الشأن السوري

كل صغير منهم شاهد جريمة على الأقل بأم عينيه.. هذا بعض ما يحدث في مخيم الهول!

يشهد الأطفال في مخيم الهول شمال شرق سوريا مستويات مدمرة من العنف يومياً تؤدي إلى كوابيس ومشاكل نفسية وخوف على حياتهم، وذلك وفق بحث جديد أجرته منظمة أنقذوا الأطفال، العاملة هناك منذ عام 2016، على تقديم خدمات الحماية والدعم، والتي قدمت إحصائيات صادمة لعام 2021.

– صغار مخيم الهول.. شاهدون على العنف

أتى تقرير المنظمة بعد أربعة أسابيع فقط من مقتل طفل وإصابة خمسة آخرين خلال العمليات الأمنية في مخيم الهول، وهو أحد المخيمين اللذين يأويان نازحين في شمال شرق سوريا منذ انهيار تنظيم داعش في عام 2019.

وبحسب المنظمة، ففي عام 2021، قُتل أكثر من شخصين في المتوسط أسبوعياً، مما جعل مخيم الهول، من أخطر الأماكن في العالم على الأطفال.

وأشارت المنظمة إلى أن مخيم الهول الذي يعتبر موطن لرجال ونساء وأطفال سوريين وعراقيين، شهد العام الفائت نسبة عالية من العنف.

وشهد الأطفال هناك جيرانهم يقتلون في خيامهم، وشهد آخرون إطلاق نار وطعن وخنق أثناء ذهابهم إلى السوق أو المدرسة، بحسب التقرير الذي تضمن مقابلات مع أكثر من 20 عائلة سورية وعراقية.

ونقلت منظمة إنقاذ الطفولة شهادات من داخل المخيم لأشخاص توثق حجم معاناة الأطفال، فقد قالت هادية “إحدى ساكنات المخيم”: “إن ابنها زياد، البالغ من العمر 12 عام رأى صديقه المقرب ووالد صديقه قتلى بالرصاص.

وأضافت: أنه “لما عاد إلى البيت رفض أن يأكل أو يشرب”، كما قالت: “إنه يدعو دائما اسم ابن جارنا في أحلامه، يسألني دائماً لماذا قُتل صديقه وماذا فعل ليستحق أن يُقتل”، كان يقول “قد أقتل مثل صديقي”.

وأوضحت هادية، أنه على الرغم من مرور 9 أشهر على الحادثة، ما زال ابنها أثناء نومه يقول “قُتلت صديقي، وقتلت صديقي”.

هذا ونقلت المنظمة عن مدرس يدعى ناصر، قوله: “ذات يوم جاء طلابي وأخبروني أن امرأة وشقيقها قُتلا، لقد رأوه في طريقهم إلى المدرسة، بدأوا في إعطاء تفاصيل حول كيفية إطلاق النار على الأخ وخنق أخته برباط الحذاء وكيف كان أطفالهم يصرخون ويبكون على والديهم القتلى، كنت خائفة من سماع ما شاهدوه. هذا شائع “.

– يأس من مستقبلهم

يقول التقرير إن الأطفال يعانون من كوابيس منتظمة تشمل القتل والعنف، ويكافحون مع الأرق، ويلجؤون إلى السلوك العدواني وغير قادرين على التركيز في المدرسة.

كما أنهم يتبولون في الفراش ويتقيئون ويفقدون شهيتهم، ويشعر الكثير منهم، بما في ذلك الأطفال الصغار جداً، باليأس بشأن مستقبلهم.

وبهذا الخصوص، روت فضيلة، التي تقوم على تربية نصر البالغ من العمر خمس سنوات، والذي نجا والده من محاولة قتل، للمنظمة بعضاً من سلوك ربيبها اليائس.

وتقول فضيلة: “ألاحظ أحياناً أن نصر مشغول، سألته ما هو الخطأ، أجابني أنه يريد الموت.. أقول له لا يجب أن تقول شيئا كهذا، في المستقبل سوف تكبر وتصبح مدرساً أو طبيباً، يجيب قائلاً إنه لا يريد ذلك.. يريد أن يموت الآن”.

وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة، فإن حوالي 57000 شخص يقطنون مخيم الهول، نصفهم تقريباً من الأطفال، منذ مارس / أذار 2019، كان هناك ما لا يقل عن 130 جريمة قتل.

المخيم الرئيسي – حيث تحدث الغالبية العظمى من العنف – هو موطن لمواطنين سوريين وعراقيين، لكن ملحق الهول، الذي شهد أيضاً انعدام الأمن، يأوي النساء والأطفال من 60 دولة أخرى.

تدعو منظمة أنقذوا الأطفال إلى بذل جهود عاجلة لدعم العودة الآمنة والطوعية والكريمة للأسر السورية والعراقية من مخيم الهول، وكذلك إعادة أطفال المقاتلين الأجانب وأمهاتهم إلى بلدانهم الأصلية.

في غضون ذلك، يحتاج المانحون إلى زيادة الدعم للخدمات المقدمة للأطفال المتأثرين بالعنف، بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدتهم على التكيف مع ما يعانون منه.

قال كل والد واحد تحدثت إليه منظمة Save the Children أن واحداً أو جميع أطفالهم قد سمعوا وكرروا قصصاً عن العنف، بما في ذلك تفاصيل مصورة لعمليات القتل أو الجثث، مع انتشار الأخبار بسرعة في جميع أنحاء المخيم.

كما وصفوا المخاوف التي يشعر بها أطفالهم على سلامتهم وسلامة آبائهم، بالقول: إن الخوف الذي غرس في نفوس هؤلاء الأطفال – مما أدى إلى استنزاف أفكار وصور الموت والعنف – أضر بشكل كبير برفاههم”.

قالت سونيا كوش، مديرة استجابة منظمة إنقاذ الطفولة في سوريا: “من غير المقبول تماماً أن يكون لدينا أطفال في الخامسة من العمر في الهول يخبرون والديهم أنهم يريدون الموت.. لا يمكن للأطفال الاستمرار في العيش في مثل هذه الظروف المؤلمة.. مستوى العنف الذي يتعرضون له في مخيم الهول بشكل يومي مروع”.


تابع المزيد:

))بالفيديو|| صلاة مختلط والنساء يتقدمن صفوف الرجال أثناءها في باكستان

))  “الانتحار للجادين فقط”.. سخرية واسعة من قرار أردني بتغريم وسجن كل من يحاول الانتحار في مكانٍ عام.. وأميرة أردنية تنفجر غضباً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى