روسيا تعود لقصف كييف وتدمر شرياناً حيوياً.. ومعارك سيفيرودونيتسك لم تحسم بعد
هزت العاصمة الأوكرانية كييف انفجارات عدة، صباح اليوم الأحد، بعد فترة من الهدوء النسبي بدأت في شهر آذار الماضي حينما حوّلت روسيا المعركة إلى شرق البلاد، وجاء ذلك بالتزامن مع انطلاق صافرات الإنذار في مدن أوكرانية أخرى للتحذير من غارات جوية روسية.
انفجارات تهز العاصمة الأوكرانية كييف
وقال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية إن: “عدة انفجارات هزت كييف في ساعة مبكرة من صباح الأحد”، وذلك بعد يوم من إعلان مسؤولين أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على مساحة من مدينة سيفيرودونيتسك في شرق البلاد بهجوم مضاد ضد روسيا.
وكتب عمدة كييف فيتالي كليتشكو في تطبيق تلغرام: “عدة انفجارات في منطقتي دارنيتسكي ودنيبروفسكي بالعاصمة كييف”. مضيفاً “الخدمات تعمل بالفعل في الموقع”.
وأشار كليتشكو إلى أن شخصاً واحداً على الأقل نقل إلى المستشفى لكن لم ترد أنباء عن وفيات حتى ساعة مبكرة من صباح الأحد.
وبحسب “رويترز” قال مسؤولون أوكرانيون آخرون إن القصف الروسي استهدف شبكة السكك الحديدية، والتي تحاول روسيا تدميرها لقطع الإمدادات إلى أوكرانيا.
اقرأ أيضاً : الدفاع الروسية تعلن تنفيذ عشرات الضربات الصاروخية في شرق أوكرانيا
أنباء متضاربة حول السيطرة على سيفيرودونيتسك
وعلى الرغم من الهجمات الروسية المستمرة على أوكرانيا والدمار الواسع النطاق، كانت كييف هادئة نسبيًا في الأسابيع الأخيرة بعد أن حولت موسكو تركيزها العسكري إلى الشرق والجنوب، لا سيما المعركة الضارية للسيطرة على سيفيرودونتسك.
وكانت روسيا ركزت قواتها على مدينة ماريوبول في واحدة من أكبر المعارك البرية في الحرب، حيث يبدو أن موسكو تراهن في حملتها على الاستيلاء على واحدة من المقاطعتين الشرقيتين التي تطالب بها نيابة عن الانفصاليين.
وقال سيرهي غايداي، حاكم منطقة لوهانسك التي تضم سيفيرودونتسك، اليوم الأحد، إن القوات الأوكرانية سيطرت على حوالي نصف المدينة بعد استعادة جزء كبير من المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية.
وأضاف غايداي في تصريحات للتلفزيون الأوكراني: “لقد كان وضعًا صعباً، حيث سيطر الروس على 70٪ من المدينة، لكن خلال اليومين الماضيين تم إبعادهم” موضحاً: “المدينة الآن، بشكل أو بآخر، مقسمة إلى نصفين”.
ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الأحد، إن الهجمات المضادة الأوكرانية في سيفيرودونتسك على مدار الـ 24 ساعة الماضية من المرجح أن تقوض أي زخم عملياتي اكتسبته القوات الروسية في السابق.
بينما قالت موسكو إن قواتها تحقق مكاسب في المدينة، وأشار الجيش الأوكراني إلى أن القوات الروسية واصلت شن عمليات هجومية بمساعدة المدفعية وسيطرت على الجزء الشرقي من سيفيرودونيتسك.
وبدوره، قال رئيس البلدية أولكسندر ستريوك، يوم أمس السبت: “الوضع متوتر ومعقد”، مضيفاً أن هناك نقصاً في الغذاء والوقود والأدوية.
وتابع ستريوك: ” الجيش الأوكراني يفعل كل ما في وسعه لطرد العدو من المدينة”.
وتقول كل من روسيا وأوكرانيا أنهما تسببتا في خسائر فادحة بالقتال للطرف الآخر، وهي معركة يقول خبراء عسكريون إنها يمكن أن تحدد الجانب الذي لديه الزخم لحرب استنزاف مطولة في الأشهر المقبلة.
وفي دونيتسك المجاورة قال مسؤولون أوكرانيون إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 11 في قصف روسي، وتشكل دونيتسك ولوهانسك منطقة دونباس الأوسع حيث تأمل روسيا في السيطرة عليها.
وكانت المفاوضات الأوكرانية الروسية وصلت إلى طريق مسدود وابتعدت الحلول الدبلوماسية أكثر عقب تصريحات أدلى به الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مطالباً بعدم “إذلال روسيا” ما دفع أوكرانيا إلى الرد وإدانة هذه التصريحات، وذلك بالتزامن مع اشتداد المعارك ضراوة على الأرض بما يوحي بمعارك استنزاف طويلة بحسب الخبراء.
