انتصار دبلوماسي جديد للمغرب في قضية “البوليساريو”.. هولندا تنضم للدول المؤيدة للحكم الذاتي في الصحراء المغربية
أيدت هولندا، اليوم الأربعاء، تأييدها لخطة المغرب للحكم الذاتي في إقليم الصحراء المغربية ووصفتها بأنها “جادة وذات مصداقية”، مقتربة من موقف الرباط بشأن المنطقة المتنازع عليها والتي تسعى جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر لإقامة دولة مستقلة فيها، وجاء ذلك على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف العالمي ضد “داعش”.
انتصار دبلوماسي جديد يناله المغرب
وتضمن البيان المشترك الذي صدر عقب محادثات بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ونظيره الهولندي فوبكي هويكسترا، بمدينة مراكش، دعم هولندا للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
واعتبرت هولندا المبادرة “مساهمة جادة وذات مصداقية في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة لإيجاد حل لهذه القضية”.
ويأتي الموقف الجديد لهولندا في سياق الدعم الذي أعربت عنه الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا والفلبين لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب في 2007، كأساس وحيد وأوحد لحل هذا النزاع.
النزاع على الصحراء المغربية
وكان النزاع حول الصحراء المغربية قد بدأ في العام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة “البوليساريو” إلى نزاع مسلح، استمر حتى العام 1991، وانتهى بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بدعم من الأمم المتحدة والذي تضمن خطة لإجراء استفتاء لتحديد وضع الإقليم.
وبالرغم من ذلك، لم يتم قط الاتفاق على قواعد للاستفتاء وتوقفت الأمم المتحدة عن الإشارة إليه كخيار، ودعت بدلاً من ذلك، الأطراف للمرونة والعمل من أجل “حل مقبول للطرفين”.
وفي أواخر العام 2020، قالت جبهة ”البوليساريو“، التي تصفها الرباط بـ”الانفصالية”، إنها “استأنفت الكفاح المسلح”.
ويحشد المغرب الدعم لخطة الحكم الذاتي من الدول الغربية، منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الإقليم في 2020.
ووقعت أزمة دبلوماسية بين المغرب والسويد منذ خمس سنوات على خلفية نزاع الصحراء، غير أن الأوضاع الآن بدأت تتغير بسبب موقفي إسبانيا وألمانيا بدعم خيار الحكم الذاتي، بعدما كانت مدريد عنصراً فعالاً في المواقف السابقة التي لا تصب في صالح المغرب.
وكانت مدريد قد حركت البرلمان الأوروبي لدعم الأمم المتحدة في نزاع الصحراء خلال يونيو/ حزيران الماضي، في أوج الأزمة بين البلدين بسبب هجرة أكثر من عشرة آلاف مغربي إلى “سبتة”.
ومع النجاحات الدبلوماسية التي حققتها الرباط فيما يتعلق بالصحراء المغربية قررت الجزائر في أغسطس/اب الماضي قطع علاقتها مع جارتها الغربية بذريعة تعرضها لتهديدات وهو امر نفته الرباط جملة وتفصيلا.
وأعلنت مدريد ي 18 مارس/اذار دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، معتبرة إياها حاليا “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع”، واستنكرت الجزائر ما اعتبرته تحوّلاً في موقف مدريد واستدعت في اليوم التالي سفيرها في إسبانيا.
اقرأ أيضاً : خطوة إسبانية جديدة تجاه المغرب في قضية الصحراء وجبهة البوليساريو ترد
وأمام تلك التطورات أشهرت الجزائر ورقة الغاز في وجه إسبانيا ويبدو ان هولندا ستواجه بدورها الغضب الجزائري.
ورغم أن النزاع في ملف الصحراء المغربية يوجد رسميًا بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، إلّا أن اسم الجزائر يحضر كذلك في هذا النزاع، حضوراً يعود بالأساس إلى احتضان الجزائر لمخيّمات تندوف، مقر البوليساريو، ودعمها المتواصل لهذه الجبهة، رغم تأكيد الجزائر ولو على الصعيد الرسمي أنها ليست طرفًا في النزاع.
ولعل من وراء هذا الدعم الجزائري الذي تحظى به البوليساريو مواقف تاريخية تتعلق بالتوتر الذي طبع علاقات المغرب والجزائر منذ السنوات الأولى لاستقلال الدولتين، وتباعدها على المستويين السياسي والعسكري، وكذا تضارب مصالح دولتي الاستعمار إسبانيا وفرنسا على اعتبار أن هذه المنطقة تعتبر من مناطق نفوذهما التقليدية، كما أن الجزائر تعتبر جبهة البوليساريو جزءاً من الحلول الأمنية بالمنطقة.
وكان خورخي دزكالار، سفير إسبانيا الأسبق لدى المغرب والمدير السابق لمركز الذكاء الوطني الإسباني، قد قال إن مخطط الحكم الذاتي، المقدم من طرف المغرب من أجل تسوية الخلاف حول الصحراء، يظل “الحل الوحيد الواقعي حقا”.
وأوضح دزكلار أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعتبر “الحل الواقعي الوحيد الموجود” من أجل طي هذا الملف بشكل نهائي”، مستبعداً فكرة استفتاء لتقرير المصير.
ويذكر أن اسم البوليساريو انتقاء للحروف الأولى لعبارة اسبانية تعني: “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”، وتأسست الجبهة في 20 مايو/ أيار 1973 بهدف إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية.
وبدأ النشاط العسكري للبوليساريو أثناء الاستعمار الإسباني للمنطقة وقد تلقت مساعدات من ليبيا والجزائر.
