أخبار العالمسلايد رئيسي

وثيقة سرية كُشِف عنها مؤخراً اربكت “الناتو” وصراع أوكرانيا يأخذ منحى جديد

أظهرت وثيقة سرية كُشِف عنها مؤخراً، أن الدول الغربية أظهرت عدم سعيها لتوسيع حلف الناتو نحو الشرق، وهو ما أثار جدلاً حول مصداقيتها، بالوقت الذي يزداد المشهد في أوكرانيا سخونةً.

وثيقة سرية تربك الناتو

وعلق الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، على مضمون وثيقة  سرية كشف عنها مؤخراً، قائلا إنه لا يعتقد أن الحلف قد نكث بوعده أو خالف الوعود بعدم التوسع.

وأضاف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي لقناة ARD التلفزيونية: “لا، إن الناتو يتخذ قرارات مع 30 دولة عضو، ولا يوجد قرار في أي مكان أن دول الناتو وافقت على التخلي عما هو مكتوب في معاهدة تأسيس الناتو، معاهدة واشنطن”.

ووفقاً لستولتنبرغ، تنص المعاهدة على أنه يمكن للدول الأوروبية الانضمام إلى الناتو، وهو ما ورد أيضا في الوثائق الدولية الأخرى التي “تحدد الأمن في أوروبا” ، بما في ذلك وثيقة هلسنكي النهائية وميثاق باريس لعام 1990.

ويأتي حديث أمين عام حلف الناتو بعد أن كشفت وثيقة سرية من قبل صحيفة “شبيغل” الألمانية تم العثور عليها وهي أرشيفية تعود لعام 1991، في الأرشيف الوطني البريطاني، حيث أعلنت الدول الغربية أن التوسع باتجاه الشرق لتحالف شمال الأطلسي غير مقبول.

وتم اكتشاف الوثيقة، التي كانت مصنفة من قبل على أنها “سرية”، من قبل الأستاذ بجامعة بوسطن جوشوا شيفرينسون.

اقرأ أيضاً|| وزير الدفاع التركي يحذّر من أوضاع غير مرغوب بها في الملف الأوكراني

وتتحدث الوثيقة عن اجتماع ممثلي وزارات خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا، الذي عقد في بون في 6 مارس 1991. وناقش الاجتماع أمن بولندا ودول أخرى في أوروبا الشرقية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوثيقة التي أعقبت ذلك تشير إلى أن المشاركين في الاجتماع وافقوا على أن عضوية دول أوروبا الشرقية في الناتو “غير مقبولة”.

انضمام أوكرانيا للحلف

وأمس كانت قد اعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية، إليزابيث تراس، أن رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لن يساعد في حل الأزمة الحالية حول أوكرانيا.

وقالت: “كييف هي مَن يجب أن تقرر اتخاذ هذه الخطوة، وليس نحن”، وأكدت في الوقت نفسه ضرورة إيجاد حل دبلوماسي للوضع حول أوكرانيا، ودعت روسيا إلى الدخول في مفاوضات جادة مع الغرب.

وفي وقت سابق قال المستشار الألماني أولاف شولتس، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد يوم الثلاثاء الماضي عقب محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، إن عضوية أوكرانيا في الناتو ليست على جدول الأعمال حالياً.

ومن جانبه هاجم الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الأمم المتحدة، معتبراً أنها عاجزة حتى عن حماية نفسها، فيما طالب الناتو بتقديم رد صريح حول آفاق انضمام أوكرانيا إلى الحلف.

وقال زيلينسكي، في كلمة ألقاها السبت خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: “إن هيكل الأمن العالمي هش ويحتاج إلى التحديث… إنه مدمر تقريباً”.

وانتقد زيلينكي حلف شمال الأطلسي بسبب الغموض حول آفاق انضمام بلاده إليها، قائلاً: “ألا تستحق أوكرانيا الحصول على أجوبة مباشرة وصريحة؟ هذا الأمر يخص كذلك الناتو. يقال لنا إن الأبواب مفتوحة لكن عملياً لا يزال الدخول للأطراف الخارجية ممنوعاً. إذا لا يرغب بعض أعضاء الحلف في رؤيتنا ضمنه أو إذا كان جميع أعضاء الحلف لا يريدون رؤيتنا فيه فقولوا ذلك لنا بصراحة”.

تصاعد حدة التوتر

تأتي تلك الأخبار حول أوكرانيا التي تشهد ارتفاعاً بسخونة المشهد، بالوقت الذي أبلغ طرفا الصراع في المنطقة المتنازع عليها في شرق أوكرانيا عن انتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار اليوم الأحد.

واتهم الجيش الأوكراني اليوم الأحد الانفصاليين بخرق وقف إطلاق النار في إقليم دونباس (شرقي البلاد) 136 مرة، مؤكدا تواصل مناوراته على كامل أراضي البلاد، كما أعلن الجيش إغلاق معبر ششاستيا الحدودي في دونباس بعد تعرضه للقصف.

ونقلت رويترز عن مصدر دبلوماسي أن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا سجلوا أمس السبت نحو ألفي خرق لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، وهي أكبر حصيلة تسجل منذ بداية العام.

اقرأ أيضاً|| مسؤولون غربيون يتحدثون عن معلومات استخباراتية أمريكية لقرار اتخذه بوتين تجاه أوكرانيا

مواقف متجددة

من جهته، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعقد اليوم الأحد اجتماعا لمجلس الأمن القومي لمناقشة الوضع في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه اطّلع على فحوى محادثات نائبته كامالا هاريس مع حلفاء الولايات المتحدة في مؤتمر ميونخ للأمن.

وكان بايدن قد صرّح -أول أمس الجمعة- بأنه مقتنع بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ القرار بغزو أوكرانيا، وأن القوات الروسية تنوي بدء الهجوم في الأيام المقبلة.

كما أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، توافق مجموعة الدول السبع بشأن حجم ومدى العواقب التي ستُفرض على روسيا إذا غزت أوكرانيا.

بدورها، أكدت نائبة الرئيس الأميركي، كاميلا هاريس، تقديم مقترحات واضحة للحوار بشأن الأزمة الأوكرانية، وقالت إن مواجهة التصعيد الروسي لن تقتصر العقوبات الاقتصادية عند حدوث غزو لأوكرانيا.

بينما تحدث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأن روسيا تخطط لأكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945.

وأضاف جونسون، أن لندن وواشنطن ستمنعان شركات روسيا من التعامل بالدولار وبالجنيه الإسترليني إذا غزت موسكو أوكرانيا، مشيرا إلى أن تأثيرات هذه الخطوة “ستضرب بشدة”.

وأشار إلى أن العقوبات على روسيا في حال غزوها لأوكرانيا ستذهب إلى أبعد مما هو مقترح سابقًا.

وتنتظر كييف مع ختام مؤتمر ميونخ -أكبر حدث على مستوى العالم يتعلق بالسياسة الأمنية- موقفاً مشتركاً قوياً حيال التهديد الروسي المستمر لغزو البلاد، عقب كلمة الرئيس الأوكراني واللقاءات التي أجراها على هامش المؤتمر ومطالبته باتخاذ مواقف حاسمة لدعم بلاده.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى