الشأن السوري

جهود حثيثة للحفاظ على الخيول الأصيلة بالشمال السوري وصعوبات جمّة

يعتبر عُشّاق الخيول العربية الأصيلة أنّ تربيّة هذه الخيول والاعتناء بها “واجب اجتماعي وتراثي” حمله الأبناء إرثًا عن الأجداد من خلال شعورهم العميق بتحمّل المسؤولية الاجتماعية والتراثية النابعة من الروح الوطنيّة السوريّة لمربيها ومحبيها بالدرجة الأولى.

وقال المربّي وصاحب مزرعة للخيول في ريف حلب الغربي السيّد “محمد الأفندي” الملقب بـ (أبي صبحي) لوكالة “ستيب الإخبارية”: إنّنا نهتم بالخيول كـ “رمز للأصالة ورابط اجتماعي” ورثناه كابرًا عن كابر، بالإضافة إلى كونها سوق اقتصادي علينا “نقله من السوق المحلّي إلى دول الجوار”.

وأضاف “أبو صبحي”: أنّ عُشّاق ومحبّي الخيل يعدون الخيل كأحد أولادهم، ولذلك أنشانا جمعية “الفجر” للحفاظ على الجواد العربي الأصيل حيث كنّا في البدء نتواصل عن طريق برنامج “وتس آب” لمتابعة أمور “الجواد أو الفرس” من أجل متابعته طبيًّا ولوجستيًّا، وقُمنا في الآونة الأخيرة بتسجيل الخيول محليًّا وإحصاء أعدادها من خلال جمعية الفجر التى أسسناها لمتابعة أمور الخيل الأصايل.

وأردف: لقد أثّرت الحرب المشتعلة في سوريا على الخيل مثلما كان تأثيرها على السوريين في الداخل، وواجهتنا صعوبات جمّة، وأهمّها تسجيل هذه الخيول في منظمة “الواهو” (WAHO) العالميّة بالإضافة إلى عدم توفر الأدوية واللقاحات اللازمة للخيول العربية، وإن توفرت فهي باهظة الثمن وليست جيّدة بالمستوى المطلوب.

ومن جانبه قال السيّد “محمد حمادة” أحد محبّي الخيل وعضو مؤسس في جمعية “الفجر” للخيول العربية الأصيلة لـ “ستيب”: إنّ جمعية “الفجر” ، جمعية تُعنى بـ “الخيل” أسّست قبل ثلاث سنوات، وكانت ومازالت تتطوعية، من قبل الشخصيات المُحبّة والمهتمة بالخيل العربي الأصيل في الشمال السوري، وتم تسجيلها في محافظة حلب الحرّة، وكان هدفها الاهتمام بالجواد العربي، ولاسيّما السوري، ومنع تهريبه للخارج في ظروف الحرب التي تمرّ بها سوريا، وتنظيم أمور الخيل، من خلال تسجيلها ضمن قوائم معينة، وتسجيل المربّيين القدامى والجدد، وأضفنا إلى الجمعية الأطباء البيطريين، لمتابعة أمور الخيل طبيًّا.

وأضاف: قُمنا بإنشاء “ثلاثة نُواد” في الشمال السوري لتشجيع الناس على ركوب الخيل، كما أقمنا عدّة مهرجانات لتسليط الضوء على أهمية الخيول السوريّة الأصيلة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المشاكل التي تُعاني منها الخيول، كقلة الأدوية واللقاحات، ونقص الأعلاف فضلًا عن العبء المادي والاقتصادي الذي يتحمّله مربو الخيل.

وختم “حمادة” بالقول: إنّ أكثر الصعوبات التي تواجهنا هي “تسجيل الخيول الأصايل”، ولاسيّما المواليد الجديدة والتي كانت سابقًا تسجل عن طريق مكتب دمشق التابع لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية، بينما في الشمال السوري لايوجد ذلك، حيث يُوجد مواليد أصبح عمرها “ست سنوات”، وهي مجهولة النسب، ليس لمربيها، وإنّما لمنظمة “الواهو” العالميّة التي تُعنى بشؤون الخيل ومقرّها “ألمانيا” حيث حاولنا مراسلتهم بهذا الخصوص لوضعهم بصورة الوضع الحالي لهذه الخيول من أجل الحفاظ على أسمائها وسلالاتها،  ومن الطبيعي اهتمامنا في الأصايل تربية وتأصيل لما لها من رمزية عربيّة وإسلامية، وما  للجواد العربي الأصيل من اعتبار عالمي ولذا يتوجب علينا تعزيز هذا الاعتبار بكلّ المقاييس.

وأشار مراسل ستيب “ماجد العمري” إلى أنّ المهرجان العام للفروسية في الشمال السوري يُمثّل احتفالية للفرح والتفاؤل مما يستدعي تعزيز روح الفروسية والتنافسية بين الشباب، وهذا المهرجان يُقام في سهول ريف حلب الغربي على امتدادات واسعة وفي الهواء الطلق في عيده الثالث هذا العام.

مهرجان سباق للخيول العربية الأصيلة غرب حلب تحت شعار “الفروسية تجمعنا”

يوتيوب: https://youtu.be/PlpRDI7oRzo

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى