أخبار العالمسلايد رئيسي

5 دول أوروبية مازالت محايدة وترفض الانضمام إلى “الناتو”.. هل تؤيد روسيا أم لأسباب أخرى؟

بات الانضمام إلى حلف الناتو هاجساً لكثير من الدول الأوروبية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، ففي وقت حسمت دول أمرها لتقدم طلب انضمامها كالسويد وفنلندا، يبدو أن الأمر ليس بهذه السهولة لدول أخرى ستفكر كثيراً قبل اتخاذ أي خطوة وسط تلويح روسيا بالأسلحة النووية، إضافة إلى أسباب أخرى تخص كل دولة منها.

يعتبر الانضمام إلى حلف الناتو قنبلة موقوتة لعدد من الدول الأوروبية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي جعلها تفكر كثيراً قبل اتخاذ أي خطوة وسط تلويح روسيا بالأسلحة النووية، بالإضافة إلى أسباب خاصة لكل واحدة منها.

دول أوروبية تستبعد الانضمام إلى الناتو

تلتزم دول عدة منطقة الحياد ولم تتخذ خطواتها بعد لاتجاه الانضمام إلى الناتو، منها سويسرا الشهيرة بحيادها وذات الدور البارز كوسيط في النزاعات الدولية، وكذلك النمسا التي تعتبر الحياد إحدى أسس بناء دولتها الحديثة، ومالطا التي تلتزم بسياسة عدم الانحياز، وإيرلندا التي تعتبر الحياد عسكرياً فقط وليس سياسياً، وقبرص التي تخشى معارضة تركيا لدخولها الناتو.

وتعتبر سويسرا من أشهر الدول المحايدة في أوروبا، حيث يتضمن دستورها مبدأ الحياد، ولكن حكومتها أيدت العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، ما جعلها مضطرة لبذل مزيد من الجهد لتوضيح مفهومها الخاص عن الحياد بينما تؤيد العقوبات.

ورجحت تقارير إعلامية أنه من غير المتوقع أن تتخلى سويسرا بشكل أكبر عن التزامها بالحياد، إذ طلبت حكومتها بالفعل من ألمانيا عدم تمرير المعدات العسكرية السويسرية إلى أوكرانيا.

ولفتت إلى أن “اليمين الشعبوي” الذي يشغل أكبر كتلة من المقاعد في البرلمان السويسري، كان متردداً بشأن اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد روسيا، إذ يحرص السويسريون بشدة على حماية دورهم كوسيط للدول المتنافسة، وكمركز للعمل الإنساني وحقوق الإنسان، وهو الدور الذي يساعد الحياد على تعزيزه.

وكذلك ينص دستور مالطا على أن الجزيرة محايدة بشكل رسمي، وأنها ملتزمة بسياسة “عدم الانحياز ورفض المشاركة في أي تحالف عسكري”، وقد أظهر استطلاع للرأي بتكليف من وزارة الخارجية، نشر قبل أسبوعين من الغزو الروسي، أن الغالبية العظمى من المشاركين فيه يؤيدون الحياد، فيما عارضه 6٪ فقط.

وكان الرئيس الإيرلندي مايكل هيجينز، قد أكد خلال زيارة رسمية للبلاد على فكرة “الحياد الإيجابي”، وانضم إلى الرئيس المالطي، جورج فيلا، في إدانة الحرب في أوكرانيا.

أما النمسا فيعد حيادها عنصراً أساسياً في ديمقراطيتها الحديثة، إذ أعلنت فيينا نفسها محايدة عسكرياً، كجزء من شروط مغادرة قوات الحلفاء البلاد، وتمكنها من استعادة استقلالها في عام 1955.

وحقق المستشار النمساوي كارل نيهامر، توازناً جيداً فيما يتعلق بموقف بلاده، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا إذ أكد أن الدولة ليس لديها خطط لتغيير وضعها الأمني، بينما أعلن في الوقت نفسه أن الحياد العسكري لا يعني بالضرورة الحياد الأخلاقي، وأن فيينا تدين بشدة تصرفات موسكو في كييف.

من جانبها، تبدو إيرلندا في منطقة رمادية إلى حد ما، وليس حياداً واضحاً، وكان رئيس الوزراء، ميشيل مارتن، قد أعلن موقف البلاد في وقت سابق من هذا العام قائلاً: “لسنا محايدين سياسياً، ولكننا محايدين على المستوى العسكري”.

اقرأ أيضاً:بعد فنلندا.. السويد تقرر رسمياً تقديم طلب للانضمام إلى الناتو

لكن الغزو الروسي على أوكرانيا فتح النقاش حول معنى الحياد في إيرلندا، التي فرضت عقوبات على روسيا، وأرسلت مساعدات “غير قاتلة” إلى كييف.

ويشار إلى أن إيرلندا تشارك في المجموعات القتالية التابعة للاتحاد الأوروبي، كما أنها تعد جزءاً من جهود الكتلة لضمان تناغم جيوشها.

الخوف من مواجهة تركيا

أما قبرص فإن اقتراح حصولها على عضوية الناتو يظل غير مطروح على الطاولة حالياً على الرغم من نمو علاقات قبرص مع الولايات المتحدة بشكل كبير خلال العقد الماضي.

اقرأ أيضاً:فلورا ساندس.. بريطانية وزوجة ضابط روسي والوحيدة التي شاركت بالحرب العالمية.. المرأة المسترجلة

ومن جانبه قال الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس إنه “من المبكر جداً التفكير في مثل هذه الخطوة التي ستواجه معارضة قوية من تركيا”.

ويواصل العديد من القبارصة، وخصوصاً أولئك الذين ينتمون إلى اليسار، إلقاء اللوم على الناتو في تقسيم الجزيرة بحكم الأمر الواقع بعد دخول القوات التركية في منتصف السبعينيات، إذ كانت أنقرة في ذلك الوقت عضواً في الناتو، ولم يفعل الحلف شيئاً لمنع تدخلها العسكري.

وتمتلك بريطانيا، وهي عضو في الناتو، قاعدتين عسكريتين سياديتين في قبرص، وتستضيف إحدى هذه القواعد موقعاً متطوراً للتنصت على الساحل الشرقي، يتم إدارته بشكل مشترك مع أفراد أميركيين.

وتريد قبرص الحفاظ على شكل من أشكال الحياد، ولذا فإنها كانت تسمح للسفن الحربية الروسية بإعادة الإمداد في الموانئ القبرصية، إلا أنه تم تعليق هذا الامتياز بعد بدء الغزو على أوكرانيا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وجه تهديداً مباشراً إلى السويد وفنلندا بعد تقديمهما طلباً رسمياً للانضمام إلى الناتو وقال إن: ” توسيع الناتو ليشمل فنلندا والسويد لا يشكّل تهديداً مباشراً لنا، لكن توسيع البنى التحتية العسكرية في أراضي هذه الدول سيدفعنا بالتأكيد إلى الرد”.

اقرأ أيضاً: وزير الخارجية التركي يكشف شرط بلاده لقبول انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو

ويذكر أن روسيا تذرعت في غزوها لأوكرانيا بعزم الأخيرة الانضمام إلى الناتو وتوسع حلف شمال الأطلسي شرقاً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي صوب الحدود الروسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى