بالـ 100 مليار يورو.. خطط ألمانيا لاستثمارها بالجيش ومكاسب أمريكية كبيرة!
عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا، انقلبت موازين السياسة الأمنية في ألمانيا رأساً على عقب، فأعلنت الحكومة في برلين تخصيصها 100 مليار يورو لتسليح الجيش وتحديث معداته. لكن يطرح متابعون تساؤلاً محورياً مفاده “كيف ستوظّف ألمانيا هذه الميزانية الضخمة، ومن المستفيد الأكبر من ذلك؟”.
100 مليار يورو.. تحولًا كبيراً في ألمانيا
يُعد الإفراج عن ميزانية كبيرة لتسليح وتحديث الجيش تحولاً كبيراً في سياسة ألمانيا، التي قلّصت جيشها بشكلٍ كبير منذ انتهاء الحرب الباردة من نحو 500 ألف جندي عام 1990 إلى 200 ألف جندي اليوم.
لكن الاجتياح الروسي لأوكرانيا دفع بالمستشار الألماني أولاف شولتز على الإعلان بشكل مفاجئ أنه سيقدم دعماً مالياً خاصاً لمرة واحدة بقيمة 100 مليار يورو للجيش. وحمل خطابه الذي أثار اهتمام وذهول البرلمان رسائل واضحة “نحن بحاجة إلى طائرات حديثة، وسفنٍ مجهّزة وجنود مدربين على الوجه الأمثل”.
والمفارقة أن حزب شولتس الاشتراكي الديمقراطي، كان قد عرقل في الحكومة المشتركة مع أنغيلا ميركل حتى عام 2021، مشاريع التسلح الكبيرة التي طُرحت.
ومساء الأحد، توافقت الحكومة الألمانية والمعارضة على رصد هذه الميزانية لإعادة التسليح خلال السنوات القليلة المقبلة.
اقرأ أيضاً : ألمانيا تنشر أنظمة دفاع جوي قرب أوكرانيا وشركات عالمية تواصل الانسحاب من روسيا
استثمارات سرية
وذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، أن الحكومة الألمانية ستقوم بإنشاء صندوق خاص للمشتريات العسكرية، خارج الميزانية العامة، مضيفة أن “الاستثمارات العسكرية الألمانية ما تزال سرية”.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، هناك مشروعٌ واحدٌ ضخمٌ للحكومة الألمانية حالياً، وهو شراء المقاتلات الأمريكية “إف-35” (الشبح)، والتي من المفترض أن تحل محل طائرات “تورنادو” التي عفا عليها الزمن.
وقالت الصحيفة “تريد الحكومة الألمانية كذلك تحسين المعدات العامة لقواتها، التي عانت لمدة طويلة من بعض النواقص، مثل عدم وجود نظارات واقية أو بنادق ليلية وعدم كفاية السترات الواقية، إلى جانب مرافق التدريب المتهالكة”.
في هذا الصدد، قالت إيفا هوغل، المفوضة البرلمانية للقوات المسلحة الألمانية، “يجب أن أخبركم أن هناك أوجه قصور مروعة في مجال المعدات والاستعداد القتالي للجيش الألماني”.
وعززت ميزانية يوم الأحد الآمال بين شركات الصناعة الدفاعية الألمانية، مثل “Rheinmetall”، لحصولها على صفقات دبابات وذخيرة جديدة، وفق “بوليتيكو”.
وكشفت أيضاً، أن هناك مطالب ببناء خمس طرادات جديدة والمزيد من الفرقاطات والزوارق القتالية.
وأشارت إلى أن نحو 60 بالمئة من طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش الألماني لا تستطيع الطيران حالياً، مما يعني أن هناك حاجة ملحة للاستثمار في هذا المجال كذلك.
