أخبار العالمسلايد رئيسي

يابانية أرعبت إسرائيل.. إطلاق سراح مؤسسة الجيش الأحمر فمن هي؟

دوافع عدة جعلتها تناصر فلسطين، أولها إيمانها “بالثورة والحرية” وليس آخرها الوقوع في الحب، وبعد إطلاق سراحها، اليوم السبت، في اليابان، كانت تنتظرها ابنتها الوحيدة من والدٍ فلسطيني، وسارتا معاً بين حشود من محبي، فوساكو شيغينوبو، مؤسسة الجيش الأحمر الذي أقض مضجع إسرائيل، في سبعينيات القرن الماضي.

مؤسسة الجيش الأحمر خارج القضبان

بعدما أمضت عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً في اليابان، أطلق سراح، مؤسِّسة الجيش الأحمر الياباني الذي زرع الرعب خلال سبعينات وثمانينات القرن العشرين باسم القضية الفلسطينية.

وأوقفت فوساكو البالغة من العمر حالياً 76 عاماً، التي كانت تُلقب بـ”الملكة الحمراء” أو “إمبراطورة الإرهاب” في العام 2000 ضمن بلدها الأصلي حيث عادت سراً بعدما عاشت 30 عاماً بالمنطقة العربية ثم أعلنت حلّ الجيش الأحمر الياباني من زنزانتها في 2001.

وخرجت شيغينوبو من السجن في طوكيو واستقلت سيارة سوداء مع ابنتها الوحيدة ماي بينما حمل العديد من مناصريها لافتة كتب عليها “نحن نحب فوساكو”.

يابانية أرعبت إسرائيل.. إطلاق سراح مؤسسة الجيش الأحمر فمن هي
يابانية أرعبت إسرائيل.. إطلاق سراح مؤسسة الجيش الأحمر فمن هي

وفي أول تصريح لها عقب الإفراج عنها قالت شيغينوبو: “أعتذر عن الإزعاج الذي تسبب فيه اعتقالي لكثير من الناس” مضيفةً: “مضى نصف قرن، لكننا تسببنا بآلام لأشخاص أبرياء لا نعرفهم عبر إعطاء الأولوية لمعركتنا، مثل احتجاز مدنيين رهائن”.

واتهمت اليابانية اليسارية بتنظيم عملية احتجاز رهائن في السفارة الفرنسية في هولندا في 1974 استمرت مئة ساعة، وأدت عملية احتجاز الرهائن التي لم تشارك فيها، فوساكو شيغينوبو، بشكل مباشر إلى جرح عدد من رجال الشرطة وأجبرت فرنسا على إطلاق سراح أحد أعضاء الجيش الأحمر الياباني، فحكم عليها بالسجن 20 عاماً.

وتزامنت هذه الأحداث في لاهاي، مع هجوم بقنبلة يدوية في متجر “دراغستور بوبليسيس” بباريس أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 34 آخرين بجروح، واتهم، إيليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس، بتنفيذ هذا الهجوم وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في سبتمبر/ أيلول 2021.

وكان الجيش الأحمر الياباني مقرباً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أصبح كارلوس من أذرعها المسلحة في أوروبا.

وشاركت شيغينوبو بالتخطيط لعملية مطار اللد في تل أبيب التي أسفرت في 1972 عن مقتل 40 إسرائيلي وإصابة حوالي 80 آخرين بجروح.

وعن تبنيها للعمل المسلح لجانب فلسطينيين ضد إسرائيل، قالت شيغينوبو في كتاب أهدته لابنتها الوحيدة المولودة عام 1973 في لبنان من علاقة مع أحد ناشطي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “في البداية، لم أكن مؤيدة للعرب أو معادية لإسرائيل”.

وأوضحت:” لكن (في ذلك الوقت) كان للقضية الفلسطينية صدى فينا، نحن الشباب الذين عارضوا حرب فيتنام والذين كانوا متعطشين للعدالة الاجتماعية”.
من هي مؤسسة الجيش الأحمر

وُلدت شيغينوبو لأسرة فقيرة في طوكيو عام 1945 في حقبة ما بعد الحرب، وكانت ابنة ضابط شارك في الحرب العالمية الثانية وعمل بقّالا بعد هزيمة اليابان.

بدأت رحلتها مع الشرق الأوسط عن طريق الصدفة عندما خرجت وهي في العشرين باعتصام في إحدى جامعات طوكيو بينما كانت تشهد اليابان تحركات طلابية في الستينات والسبعينات للاحتجاج على حرب فيتنام وخطط الحكومة اليابانية للسماح للجيش الأمريكي بالبقاء في البلاد.

وانخرطت شيغينوبو في الحركة اليسارية وقررت مغادرة اليابان وهي في سن الخامسة والعشرين، واتخذت اتجاه الفرع الدولي لمجموعة ثورية يابانية زالت بعد بضع سنوات، ثم أسست الجيش الأحمر الياباني في لبنان في 1971 حيث استقبلتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وتعيش ابنتها ماي شيغينوبو في اليابان منذ 2001، وقد جاءت للدفاع عن والدتها ودعمتها طوال فترة احتجازها.

أعربت فوساكو شيغينوبو عن أسفها في السجن بسبب الكفاح المسلح لتحقيق مُثلها الثورية، دون أن تقر بتورطها في عملية احتجاز الرهائن في لاهاي.

وقالت في رسالة إلى صحيفة “جابان تايمز” في 2017 “آمالنا لم تتحقق وكانت النهاية قبيحة”.

وأضافت “أعتقد أن اليابانيين الآن أصبحوا أقل اكتراثا بالقضايا السياسية (…) وأعتقد أن أفعالي وأفعال آخرين (ثوار يابانيون) ساهمت في ذلك”.

في ديسمبر/كانون الأول 2008، تم تشخيص إصابة شيغينوبو بسرطان القولون والأمعاء، وخضعت لعلاج مطوّل، ثم تم احتجازها في سجن طبي، حيث كانت تتعافى من مرضها.

وحتى أواخر الثمانينات، نفذ الجيش الأحمر الياباني عمليات احتجاز رهائن وخطف طائرات وعمليات سطو على مصارف وهجمات على سفارات في آسيا وأوروبا، لكن الخلافات الداخلية مزقت المنظمة التي فقدت نفوذها تدريجاً، حتى حلّها في 2001، بإعلان رسمي من مؤسسة الجيش الأحمر من خلف القضبان.

ولازالت الشرطة اليابانية تواصل البحث عن سبعة أعضاء سابقين في الجيش الأحمر الياباني، بمن فيهم كوزو أوكاموتو، الناجي الوحيد من منفذي عملية مطار اللد قبل 50 عاماً والذي حصل على حق اللجوء السياسي في لبنان.

مواضيع ذات صِلة : روسيا تهدد اليابان بـ”الانتقام”.. والسبب ما فعلته طوكيو وواشنطن على حدودها؟!

وتعتبر اليابان من الدول المحايدة التي تدعو للسلام، وتنص المادة التاسعة في دستور البلاد، والتي تم إضافتها عام 1947، على الابتعاد عن النزاعات المسلحة أو المشاركة في الحروب والصراعات.

شاهد أيضاً : باب العامود … شاهد على تاريخ القدس ودفاع المقدسيين عن المسجد الأقصى

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى