تفاصيل الجولة الثامنة من الدستورية السورية.. “الجيش” فجّر الخلافات

كشفت تقارير صحفية، عن نقطة خلاف جوهرية أثيرت خلال الجولة الثامنة لاجتماع اللجنة الدستورية السورية، بين وفود النظام السوري والمعارضة، تناولت شكل الجيش السوري والتأثير الحاصل على البلاد في أي تغيير يطرأ على صفاته الدستورية، فيما تواصل الخلاف بنقاط عديدة، وكان الاتفاق الوحيد هو موعد الجولة المقبلة.

خلافات في الدستورية السورية

وذكرت صحيفة الشرق الأوسط، أن وفد النظام السوري حذر من فشل تجارب إعادة هيكلة الجيش، حيث أنها أدت إلى كوارث في العراق ورفض حيادية الجيش، بينما دعا معارضون إلى الإصلاح لتجنب تحول سوريا إلى دولة فاشلة، مع المطالبة بدور حيادي للجيش في تداول السلطة.

وبموجب الترتيبات الأممية السابقة، فإن برنامج الجولة الثامنة، تضمن تقديم مبدأ دستوري كل يوم بدءاً من الاثنين، وترك اليوم الأخير للمناقشات والتوافقات، إلا أنّ الأطراف فشلت بإيجاد الصيغة المشتركة لأي بند يمكن أن يكون في أعمدة الدستور المنتظر.

ونوقش خلال الاجتماعات بند الإجراءات القسرية أحادية الجانب من منطلق دستوري، وسمو الدستور وتراتبية الاتفاقيات الدولية، والحفاظ على مؤسسات الدولة وتعزيزها، والعدالة الانتقالية.

4 مبادئ مختلف عليها

وذكر مصدر الصحيفة أن الخلافات بدأت منذ اليوم الأول، حيث طالب وفد النظام السوري نقاش الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب وربطها بالحرب على سوريا التي وصفها بـ”الإرهابية”، بينما اعتبر وفد المعارضة الاقتراح غير دستوري وأن الإعمار والتنمية حقان اقتصاديان ولا يجوز تقييدهما بالإجراءات الأحادية القسرية.

وفي اليوم الثاني تجدد الخلاف من خلال الحديث عن مؤسسات الدولة، حيث اعتبر وفد النظام السوري أن المساس بها مرفوض، بينما تحدث وفد المعارضة عن ضرورة إصلاح مؤسسات الدولة، وشدد وفد النظام السوري على أن “الجيش لا يمكن أن يكون حيادياً، فلا يوجد جيش حيادي في موضوع حماية الشعب، وأن الفساد والفشل المؤسسي هي حالات فردية ولم تنل من صمود المؤسسات السورية والتزامها بواجباتها”.

أما اليوم الثالث حين مناقشة بند “سمو الدستور وتراتبية الاتفاقات الدولية”، فكانت اهدأ حتى طرح إيراد اتفاقيات حقوق الإنسان بالدستور، وهو ما اعتبره وفد النظام السوري خرقاً للسيادة، ووضع سوريا تحت الوصاية الدولية.

وفي الرابع خلال تقديم بند العدالة الانتقالية، كانت النقاشات هي الأحد، حيث حذر وفد دمشق من أن هذا يفتح الباب للتدخل الخارجي وهو مدخل خلفي لخلخلة مؤسسات الدولة والتماسك المجتمعي، حسب وصفه.

وفي اليوم الأخير قدمت الوفود تعديلات على المقترحات، قبل أن يتوجه المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن بالشكر إلى رئيسي وفدي النظام السوري والمعارضة، أحمد الكزبري، وهادي البحرة، مشيداً بوجود بمستوى تقدم النقاش وطريقته، دون الوصول إلى أي نتائج.

مواضيع ذات صِلة : عضو في وفد المعارضة ضمن اللجنة الدستورية السورية ينسحب منها ويصف خطة بيدرسون بـ”خيانة للشعب”

وأضيفت الجولة الثامنة إلى الجولات السبع السابقة بدون نتائج تذكر، ما دفع البعض لاعتبار أن الأمر على هذا المنوال يمكن أن يستغرق سنوات طويلة، فيما أعلن بيدرسون أن الجولة التاسعة ستعقد نهاية الشهر المقبل.

شاهد أيضاً : شخصية تاريخية حمصية “هاشم الأتاسي” في عهده وجهوده عودة العلويين والدروز للوطن