لا تقل عن 5 سنوات كل من أجرى ختاناً لأنثى بإزالة أي جزء من أعضائها التناسلية الخارجية بشكل جزئي أو تام، أو ألحق إصابات بتلك الأعضاء، فإذا نشأ عن ذلك الفعل عاهة مستديمة تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات، أما إذا أفضى الفعل إلى الموت تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن عشر سنوات”.

كذلك يعاقب بالسجن كل من طلب ختان أنثى وتمّ ختانها بناءً على طلبه على النحو المنصوص عليه بالمادة (242) مكرراً من هذا القانون.

كما يعاقب بالحبس كل من روّج أو شجع أو دعا بإحدى الطرق المبينة بالمادة 171 من هذا القانون لارتكاب جريمة ختان أنثى ولو لم يترتب على فعله أثر.

وشددت مصر في العام 2016 عقوبة إجراء الختان على الإناث إلى السجن مدة تراوح بين خمس و7 سنوات، وكانت قبل ذلك العقوبة السجن تتراوح بين ثلاثة أشهر وعامين.

¶ موقف الجمعيات الطبية العالمية والمصرية من الختان

أوصى الاتحاد العالمي لجمعيات أمراض النساء والتوليد (FIGO) باعتبار ختان الإناث “انتهاكاً لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وطالب ببذل كافة الجهود والإجراءات بهدف التخلص من الممارسات التقليدية التي تحتوي على عنف ضد الأطفال والنساء”.

كما أوصت الجمعية المصرية لأطباء أمراض النساء والولادة بهذه التوصية في عام 2012.

إلى ذلك، حذّرت نقابة الأطباء المصرية دوماً من قيام الأطباء بممارسة عادة ختان الإناث، وتقرر الجزاءات المهنية لمن يمارسونها باعتبارها خروجاً على مقتضيات الواجب المهني.

ختان الإناث

إعداد: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى