تم تطوير قردة البحر في الخمسينيات من القرن الماضي، لتتلائم مع البيئة الخاصة بأحواض سمك الزينة، فنالت شهرة واسعة، بينما هي نوع من الأرتيميا أي القشريات المائية وتُعرف بمسميات عديدة، منها الروبيان الملحي أو قردة البحر أو التنانين المائية.

قردة البحر

قردة البحر التابعة لفصيلة الأرتيميا هي الجنس الوحيد من عائلة الأرتميديا التي تغيرت بشكل طفيف من فترة العصر الثلاثي، أول تسجيل تاريخي لوجود الأرتيميا يعود إلى النصف الأول من القرن العاشر قبل الميلاد من بحيرة أرومية، إيران، من قبل جغرافي إيراني أسماها بالكلاب المائية.

 بالرغم من أن أول رسم وتأريخ واضح ظهر عام 1757م من قبل عالم يُدعى شلوسا من إنجلترا، توجد الأرتيميا في جميع أنحاء العالم في داخل البحيرات المالحة، ولكنها لا تتواجد في المحيطات، الأرتيميا قادرة على مراوغة هجمات الحيوانات المفترسة في الماء كالأسماك وغيرها، وذلك عن طريق قدرتها على العيش في المياه مرتفعة الملوحة، والتي تصل إلى نسبة ملوحة 25%.

اقرأ أيضاً:

هل تعلم ما هي أغبى الحيوانات في العالم.. إليك أربعة منها تدهشك بطريقة حياتها

الأرتيميا هي نوع من مفصليات الأرجل مع جسم مُجزأ المرتبط بطرف واسع شبيه بورقة الشجر، يتكون الجسم عادةً من 19 جزء، أول 11 جزءاً منها يحتوي على أزواج من الأطراف، والجزءان الآخران عادةً ما يندمجا مع بعضهما البعض لحمل الأعضاء التناسلية، والأجزاء الباقية تُكوّن الذيل. الطول الكلي للروبيان الملحي هو حوالي 8 إلى 10 ملمترات للذكر البالغ و10 إلى 12 مم إلى الأنثى، ولكن عرض كلاً منهما، مُتضمناً الأقدام، هو حوالي 4 مم.

يُقسم جسم الأرتيميا إلى الرأس، الصدر والبطن. يُغطى كامل الجسد بهيكل خارجي مرن من مادة الكيتين، الذي ترتبط به العضلات داخلياً ويُغطى دورياً. في إناث الأرتيميا يسقط هيكلها في كل دورة إباضة.

للروبيان الملحي العديد من العمليات، كالعوم، والهضم، والتكاثر، ولا يحكمها الدماغ، وبدلاً من ذلك فإن جهاز الخلايا العصبي المحلي قد يتحكم ببعض الأنظمة أو التزامن لهذه العمليات.

اقرأ أيضاً:

يبني أعشاشا قابلة للتمدد.. حقائق مذهلة عن طائر الطنان تعرف عليها

وتملك قردة البحر نوعين من الأعين وهما عينا مفصليات الأرجل مفصولتين عن بعدهما البعض، أعين مفصليات الأرجل هذه هي الجهاز البصري الرئيس في الأرتيما البالغ.

تختلف ذكور قردة البحر عن الإناث من خلال امتلاكهم لقرون استشعار كبيرة بشكل مُلاحظ، وتتحول إلى أعضاء تُستخدم في التزاوج، وتبيض الأنثى البالغة من الأرتيميا خلال كل 140 ساعة تقريباً، وفي الظروف المثلى فإنها تنتج بيضاً يفقس مباشرةً تقريباً.

 بينما في الظروف القاسية، كانخفاض مستويات الأكسجين أو ارتفاع الملوحة إلى ما فوق  150‰، فإن أنثى قردة البحر تقوم بإنتاج بيض مُغطّى بمشيمة صلبة بُنيّة اللون.

اقرأ أيضاً:

حقائق صادمة عن الببغاء .. يسمي أبناءه مثل البشر ولا يتكلم كما اعتقدنا والكالسيوم مهر عروسه

التوالد البكري الأنثوي

وتتكاثر قردة البحر أحياناً عن طريق التوالد البكري وهو شكل طبيعي من أشكال التكاثر حيث يحدث فيه النمو والتطور للجنين بدون أي تخصيب، والتوالد البكري الأنثوي هو جزء من التوالد البكري حيث تحدث تطورات للأنثى من بيضة غير مخصبة، كما أن التزاوج الذاتي هو شكل آخر من التوالد البكري الأنثوي، ولكن باختلاف أنواعه، وهي أن النوع ذو صلة بالموضوع هنا هو الذي ينتج بالانقسام المفرد ليتضاعف منتجاً بويضة مخصبة.

ثاني أوكسيد الكربون

يعد ثاني أكسيد الكربون أحد أخطر التهديدات التي تواجه قرود البحر، ثاني أكسيد الكربون هو غاز تخلقه جميع الأنواع بشكل طبيعي، على الرغم من أهميته للحيوانات المائية أكثر من الحيوانات الأرضية، ويتفاعل بعض ثاني أكسيد الكربون الموجود في الماء لتكوين جزيء يعرف باسم حمض الكربونيك. على الرغم من أن هذا حمض خفيف، إلا أنه قوي بما يكفي لقتل قردة البحر.

وتستخدم قردة البحر كنموذج حي في التجارب على السموم، على الرغم من معرفة أنه كائن حي قوي وصحي إلا أنه شديد الحساسية للسميات، لذا فإنه من الفصائل المحدِدَة.

ويُستعمل في الأبحاث عن التلوّث، وفي بعض الظروف فإنه من المقبول استعماله كطريقة بديلة لتجريب سمية بعض المواد في المختبر.

وتعتبر قردة البحر غذاء مناسباً جداً للأسماك، ولذلك فهي مستخدمة بشكل كبير وعلى نطاق واسع في مزارع الأسماك.