أخبار العالم العربيسلايد رئيسي

بعد رهانات هدمه أو انهياره.. تحويل منزل فيروز “الذي خرجت منه عروساً” إلى متحف ثقافي تراثي

أعلن لبنان عن تحويل منزل السيدة فيروز إلى متحف ثقافي تراثي يستقبل الزوار والسياح ومحبي الفنانة اللبنانية من كافة أرجاء الوطن العربي، بعد جدل طويل حول هدمه أو انهياره.

تحويل منزل فيروز إلى متحف

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن المنزل المزمع تحويله إلى متحف ثقافي هو المنزل الذي عاشت فيه السيدة فيروز طفولتها في منطقة زقاق البلاط بالعاصمة بيروت.

وقام وزير الثقافة اللبناني القاضي، محمد وسام المرتضى، برفقة وزير العدل القاضي هنري خوري ومحافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، بتفقد البيت التراثي الذي كانت تقيم فيه فيروز، وأكد أن أعمال الترميم جارية للمنزل العائلي والعمل على التحضير لتحويله إلى متحف.

وقال الوزير مرتضى: “إن منزل السيدة فيروز التي حملت الهم الوطني وغنّته، وحملت همّ القضية العربية الفلسطينية حيث غنّتها ودافعت عنها في كل محفل وفي كل مناسبة، لن ينهار”.

وشدد على أن “أن من يراهن على أن هذا المنزل سوف يترك لمصيره لينهار واهم”، مشيراً إلى “أن وزارة الثقافة ستعمل بالتعاون مع جهة مانحة، على إعادة ترميم المنزل وتحويله إلى متحف يختزن كل الموروث الثقافي المتعلق بالسيدة فيروز”.

تكريم رموز الفن في لبنان

ومن جانبها قالت رئيسة ديوان أهل القلم الدكتورة، سلوى الخليل، الأمين بشأن هذه المبادرة، إن “لفيروز في يومياتنا المكانة الأرفع، فهي الصورة المشرقة للبنان في كل الأوقات وعبر كل الأزمنة، وهي التي غنّت العشق للأرض والوطن ولكل بلد عربي له في حنايا الذاكرة مكانه الأرفع”.

وأضافت: “فهي من غنّت فلسطين وعاصمتها القدس زهرة المدائن، والشام حيث المجد في الكتب، ومكة وأهلها الصيدا، ولبنان حيث الحضارات ارتمت على ضفافه في الليالي العتاق، التي تقطف السحر من جنائن الخلود، الملوّنة بألوانها القرمزية التي زرعت المجد للبنان فوق صحائف التاريخ”.

وأشادت، سلوى الخليل، بقرار وزير الثقافة بتكريم كبار الفن قائلة: “قرار الوزير مرتضى وهو الأول من نوعه في تكريم كبارنا وتخليدهم بحفظ آثارهم الدالة على عظمة ما أنتج هذا الوطن من عبقريات وما أنتجوه هم لهذا الوطن من حضارة ومجد، بدأ بالعظيمة السيدة فيروز وببيتها الذي تنفست فيه الحياة حين أبصرت النور، واستراحت على إيقاعات الفجر، كي ترسم على دروبنا أحلى الأغاني، وأجمل الألحان بصوتها الملائكي، الذي هو هبة السماء على الأرض”.

وأشارت إلى أن: “منزل فيـروز يعكس لحاضرنا أهمية هذه الإنسانة العظيمة التي اختصرت الإبداع، واخترقت المسافات، وحطت الرحال على أمكنة، ما كانت لتعلو وتذكر، لولا صوتها الذي رسم حدود الفجر الطالع من عجز الزمان المر، إشراقات دهر لمواسم الهنيهات المرصعة بالأمنيات، التي سطعت فوق تلال لبنان أغنيات وألحان، مجدت الخالق العظيم، الذي منح فيروز هذه الموهبة الرائعة”.

وختمت بالقول: “بورك معالي وزير الثقافة الذي أدرك أهمية فيـروز في تاريخنا العابر للزمن، مساهماً في تكريم العظيمة فيروز بتحويل منزلها إلى متحف تراثي، كي لا تنسى الأجيال القادمة مَن أرسى مجد لبنان العظيم، ورفعوا قيمته إلى أعلى الأعليين”.

يذكر أن السيدة فيـروز عاشت في هذا المنزل طفولتها وصباها مع أخيها جوزيف وأختها هدى منذ الثلاثينات، وتجرّعت فيه حبها الأول للموسيقى، وخرجت منه عروساً يوم زفافها من الموسيقار الراحل عاصي الرحباني في عام 1955.

ويعود بناء هذا المنزل إلى حقبة الحكم العثماني في القرن التاسع عشر ويتألف من ثلاث طبقات، وكانت فيروز تسكن في الطابق الأرضي منه.

وكان المنزل يشكل جزءاً من مخافر الشرطة التي شيّدتها السلطات العثمانية في الأحياء الرئيسية في المحلة التي تُعرف بالكركون العثماني، أما مساحته فتبلغ نحو 100 متر ويتألف من غرفتين وتوابعهما.

ويتراوح طابعه بين اللبناني والعثماني وتتميز أسقفه بالعقد والقناطر المستوحاة من العمارة اللبنانية التراثية، وقسم من أرضه مغطى ببلاط الموزاييك.

وفيـروز هي المطربة اللبنانيّة، نهاد رزق وديع حداد، الملقبة بفيروز، ولدت في بيروت بتاريخ 21/11/1935م، وبدأت الغناء وهي في السادسة من العمر عندما انضمت إلى كورال الإذاعة اللبنانيّة عام 1940م.

مواضيع ذات صِلة : رسائل تفيض بالحب من جمهور السيدة فيروز في عيدها الـ 86 ومقاطع نادرة لها

وقدمت العديد من الأوبريهات والأغاني التي يصل عددها إلى ما يقارب 800 أغنيّة مع زوجها الراحل، عاصي الرحباني، وأخيه منصور الرحباني، وتعتبر فيروز من أقدم الفنانين العالميين المستمرين إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى كونها من أفضل الأصوات العربيّة والعالميّة، فقد نالت العديد من الجوائز والأوسمة العالميّة.

شاهد أيضاً : عالروزانا.. غنتها فيروز وصباح فخري وكانت شاهدة على شهامة أهل حلب مع تجار لبنان وإنقاذهم من مجاعة

بعد رهانات هدمه أو انهياره.. تحويل منزل فيروز "الذي خرجت منه عروساً" إلى متحف ثقافي تراثي
بعد رهانات هدمه أو انهياره.. تحويل منزل فيروز “الذي خرجت منه عروساً” إلى متحف ثقافي تراثي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى