مقال رأي

آن الأوان لنخاطب العالم والمجتمع الدولي بلغة العقل

إن ما يمر به البلد اليوم من تراكمات عدة..” فقر ، وجوع” وإنهيار اقتصادي وخدماتي “وأزمات خانقة” ومؤامرات سلطوية وعسكرية وسياسية..وكل ذلك يستمر في ظل صمت المجتمع الدولي بأكمله وتلاعب القوى الدولية  بالمعاناة التي يعنانيها شعبنا بأسره، يجعلنا نقف أمام نقطة قول الحقيقة والوضوح مع أنفسنا والدول الراعية لسير الإتفاقيات التي أبرمت لوضع الحلول لإنقاذ شعبنا وتحقيق تطلعاته وأهدافه وحقوقة.

إننا نأسف أن يتم التلاعب بمصير وإرادة الشعوب وحقوقها المكتسبة من قبل صناع القرار الذين يجيدون صناعة الإتفاقيات ورسم عمليات السلام للشعوب، وسرعان ما يضعونها في ورقة مبهمة ليقفون بصمت وخذلان وكأن هناك لا مسؤولية لهم تجاه ما يجري ضد الشعوب المؤتمنة فيهم. 

 لهذا إننا نعيش اليوم أمام واقع خطير ووضع مؤسف وظروف صعبة لن يتحملها شعب ما. 

فما يجري حالياً في الجنوب هي سياسات عقيمة تأكل وتحشر بأخلابها حقوق الشعب، بينما الوطن يسير في اتجاه مرعب، والشعب يقف متألماً عاجزاً عن إيجاد قوت يومه المحدود، وما يحمله الوطن من مقدرات وثروات ستكفي شعوباً بأسرها لتعيش في مقدمة الشعوب المستقرة في عيشها وحال أوضاعها العامة.

 لهذا لسنا عاجزين أن نكون أولى الشعوب المتقدمة والمستقرة سياسياً واقتصادياً وخدمياً واجتماعياً وعسكرياً ..

ولكن من أجل ذلك نحن بحاجة إلى نهضة وعي وعقل وإرادة وطنية حقيقة تقف أمام الحق والمصلحة العامة لا خلف مصلحة حزبية او سياسية، وكذلك إجادة توجيه الخطاب الوطني الحق، لنخاطب العالم والمجتمع الدولي بلغة العقل والمنطق الصحيح، ولنكون شعباً واضحاً بما يقول وليضع العالم أمام الحقيقة حتى لا نستمر في بؤرة المهاترات السياسية والسعي وراء ما تجيده الدول الحليفة (دول الإقليم والمنطقة بشكل عام) في صناعة القرار والحلول المرتقبة.

إننا نستمر في دوامة لا نهاية لها ولا بداية، لذلك علينا أن نخاطب العالم والمجتمع الدولي بلغة واضحة فيما يجري ضد شعب الجنوب وما تطلبه المرحلة. 

اليوم شعبنا يتم محاربته في كل شيء تحت توجيهات حكومية سبق وأن وضع شعبنا شراكته في السلطة معها لتحقيق دعائم الأمن والسلام والتنمية لدى شعبنا وإخراجه من مربع الفوضى والعبث والفساد والإستبداد.

فما يعيشه شعبنا اليوم هو حرب شاملة وذلك بتدني مستوى الاقتصاد وإنهيار العملة المحلية، وأزمة في الخدمات والمشتقات النفطية، وحالة عقيمة في وضع الحلول بكل الجوانب الإدارية والسياسية والاقتصادية والخدماتية. 

بينما هناك من أبرمت الاتفاقيات بالشراكة الحكومية معهم في السلطة أصبحت قواهم وأجندتهم تصب نارها وعبثها وتلاعباتها ضد الجنوب وممثله الشرعي (المجلس الانتقالي الجنوبي) دون مراعاة للشراكة والمسؤولية الوطنية والسيادية التي تم الاتفاق عليها برعاية دولية من دول التحالف العربي والمجتمع الدولي. 

فما يحصل في حضرموت الوادي وما جرى يوم أمس في سيؤون تجاه أبناء الجنوب الذين خرجوا للتنديد بمطالبهم المشروعة، لتقف اسلحة وعربات ودبابات الأخوة الشركاء في حكومة المناصفة بوجه المواطنين المتظاهرين وليتم صدهم بقوة السلاح وكأنه كتب على شعبنا أن يكون تحت حكم النار والإحتلال. 

فهل يدرك الاخوة الأشقاء (دول التحالف العربي) والدول الراعية لإتفاق الرياض والعملية السياسية في اليمن والجنوب بشكل عام؛  أن  الشعب الجنوبي له حق ومطالب مشروعة لابد من تحقيقها”..؟  

وهل يعي الأخوة رعاة عملية السلام ما خطورة تلك المعاناة والمؤامرات التي تجري ضد شعب الجنوب..؟ 

وهل يا ترى سيعزم الأخوة الأشقاء والمجتمع الدولي بصدق شراكتهم مع شعبنا ووضوحهم معه ومع ممثله الشرعي (المجلس الانتقالي) ويدركوا أن الصبر لدى هذا الشعب قد نفذ ..! 

شعبنا لا يريد الاستنجاد بقوت يومه وتهدئته بحلول ترقيعية.. بل إن شعبنا يريد أن يعيش بحرية وكرامة وهوية وسيادى  ضحّى من أجلها طوال أكثر من ثلاثين عاماً.

وهل سيعي شعبنا من رضوخه السائد في المكوث وراء المهاترات السياسية وأن ينهض بنهضة وعي ومنطق حق ليقف دافعاً لممثله الشرعي ويخاطب العالم بخطاب العقل ولغة الحق..! 

 

يكفي جمود وتأمل فإننا نسير إلى اتجاه مجهول إن استمر الجميع فيه سنندم حينها وتاريخنا لن يرحم أحد.

قالب مقال رأي 20220215 215701247

 

ملاحظة|| جميع الآراء في هذه المقالة تعبّر عن رأي كاتبها فقط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى