أخبار العالم العربيسلايد رئيسي

كان أخرهم شيرين أبو عاقلة.. صحافين عرب وأجانب قتلوا أثناء تغطيتهم للأحداث الميدانية الساخنة

استيقظت فلسطين، صباح اليوم الأربعاء، على خبرٍ مفجع ليس للشعب الفلسطيني وحده، وإنما لمعظم النشطاء العرب يتعلق بمقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة برصاصة في الرأس خلال تغطيتها للأحداث بالضفة الغربية، وهنا ما علينا معرفته هو أن شيرين ليست الإعلامية الأولى التي تلقى هذه النهاية ولن تكون الأخيرة.

– شيرين أبو عاقلة ليست الوحيدة

في هذه المقالة سنحاول استحضار أسماء أغلب الصحفيين العرب والأجانب، الذين كان مصيرهم شبيه بمصير مراسلة قناة الجزيرة ، شيرين أبو عاقلة.

بدايةً يجب أن نذكر أنه قبل عام واحد، أي يوم 11 مايو/أيار 2021، أصدر معهد الصحافة الدولي تقريراً أدان فيه “استهداف الجيش الإسرائيلي للصحفيين” الذين يقومون بتغطية الأحداث في حي الشيخ جراح وسلوان والمسجد الأقصى وباب العامود وباقي مناطق القدس الشرقية المحتلة.

فقد تعرض في تلك الفترة التي شهدت اندلاع حرب غزة وما صاحبها من استهداف إسرائيلي مباشر لمكاتب المؤسسات الإعلامية الدولية المتواجدة في برج سكني، أكثر من 20 صحفياً لإصابات متعددة.

وكانت الطائرات الإسرائيلية قد قصفت ودمرت بالكامل برج الجلاء وهو برج سكني يتألف من 12 طابقاً في مدينة غزة ويضم مكتب وكالة أسوشيتد برس (Associated Press) الأمريكية ومكاتب قناة الجزيرة فضلاً عن مكاتب وشقق سكنية أخرى، والذي تم يوم 15 مايو/أيار 2021.

ولعل شيرين أبو عاقلة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ففي 5 يوليو/تموز 2021، قال الاتحاد الدولي للصحفيين: “قتلت إسرائيل 46 صحافياً وإعلامياً منذ عام 2000 وحتى عام 2021”.

وبحسب الاتحاد، خلال حرب غزة فقط، التي استمرت 11 يوماً العام الماضي، قتلت إسرائيل 16 صحافياً، كان الصحفي الفلسطيني ياسر مرتجى واحداً من هؤلاء الضحايا، عندما أصابته رصاصات قاتلة وهو يقوم بعمله على حدود قطاع غزة عام 2018.

– صحفيين أجانب لقوا نفس المصير

وفي السياق، قالت لجنة حماية الصحفيين، بمناسبة يوم الصحافة العالمي، الذي وافق في 3 مايو / أيار الجاري: “إن 2026 صحفياً لقوا حتفهم منذ العام 1992، ومعظمهم كان يغطي موضوعات سياسية، أو أخبار الحروب، أو قصص الفساد”.

وأضافت: “كان العديد منهم من الصحفيين المحليين الذين يكتبون التقارير حول المشاكل الحاصلة في شوارعهم، وهناك ما لا يقل عن 9 صحفيين قُتلوا في أوكرانيا خلال الأسابيع السبعة الأولى من الحرب العدوانية الروسية 2022”.

فيما أكدت صحف عالمية أن عدد الصحافين الذين قتلوا في أوكرانيا خلال الـ70 يوماً الأولى من الحرب وصل إلى 12 صحافي.

وبمراجعة أغلب التقارير الصحفية المتعلقة بحرية الصحافة والمخاطر التي تواجه هذه المهنة، وجدنا أن المكسيك تعتبر من البلدان الخطرة على حرية الصحافيين.

ففي المكسيك، مثلاً قُتِل 34 صحافياً منذ مجيء الرئيس، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إلى السلطة عام 2018، تسعة منهم قتلوا خلال العام الأخير، وذلك استناداً إلى تقرير نشرته منظمة “ميثاق 19” الشهر الفائت.

وقبل يومين فقط، عُثر على الصحفي المخضرم لويس إنريك راميريز، مقتولاً وموضوعاً في كيس، تُرك بجانب أحد الطرق في مدينة سينالوا.

وهناك أسماء عدد كبير من الصحافين الذين لقوا مصرعهم، خلال تغطيتهم للأحداث الميدانية، نذكر منهم، منتج الأفلام الوثائقية برنت رينو، الذي قُتل بعد مروره بنقطة تفتيش في أوكرانيا في 2022.

اقرأ أيضاً: شاهد|| صورة صادمة لـ الصحفي الأمريكي بيرنت رينوت الذي قتل في كييف وفيديو للحظة إسعافه.. وشهادة تكشف ما حدث

والصحفي الإذاعي سيساي فيدا، الذي قُتل بإطلاق الرصاص عليه أيضاً في إثيوبيا أثناء عودته إلى منزله من حفل زفاف في العام 2021.

والصحفية المستقلة ليرا ماكي التي كانت تغطي اشتباكاً في العام 2019 بين الشرطة ومثيري الشغب في أيرلندا الشمالية حينما أصابها رصاصُ مُسلَّح كان يستهدف الشرطة.

– الصحافة في الدول العربية

وفي هذا الخصوص، رأت منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية ومقرها باريس، في تقريرها السنوي العشرين الخاص بالتصنيف العالمي لحرية الصحافة، والذي أصدرته قبل أيام، أن الشرق الأوسط لا يزال بعيداً كل البعد من أن يكون مرتعاً مثالياً لممارسة مهنة الصحافة.

وأوضحت سبب رؤيتها هذه، بأنه في عام 2021، شهدت المنطقة مقتل العديد من الفاعلين الإعلاميين أثناء تغطية الأحداث الجارية على الميدان، بينما اغتيل آخرون عمداً بسبب عملهم، كما هو حال الصحفي والمحلل السياسي لقمان سليم، الذي عُثر عليه ميتاً بالقرب من سيارته في لبنان”.

وأشارت إلى أنه في العراق وحدها، قتل مئات الصحفيين منذ التغيير عام 2003 حتى الآن، وكثيرون منهم قتلوا مع سبق الإصرار والترصد.

وكشفت “جمعية الدفاع عن حرية الصحافة” في العراق عن مقتل 92 صحفياً منذ عام 2010 حتى 2021، وكان من بينهم، نزار عبد الواحد من العمارة، وفاخر التميمي، وعبد الحسين خزعل، وأحمد عبد الصمد من البصرة، وهادي المهدي من الديوانية، وخمائل محسن من الموصل، وأطوار بهجت من سامراء، وعلاء مشذوب من كربلاء، ولقاء عبد الرزاق، وهشام الهاشمي، ومازن لطيف، وتوفيق التميمي من بغداد، والأخيران خُطفا في وضح النهار قبل عامين ولا يعرف أحد مصيرهما حتى الآن.

أما في سوريا، نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قبل عدة أيام، تقريراً وثقت فيه مقتل 711 صحفياً منذ اندلاع الثورة السورية في العام2011، بينهم 52 صحافياً قضوا تحت التعذيب.

و9 من الصحافيين الأجانب، كان أولهم الصحفي الفرنسي، جيل جاكيه، (44 عاماً) والذي قُتل في حي عكرمة بمحافظة حمص، في أثناء وجوده مع وفد صحفي مصرح له رسمياً بالدخول إلى المنطقة، في 11 من كانون الثاني 2012.

فيما أصيب 1563 صحافي بإصابات متفاوتة. و24 قتلوا على يد القوات الروسية في سوريا، بينما تتحمل بقية الفصائل المقاتلة المختلفة منها “داعش” المسؤولية عن مقتل 64 بينهم 3 صحفيين أجانب، و3 بسبب التعذيب، فيما قتل 8 بينهم 2 بسبب التعذيب على يد هيئة تحرير الشام.

كما قتل 25 على يد جميع فصائل الجيش الوطني، و4 على يد قوات قسد، وسجل التقرير ما لا يقل عن 1250 حالة اعتقال وخطف بحق صحفيين وعاملين في مجال الإعلام على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، لا يزال ما لا يقل عن 443 منهم، بينهم 6 نساء و17 صحفياً أجنبياً قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.

والجدير ذكره أن العضو السابق في لجنة حماية الصحفيين، كورتني رادش، قالت في وقت سابق: “إن الصحافة باتت على نحو متزايد تتحوّل إلى مهنة محفوفة بالمخاطر”.

اقرأ أيضاً: بيانات دولية تدين مقتلها.. من هي شيرين أبو عاقلة الصحافية المهندسة التي أثارت الرأي العام

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى