أخبار العالمسلايد رئيسي

روسيا تلوح بصدام مع الناتو في القطب الشمالي وتهدده بـ”الأمن الناعم”

 في وقت يتصاعد التوتر بين روسيا والناتو على خلفية الحرب الأوكرانية الروسية وطلب السويد وفنلندا الانضمام للحلف، يتزايد قلق موسكو إزاء إشراك الأخير أعضاء من خارج منطقة القطب الشمالي في أنشطته العسكرية، ملوحةً بوقوع “صدام غير مقصود” بين الطرفين في المنطقة المليئة بالثروات.

روسيا تلوح بصدام مع الناتو في منطقة القطب الشمالي

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنَّ “روسيا قادرة على تحمل المواجهة مع الغرب”، مضيفاً “إذا فشل الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، نحن قادرون على تحمل المواجهة مع الدول الغربية”.

يأتي هذا بينما أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو ترى خطر وقوع “صدام غير مقصود” بينها وحلف الناتو في منطقة القطب الشمالي.

رؤساء بولندا ودول البلطيق بعد لقاء زيلينسكي: يجب أن يخسر بوتين هذه الحرب ومحاسبة الجناة

وفي تصريحٍ لوكالة “تاس”، أعرب سفير المهام الخاصة في الخارجية الروسية نيقولاي كورتشونوف، الذي يترأس رئيس لجنة كبار المسؤولين في مجلس القطب الشمالي، عن قلق موسكو إزاء إشراك الناتو أعضاءه من خارج منطقة القطب الشمالي في أنشطته العسكرية هناك.

وقال: “لا يمكن إلا أن يثير قلقنا تدويل الأنشطة العسكرية للحلف في خطوط العرض العالية وإشراك دول الناتو خارج منطقة القطب الشمالي فيها”.

وأضاف: “يؤدي ذلك إلى ظهور مخاطر لوقوع حوادث غير مقصودة، علاوة على ما تجلبه من المخاطر الأمنية، ما يلحق ضرراً ملموساً بالنظام البيئي لمنطقة القطب الشمالي”.

كما حذر كورتشونوف من أن قرار شركاء روسيا في مجلس القطب الشمالي -وهم الولايات المتحدة والسويد والنرويج وأيسلندا وفنلندا والدنمارك- تعليق عمله على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يؤدي إلى زيادة التحديات والتهديدات في مجال “الأمن الناعم” في هذه المنطقة.

وقال إن تفويض مجلس القطب الشمالي لا يشمل ملفات الأمن العسكري “نحن مقتنعون بأن ليس هناك أي أسئلة تتطلب حلاً عسكرياً في منطقة القطب الشمالية، وتحدد المعايير الدولية بشكل واضح حقوق الدول الساحلية وغيرها وتشكل أرضية راسخة لتسوية أي مشاكل إقليمية”.

الدبلوماسي الروسي حذر الغرب أيضاً من أن أية محاولات محتملة لتشكيل هياكل بديلة عن مجلس القطب الشمالي لن تؤدي إلا إلى “رسم خطوط فاصلة وتعزيز النزعات الطاردة، ما سيضر بمبادئ التعاون الجماعي التي استرشدنا بها خلال صنع القرارات في منطقة القطب الشمالي”.

وأبدى قناعته التامة بأن الدول الغربية “ليست قادرة على ضمان التنمية المستدامة لمنطقة القطب الشمالي دون روسيا التي يعود إليها نحو 60% من الخط الساحلي للمنطقة وأكثر من نصف سكانها”.

روسيا تلوح بالتصعيد

في خطوة نحو التلويح باستخدام الأسلحة النووية في خضم الصراع المحتدم بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، من أن روسيا ستنشر أسلحة نووية قرب دول البلطيق والدول الإسكندنافية في حال قررت فنلندا والسويد الانضمام إلى الحلف.

واعتبر أن ذلك “سيزيد بأكثر من الضعف طول الحدود البرية لروسيا مع دول الناتو”، متابعاً: “في هذه الحالة، يصبح من غير الممكن الحديث من الآن فصاعداً عن وضعية لا نووية في البلطيق. يجب إعادة إرساء التوازن”، مشيراً إلى أنه سيكون من حق روسيا نشر أسلحة نووية في المنطقة.

وعقب التلويح الروسي باتخاذ إجراءات في بحر البلطيق، أكد وزير خارجية لاتفيا إدغارس رينكيفيتش، أن بلاده ستدعم قرار كل من فنلندا والسويد إذا قررتا الانضمام إلى الناتو، وسترحب بهما في الحلف.

كما أضاف “أن هذا القرار سيادي ومتروك لهذين البلدين تحديداً وللناتو، ولا تملك روسيا حق الاعتراض عليه”، متهماً موسكو باتباع ما وصفها بسياسة “تهديد الجيران” منذ عقود.

بدوره، شدد رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا على أن روسيا ليست من يتخذ القرار بشأن توسيع الناتو، مضيفاً أن انضمام السويد وفنلندا للحلف يعني “منطقة وتحالفاً أكثر قوة”.

وتخشى دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) التي كانت سابقاً ضمن الاتحاد السوفيتي ومن آخر الدول التي انضمت إلى الأطلسي بعد توسعه عام 2004، من أن ترد موسكو على خطوة انضمام البلدين إلى الحلف لزيادة الضغط على الروس جراء عمليتهم العسكرية في أوكرانيا، على أراضي إحدى تلك الدول، في سيناريو شبيه بالسيناريو الأوكراني

وكانت العملية العسكرية الروسية التي انطلقت على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، سرعت مسألة انضمام البلدين إلى الحلف على الرغم من أن موسكو أكدت أكثر من مرة رفضها توسعه لاسيما في الشرق الأوروبي، معتبرة أن من شأن ذلك أن “يهدد أمنها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى