حمى القش تسجل ارتفاعاً قياسياً هذا العام.. وخبراء يكشفون عن الأسباب
“إذا كنت تعاني من حمى القش لأول مرة هذا العام ، فأنت لست وحدك”، هذا ما قالته وسائل الإعلام البريطانية، اليوم الخميس، مشيرةً إلى أن خبراء حددوا أسباب وراء ارتفاع إصابات حمى القش هذا العام.
– تسجيل مستويات قياسية لــ حمى القش
وفقاً لتقارير إعلامية، فإن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الأشخاص الذين أبلغوا عن معاناتهم من أعراض حمى القش التي ظهرت عليهم على ما يبدو فجأة.
كما سجلت عمليات البحث على محركات “Google” الخاصة بحمى القش ارتفاعاً قياسياً، حيث وصل عدد عمليات البحث عن هذه الحالة في المملكة المتحدة وحدها إلى ضعف ما كان عليه قبل 5 سنوات.
وكان هناك ارتفاع تدريجي في الحالات في العقود الأخيرة، المرتبط بالحياة الحديثة، لكن الخبراء يقولون “إن عمليات الإغلاق من جهة والاحترار العالمي من جهة أخرى ربما تكون قد سرعت هذا الاتجاه”.
وقال الخبراء: “الأمر متعلق بالفكرة المعروفة باسم (فرضية النظافة) وهي أن أجهزتنا المناعية أكثر حساسية لمسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح لأننا نتعرض لعدد أقل من الجراثيم”.
وأوضحوا: “أنه قد يؤدي نقص الاتصال الاجتماعي أثناء الوباء إلى إضعاف أجسادنا بشكل أكبر، في حين أن هناك أدلة على أن تغير المناخ قد أدى إلى إطالة موسم حبوب اللقاح”.
– ما هي بالضبط حمى القش؟
“حمى القش هي رد فعل تحسسي لحبوب اللقاح، مسحوق ناعم يأتي من النباتات، والتي تتواجد بكثرة في الهواء خلال فصلي الربيع والصيف عندما تزهر النباتات”.
ويحدث رد الفعل عادة عندما تتلامس حبوب اللقاح مع عين الشخص أو أنفه أو فمه أو حلقه.
وتشمل أعراض حمى القش السعال والعطس، سيلان أو انسداد في الأنف، حكة أو عيون حمراء أو دامعة، حكة في الحلق أو الأنف أو الفم أو الأذنين، الصداع والتعب.
ويمكن للأشخاص الذين يعانون من الحساسية وضع الفازلين حول أنوفهم لاحتجاز حبوب اللقاح، وارتداء النظارات الشمسية الملفوفة لإبعاد حبوب اللقاح عن أعينهم، وغسل الملابس بانتظام، وتنظيف الغبار داخل المنزل.
كما يمكن أن يساعد تجنب العشب والزهور والدخان في تقليل الأعراض، وكذلك تجفيف الملابس في الداخل حيث تقل احتمالية التصاق حبوب اللقاح بها.
ووفقاً لاستطلاع للرأي العام الماضي، فإن ما يقرب من نصف سكان المملكة المتحدة يعانون من هذه الحالة – ما يقرب من ضعف العدد الذي كان يعتقد سابقاً.
وقُدر في السابق أن حمى القش تؤثر على ما يصل إلى 13 مليون شخص في المملكة المتحدة، أو 30 في المائة من السكان.
– سبب ظهورها فجأة
وفي هذا الشأن، أكد الخبراء أنه لا أحد يعرف بالضبط لماذا يمكن أن تظهر حمى القش فجأة ولكن هناك عدد من النظريات.
ولعل الأكثر شيوعاً هو أن البيئات فائقة النظافة المرتبطة بأنماط الحياة الحديثة تعني أننا لسنا معرضين للعديد من الإصابات مثل أسلافنا.
ويعد العمل من المنزل مع وجود اتصالات وثيقة محدودة أثناء الوباء “أمراً معقولاً” لسبب معاناة المزيد من الأشخاص من حمى القش في العام الماضي، وذلك حسبما قاله البروفيسور بول هانتر.
ومن جانبه، قال الخبير الطبي، من جامعة إيست أنجليا: “يمكنني أن أتخيل أن هذا له تأثير”.
وأوضح أن هناك ارتفاعاً في حالات “نزلات البرد الشديدة” في الأشهر الأخيرة التي خرجت من الوباء لأن مناعة الناس للعدوى الشائعة أضعف.
وهناك نظرية أخرى مفادها أن درجات الحرارة المرتفعة في المملكة المتحدة الناجمة عن الاحتباس الحراري تطيل صيفنا، مما يطيل فترة إطلاق حبوب اللقاح.
ولا يؤدي هذا إلى إطالة مدة الأعراض فحسب، بل يزيد أيضاً من مقدار الوقت الذي يتعرض فيه الأشخاص، كما تقول مارغريت كيلمان، رئيس قسم السريرية في Allergy UK.
إذ نقلت صحيفة “ديلي ميل” عن الطبيبة المختصة قولها: “نحن نعلم أن درجات الحرارة الأكثر دفئاً تغير أنماط نمو الغطاء النباتي، مما يساهم في مواسم حبوب اللقاح المبكرة والأطول”.
وأضافت أن هذا “يؤدي إلى زيادة كثافة حبوب اللقاح في المواسم ، وزيادة تلوث الهواء وزيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون، يمكن أن يسهم في تفاقم أعراض الحساسية لدى الأشخاص المعرضين للإصابة”.
وهناك نظرية ثالثة، تقول إن حمى القش المفاجئة تحدث عندما يتعرض الجسم لمحيط جديد – مثل الانتقال من المدينة إلى الريف، حيث يوجد عادة المزيد من حبوب اللقاح.
ولكن قد يكون الأمر نفسه صحيحاً أيضاً في الأشخاص الذين ينتقلون من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، مع وجود بعض الأدلة على أن التلوث يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حمى القش.
ورأت الطبيبة أنه ممكن أن تكون الصدمة المفاجئة للجهاز المناعي محفزاً أيضاً.
مواضيع ذات صِلة : كل ما تريد أن تعرفه عن الحساسية.. عوامل الخطر والأعراض والعلاجات
وفي الختام، من الممكن أن تؤدي العدوى السيئة أو الأمراض أو حتى الأحداث العاطفية المؤلمة إلى جعل الجسم عرضة لمسببات الحساسية غير الضارة في العادة.
شاهد أيضاً : الحساسية الموسمية وعلاقتها بالصحة النفسية
