سيناريو الخطة الروسية في أوكرانيا ذاته ما حصل في جورجيا وبوتين يوضح الخطوة التالية

بات سيناريو الخطة الروسية في أوكرانيا واضحاً، بعد اتخاذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء عدة قرارات منها العسكري وآخر سياسي.

الخطة الروسية في أوكرانيا

في عام 2008، اعترفت روسيا بـ “استقلال” أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وهما منطقتان جورجيتان منفصلتان بعد أن خاضتا حربا قصيرة مع جورجيا تدخلت فيها موسكو.

وجاء الاعتراف الروسي بالمناطق الانفصالية في جورجيا لتبرير وجود عسكري مفتوح في الجمهورية السوفيتية السابقة المجاورة التي تتطلع للانضمام لحلف الناتو.

في ذلك الوقت، وخلال خمسة أيام، ألحقت القوات الروسية هزيمة بالجيش الجورجي وهددت بالسيطرة على العاصمة تبليسي. ولاحقا منحت الجنسية الروسية لسكان المنطقتين.

وتعتبر جورجيا المنطقتين تحت الاحتلال العسكري من قبل روسيا التي كانت أول من اعترف بـ “استقلالهما”. كما اعترفت بـ “استقلال” المنطقتين كل من فنزويلا، ونيكاراغوا، وناورو، والنظام السوري.

وذات الأمر يتكرر اليوم طع أوكرانيا، حيث اعترف بوتين باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، وذلك خلال خطاب بثّه التلفزيون الرسمي، رغم تحذيرات الغرب من أن الخطوة قد تعود على موسكو بعقوبات واسعة.

كما لمّح الرئيس الروسي في خطابه أكثر من مرة بأن أوكرانيا هي تاريخياً جزء من بلاده، متّهماً سلطات كييف باضطهاد الناطقين بالروسية والتحضير لـ”حرب خاطفة” ضد منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا.

يشار إلى أن هذا الاعتراف الروسي ينهي خطة السلام الهشة أو ما يعرف باتفاقية مينسك، في المنطقتين المذكورتين.

بوتين سيرسل قوات عسكرية

وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه سيرسل قوات لدعم منطقتي دونيتسك ولوغاستك شرق أوكرانيا اللتين أعلن استقلالهما

كما قال في كلمة له “أوكرانيا لا تلتزم بتنفيذ اتفاقيات مينسك”، معلناً عدم تنفيذ أي جزء من بنود هذه الاتفاقية التي أصبحت منتهية، حسب تعبيره.

وتابع “يتعين على أوكرانيا نزع سلاحها، والتخلي عن الانضمام لحلف الناتو”.

أتت هذه التصريحات، بعدما وافقت الغرفة العليا بالبرلمان الروسي، اليوم الثلاثاء، على منح فلاديمير بوتين سلطة رسمية لنشر قوات مسلحة في الخارج، وقد ينذر هذا التطور بهجوم أوسع على أوكرانيا بعد أن قالت الولايات المتحدة إن الغزو يحدث بالفعل هناك.

اقرأ أيضاً|| بالفيديو|| قذيفة أوكرانية تصيب نقطة عسكرية روسية على حدود أوكرانيا

في غضون ذلك، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صادق اليوم على معاهدتي صداقة مع جمهوريتين انفصاليتين أوكرانيتين تدعمهما موسكو.

وقالت روسيا إن هذه الخطوة تسمح لها ببناء قواعد عسكرية هناك ونشر قوات والاتفاق على موقف دفاعي مشترك وتعزيز التكامل الاقتصادي.

عقوبات غربية

من جانبه أكد الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، اليوم الثلاثاء، أنّ ما أقدمت عليه روسيا خرق للقانون الدولي وتقويض للسيادة الأوكرانية.

وقال ستولتنبرغ: سندعم أوكرانيا سياسياً وعسكرياً ومالياً، حذرنا من عواقب وخيمة في حال الاعتداء على أوكرانيا، فيما نثمن العقوبات التي فرضت على روسيا وتعليق ألمانيا العمل بخط نورد ستريم 2.

اقرأ أيضاً|| أمين عام الناتو يتحدث عن حرب شاملة والفرصة الأخيرة قبل اندلاعها

وأضاف: روسيا تواصل حشد قواتها وستفرض عليها عقوبات قاسية إذا قررت غزو أوكرانيا، إلا أنه لا تزال هناك إمكانية لتجنب اندلاع حرب شاملة.

أما وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس فقالت: نشيد بقرار ألمانيا تعليق نوردستريم 2 وعلى أوروبا تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.

كما اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي أن باريس سترفع راية الحوار وتلوح بالعقوبات في الوقت نفسه، معتبراً أنّ روسيا تنتهك القانون الدولي واتفاقية مينسك التي وقعتها.

وبدوره قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون: سنبدأ مع حلفائنا معاقبة أفراد وكيانات روسية استراتيجية بالنسبة للكرملين.

ونقلت وكالة أنباء بلومبيرغ بأن الاتحاد الأوروبي يبحث عقوبات ضد ٣٥١ برلمانياً روسياً صوتوا على الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك.

يذكر أنّ الغرب يحذرون منذ نحو شهرين من إمكانية غزو روسي لأوكرانيا، وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن حينها بأن التقارير الاستخباراتية أكدت بأن الغزو الروسي سيكون خلال أيام.