أخبار العالم العربيسلايد رئيسي

بوادر مواجهة.. بيان إسرائيلي تصعيدي ضد لبنان بشأن التنقيب عن الغاز

ارتفعت حدة التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، اليوم الأربعاء، من خلال بيان إسرائيلي جديد شددت تل أبيب على أحقيتها التنقيب عن الطاقة في المناطق المتنازع عليها بالبحر المتوسط، خصوصاً في ما عرف باسم “حقل كاريش”، ولوّحت إسرائيل مجدداً باستخدام القوة للدفاع عن مصالحها.

بيان إسرائيلي ضد لبنان

وفي بيان مشترك قال وزير الدفاع بيني غانتس ووزير الخارجية يائير لابيد ووزيرة الطاقة كارين الحرار: إسرائيل تعطي الأولوية لحماية أصولها الاستراتيجية، وهي مستعدة للدفاع عنها وعن أمن بنيتها التحتية، كل ذلك بما يتوافق مع حقوقها.

وأضاف البيان: أن “حقل كاريش هو أحد الأصول الاستراتيجية الإسرائيلية، ونهدف إلى استخراج موارد الطاقة والغاز الطبيعي في المنطقة الاقتصادية لإسرائيل وتعزيز الاقتصاد الأخضر لإسرائيل”.

وشدد القادة الإسرائيليون أن منصة كاريش للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية، على بعد عدة كيلومترات جنوب المنطقة التي تجري فيها المفاوضات بين إسرائيل والجمهورية اللبنانية بوساطة من الولايات المتحدة.

وأصبح حقل كاريش الذي بدأت إسرائيل التنقيب فيه قبل التوصل لاتفاق مع لبنان، بمثابة شرارة يمكن أن تفجّر الأوضاع في المنطقة وتقود إلى مواجهة عسكرية، لاسيما بعد تبادل التهديدات بين إسرائيل وحزب الله.

1200x675 cmsv2 50e09c54 9957 5bdc a2e4 bb3086ebfa1e 4409298

إسرائيل تبدأ التنقيب عن الغاز

واشتعلت الأوضاع بين لبنان وإسرائيل، بعد ما استقدمت إسرائيل سفينة يونانية لوحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه “إنرجان” إلى حقل كاريش، والتي يفترض تشغيلها للتنقيب عن الغاز الأشهر الثلاثة المقبلة.

وتوالت المواقف اللبنانية المنددة بخطوة تل أبيب واصفة إياها بالاستفزازية التي تهدد مستقبل المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود، وتعدياً على ثروة لبنان الغازية والنفطية.

وخرج رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، والرئيس اللبناني ميشال عون ببيان مشترك شددا خلاله على أن أي أعمال استكشاف أو تنقيب أو استخراج تقوم بها إسرائيل بالمناطق المتنازع عليها تشكل عملاً عدوانياً يهدد السلم والأمن الدوليين، وتعرقل التفاوض حول الحدود البحرية، كما دعيا الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين للحضور إلى بيروت لبحث واستكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والعمل على إنهائها في أسرع وقت.

بوادر مواجهة

وفي الطرف اللبناني حاولت ميليشيا حزب الله اللبناني “ركوب الموجة”، حسب توصيف خبراء، وهددت باستخدام القوة في حال تطلب الأمر للدفاع عن مصالح لبنان، وهو تهديد مباشر لإسرائيل في المنطقة البحرية.

بينما كان الجيش الإسرائيلي أصدر بياناً هو الآخر أمس الثلاثاء، موضحاً فيه أنه سيستمر بعملياته في سوريا ولبنان لتأمين حدوده، ومشيراً إلى أنه سيلجأ إلى تدمير البنية التحتية للقرى اللبنانية على خط التماس إذا استخدمها حزب الله.

وقال قائد المنطقة الشمالية العسكرية الإسرائيلية أمير برعام: “في الحرب سنقوم بتدمير كل البنى التحتية على خط التماس العسكري هذا، ولن يبقى حجر على حجر! هذا ما سيكون عليه مصير كل منشأة في القرى أو المدن التي يستخدمها هذا الجيش الإرهابي”، في إشارة إلى ميليشيا حزب الله اللبناني.

وكان الجيش الإسرائيلي أنهى تدريبات كبيرة قبل أيام خاض خلالها جنوده التدريب في سيناريو حرب شاملة ضد لبنان، وذلك على الأراضي القبرصية لقرب تفاصيلها من تفاصيل الجغرافيا اللبنانية.

اقرأ أيضاً : الجيش الإسرائيلي يهدد لبنان: “لن يبقى حجر على حجر”

المفاوضات لم تؤدي إلى نتائج

وخاض الجانبان الإسرائيلي واللبناني، 5 جولات محادثات، بخصوص المنطقة المتنازع عليها، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2020، حتى مايو/ أيار الماضي، برعاية الأمم المتحدة ووساطة أمريكية، قبل أن تُعلَق المفاوضات نتيجة عدم إحراز أي تقدم فيها.

وأكثر ما يسحب على لبنان هو التشتيت الداخلي فيه، وذلك بعدما تراجع عن تسوية النزاع بالقبول بالخط 23 ليعود إلى المطالبة بالاعتراف الدولي بالخط 29 الذي يضيف مساحة 1430 كيلومتراً مربعاً ويجعل حقل كاريش حقلاً مشتركاً مع لبنان، بينما تقول إسرائيل إنها منطقة خاصة بها.

والفارق بين ما أودعه لبنان رسمياً لدى الأمم المتحدة لجهة اعتبار أن المنطقة المتنازع عليها تبلغ 860 كيلومتراً مربعاً، وبين مطالب غير رسمية تستند إلى خرائط الجيش اللبناني التي تعطي البلد الحق بـ 1430 كيلومتراً إضافية، وتعتبر أن المساحة المتنازع عليها تتضمن حقل كاريش حتى الخط 29 بوصفه منطقة ضمن المساحة اللبنانية، وتبلغ 2290 كيلومتراً مربعاً.

وأعاق الخلاف حول ترسيم الحدود، بدء عمليات التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة، التي يحتمل أن تكون غنية بالثروات، حيث يتوقع أن تكون بمثابة الكنز لإسرائيل وهي أكثر المستفيدين من غاز المتوسط لا سيما أطروحة بيع الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا بدلاً من الروسي، فيما يحتاج لبنان إلى تلك الثروات بالوقت الذي يعاني من أزمات اقتصادية خانقة.

بوادر مواجهة.. بيان إسرائيلي تصعيدي ضد لبنان بشأن التنقيب عن الغاز
بوادر مواجهة.. بيان إسرائيلي تصعيدي ضد لبنان بشأن التنقيب عن الغاز

اقرأ أيضاً : سفينة تنقيب إسرائيلية “تستفز” لبنان بحقل غاز متنازع عليه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى