اخبار سوريا

أحداث سوريا غائبة سياسياً ومشتعلة أمنياً وعسكرياً من الجنوب إلى الشمال

تتواصل أحداث سوريا بين أمنية وعسكرية، رغم غيابها عن أروقة السياسة الدولية، حيث يغلي المشهد من شمالها المهدد بعملية عسكرية تركية مرتقبة، إلى جنوبها حيث المواجهات الأمنية بين قوات النظام السوري وميليشيات محلية، واستمرار الفلتان الأمني الذي يهدد حتى دول الجوار.

أحداث سوريا الأمنية – اختطاف ضبّاط للنظام السوري

ونقلت وسائل إعلام محلية أحداث سوريا الأمنية، عن مصادر، الحديث عن احتجاز ميليشيا محلية تابعة “لشعبة المخابرات العسكرية” في النظام، كلاً من قائد “شرطة السويداء” ورئيس “فرع الأمن الجنائي” فيها، قبل أن تطلق سراحهما فيما بعد.

وأوضح موقع “السويداء 24” المحلي أن ميليشيا “قوات الفجر” احتجزت الضابطين ومرافقيهما على أوتوستراد “السويداء- دمشق” عند حاجز مؤقت لعناصرها، بالقرب من بلدة “سليم”، وذلك للضغط على جهاز “أمن الدولة” بهدف الإفراج عن موقوف تابع للمجموعة لدى فرع “الخطيب” بدمشق.

 وبعد وساطات أمنية عديدة تخللها اتصالات مع قائد ميليشيا “الفجر” من مسؤولين بالنظام السوري في دمشق، أطلق سراح الضبّاط، لقاء وعود بالإفراج عن عنصر المجموعة يدعى “جاد الله يوسف عبد القادر”، الموقوف في فرع الخطيب، بحسب الموقع.

ولا تعتبر عمليات خطف المسؤولين في السويداء مقابل الإفراج عن أشخاص آخرين، بالنوع الجديد من الضغط في المحافظة، حيث تكررت تلك الحوادث مراراً هناك.

ففي نهاية آذار، حاصرت مجموعات تتبع لحركة “رجال الكرامة” في السويداء عدداً من المقار الأمنية وسط المدنية، مهددة باقتحامها واعتقال كل من فيها إذا لم يتم الإفراج عن أحد مشايخ الطائفة الذي اعتقله النظام السوري أثناء قدومه من لبنان للتعزية بوفاة والدة الشيخ حكمت الهاجري.

اقرأ المزيد|| شاهد|| بعد مواجهات مباشرة وسقوط قتلى ومصابين بصفوف النظام السوري.. الأخير ينسحب من السويداء

ووثقت شبكة “السويداء 24” خلال أيار الماضي، 33 حالة اختطاف في المحافظة وجمعيهم مدنيون، مشيرة إلى أن 21 مدنياً خطفوا من قبل المجموعات المدعومة أمنياً، في حين 3 اختطفتهم جهات مجهولة.

وتعتبر السويداء واحدة من المحافظات ذات الخصوصية بسوريا، نتيجة تواجد ميليشيات مسلحة لم تدخل بصراعات مع الحكومة السورية كما أنها رفضت الانخراط بأي شكل من أشكال الحرب السورية، واتخذت موقفاً محايداً إلى حدٍ ما، وباتت تسيطر على المحافظة رغم التواجد الحكومي فيها.

العملية التركية شمالاً

شمالاً، تشهد منطقة شرق الفرات ترقباً لإطلاق الرصاصة الأولى للعملية العسكرية التركية، حيث واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التهديد بها.

وأوضح أردوغان ،أمس السبت، بأن العملية العسكرية التركية بسوريا قادمة لا محالة، مشيراً إلى أنها ستستهدف مواقع يريد أن تكون آمنة على تركيا، ولا “يزعجه أحد فيها”، حسب وصفه.

اقرأ المزيد|| أردوغان يتحدث عن عمليات جديدة في سوريا بمناطق لا يريد “الازعاج” منها

 

بينما تحدث القائد العام لقسد، مظلوم عبدي عن تحركات متسارعة مع التحالف الدولي وروسيا والنظام السوري لبحث التهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة.

ورفضت واشنطن، التي تدعم “قسد”، العملية العسكرية التي تهدد تركيا بشنها في الشمال السوري، فيما اعتبرت موسكو أن نشر قوات النظام السوري سيضمن أمن الحدود مع تركيا.

يأتي ذلك بالوقت الذي تواصل قوات المعارضة المدعومة تركيّاً والقوات التركية تجهيز العتاد والعدد وانتظار القرار، بعد أن أكدت مصادر تركية بأنه بات بيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

حالات انتحار ووضع كارثي

و لم يكن الشمال الغربي من سوريا أقل هدوءاً، فحين هدأ أزيز الرصاص، انشغل الناس بالوضع المعيشي والاقتصادي المتدهور في البلاد، حيث سجّلت خلال 24 ساعة 3 حالات انتحار معظمها جراء الضغط النفسي المتأتي عن الأوضاع المعيشية المتردية

وذكر مراسل وكالة ستيب الإخبارية بالمنطقة، أن شاباً من بلدة أبين بريف حلب أقدم على إطلاق النار على نفسه بعد تسجيل ديون مالية كبيرة عليه.

فيما أوضحت مصادر محلية مقرّبة من الشاب، أن الديون جاءت بعد مصادرة مشروع طاقة شمسية له من قبل هيئة تحرير الشام وخسارته التجارية التي بلغت أكثر من ألفي دولار أمريكي.

فيما وقعت حالات مشابهة لشاب آخر في مدينة اعزاز، وفتاة في دركوش لأسباب مختلفة تتعلق أغلبها بما آلت إليه أوضاعهم المعيشية.

وأمس أفاد تقرير برنامج الغذاء العالمي بأن 12 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في حين يبلغ عدد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد إلى مليونين ونصف المليون، أما الأشخاص المعرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي فقاربوا المليونين.

وذكرت لجنة الصليب الأحمر الدولية أن الوضع الحالي يتطلب تمويلاً قدّر في السنة الحالية بأكثر من مليار و30 مليون دولار أميركي.

يشار إلى أنّ الحرب في سوريا جمّدت عسكرياً وسياسياً من قبل القوى الدولية التي التفتت إلى ملفات أخرى وتركت الملف السوري هامشياً، وبقيت جميع القضايا عالقة دون أي تقدم يذكر رغم مرور 11 عاماً على ما وصف بأكبر كارثة إنسانية بالمنطقة.

أحداث سوريا غائبة سياسياً ومشتعلة أمنياً
أحداث سوريا غائبة سياسياً ومشتعلة أمنياً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى