أخبار العالمسلايد رئيسي

الصين في “مأزقٍ كبير” بسبب حرب بوتين.. وشيء وحيد قد ينقذها ويغير حساباتها

وضعت حرب روسيا في أوكرانيا الصين بـ “مأزقٍ استراتيجي”، فمن ناحية عطّل الصراع التجارة الصينية التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، ومن ناحيةٍ أخرى زاد من حدة التوترات في شرق آسيا، وعمق الاستقطاب السياسي داخل الصين من خلال تقسيم الناس إلى معسكرات مؤيدة ومناهضة لروسيا.

الصين في “مأزقٍ استراتيجي”

قالت مجلة “Foreign Affairs” الأمريكية في تقريرٍ لها، إنه بغض النظر عما تقوله الصين أو تفعله رداً على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشن حرب في أوكرانيا، فمن غير المرجح أن تخفف واشنطن من استراتيجيتها للاحتواء تجاه بكين.

وأضاف التقرير: “باعتبارها أكبر جار للصين وأكثرها قدرة عسكرياً، فإن روسيا ليست قوة ترغب بكين في استعدائها، لذلك سعى صناع السياسة الصيـنيون إلى تجنب استفزاز أي من القوتين المتنافستين دون داعٍ من خلال الامتناع عن التصويت لإدانة روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة واختيار بياناتها الرسمية حول الحرب بعناية”.

وأوضح التقرير أن استراتيجية التوازن هذه لا تخلو من التكاليف، حيث أدى رفض إدانة روسيا إلى توتر علاقات الصيـن مع بعض جيرانها ونأى ببكين عن العديد من الدول النامية التي اصطفت ضد حرب روسيا في أوكرانيا.

كما تكبدت تكاليف اقتصادية ناجمة عن حرب روسيا التي يمكن أن تستمر لفترة طويلة في المستقبل، ومع ذلك ومن أجل تقليل خسائرها الاستراتيجية، من المرجح أن تلتزم الصيـن بهذا المسار الأوسط حتى تنتهي الحرب في أوكرانيا، وفقاً للمجلة.

ما الشيء الذي قد يغير حسابات الصين؟

بحسب المجلة الأمريكية، فإن الشيء الوحيد الذي قد يغير حسابات بكين ويدفعها إلى الوقوف إلى جانب روسيا هو “إذا قدمت الولايات المتحدة دعماً عسكرياً لإعلان تايوان استقلالها القانوني، لكن وباستثناء ذلك، من المرجح أن تواصل بكين عملها المتوازن، لأن سياسة الاحتواء التي تنتهجها واشنطن تجاه الصيـن تجعل من الصعب جداً على بكين الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب في أوكرانيا”.

ومنذ بداية الصراع، اتهمت القوى الغربية الصيـن بدعم سلبي أو حتى نشط للأعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وزادت الحرب من حدة التوترات بين الصيـن وبعض جيرانها، ومع اشتداد التنافس بين واشنطن وبكين، تبنت العديد من دول شرق آسيا استراتيجيات تحوط لتحقيق التوازن بين العلاقات مع كلتا القوتين.

كما أدت الحرب في أوكرانيا إلى تعميق الاستقطاب السياسي داخل الصيـن نفسها، حيث اندمج المواطنون الصيـنيون في معسكرات متعارضة مع روسيا وضدها.

الصيـن عاقلة بين قوى متنافسة كبرى

وهذه ليست المرة الأولى، بحسب المجلة، التي تجد فيها بكين نفسها عالقة بين قوى متنافسة كبرى.

فما بين عامي 1958 و 1971، واجهت الصيـن أكثر الظروف الدولية عدائية في تاريخها القريب، حيث كان عليها خلال هذه الفترة، مواجهة التهديدات الاستراتيجية من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في وقت واحد.

وكرست الحكومة الصينية، رداً على ذلك كل مواردها الاقتصادية للتحضير لحرب واسعة النطاق ضد إحدى القوتين، ولحماية قاعدتها الصناعية بشكل أفضل من الهجوم، نقلت العديد من المصانع من مناطق أكثر تطوراً في شرق الصيـن إلى مناطق غربية متخلفة وجبلية، وأخفتها في كهوف اصطناعية.

وقد أغرقت عملية إعادة التنظيم الصناعي الواسعة النطاق هذه الصيـن في مصاعب اقتصادية كبيرة، مما تسبب في نقص حاد في السلع الأساسية وانتشار الفقر على نطاق واسع.

ولفتت المجلة إلى أن هذه الذكرى “عززت التزام بكين بتجنب التورط بين واشنطن وموسكو مرة أخرى، خاصة بسبب التفاوت العسكري الكبير بينها وبين الولايات المتحدة”.

مواضيع ذات صِلة : دولة تتحدث عن حرب محتملة مع الصين وتتجهز عسكرياً.. وبكين تتحرك لتحسين صورة بوتين

وباختيار الصين طريقاً وسطاً بشأن أوكرانيا، امتنعت عن تقديم مساعدات عسكرية لموسكو، لكنها حافظت على علاقات تجارية طبيعية مع روسيا، وهو قرار اتخذته دول أخرى أيضاً، منها الهند.

شاهد أيضاً : شهد مرعب كأنّه يوم قيامة.. أهالي شنغهاي الصينية يصرخون من منازلهم بسبب قوانين الإغلاق القائمة

الصين في "مأزقٍ كبير" بسبب حرب بوتين.. وشيء وحيد قد ينقذها ويغير حساباتها
الصين في “مأزقٍ كبير” بسبب حرب بوتين.. وشيء وحيد قد ينقذها ويغير حساباتها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى