الشأن السوري

تسريبات إعادة تشكيل فصائل المعارضة جنوب سوريا لأهداف إسرائيلية أردنية

عادت محافظات الجنوب السوري إلى واجهة الأحداث مجدداً، لا سيما مع ازدياد التواجد الإيراني هناك في المناطق الحدودية، ما دق ناقوس الخطر لدى دول الجوار، وسربت أطروحات منها إعادة إحياء فصائل المعارضة جنوب سوريا.

انفلات أمني كبير جنوب سوريا

وذكر مركز “جسور للدراسات”، نقلاً عن مصادر لم يسمها، بأنه “في ظلّ عدم قدرة أو رغبة روسيا على معالجة التهديدات التي تستهدف الحدود الأردنية، فإن الأردن قد يتجه إلى بحث خيارات بديلة لحماية أمنه القومي”.

وقبل أيام برزت محافظة السويداء التي لا تنتهي الأحداث الأمنية فيها، رغم أنها لم تخرج عن سيطرة النظام السوري طيلة أعوام الثورة السورية، إلا أنّ فصائل محلية فيها تسيطر على الوضع فعلياً، لكن تعدد تبعياتها أثار نزاعات بينها.

وخلال صراع بين فصيلين محليين أحدهما يتبع فرع المخابرات الجوية، قتل قائد فصيل آخر يدعى، سامر الحكيم، وهو قائد فصيل قوى مكافحة الإرهاب، التابعة لما يعرف حزب اللواء السوري.

وربطت مصادر صحفية بين هذا التطور، وسعي النظام السوري لإحكام سيطرته على محافظة السويداء، في ظل تسريبات بأن قوى خارجية تخطط للعمل على إحياء فصائل مسلحة في محافظتي درعا والسويداء لتمكينها من السيطرة على الجنوب وعلى الحدود مع الأردن، استجابة لقلق الأخير من موضوع المخدرات والقلق الأمني الإسرائيلي من التوغل الإيراني في الجنوب.

اقرأ أيضاً|| مسلحون يقطعون طريق درعا معلنين السيطرة على موقع قربه ومهددين بالتصعيد

 

وقوى مكافحة الإرهاب التي يقودها الحكيم، ظهرت في تموز عام 2021، وأثار جدلاً بعد أن أوضحت من خلال أهدافها أنها ستقاتل النظام السوري وإيران وداعش، وذهبت تقارير إلى اتهامها بتلقي تمويل من إسرائيل وأخرى تحدثت أنها تتلقى تمويلاً من قاعدة التنف التي تعمل فيها قوات التحالف الدولي ضد داعش بقيادة أمريكا.

وخلال عام تقريباً حاول الفصيل الجديد فرض سيطرته بالسويداء ومواجهة فصائل مدعومة إيرانياً تعمل بترويج المخدرات وتجارة السلاح، إضافة إلى نشره الكثير من المقاطع المصورة التي تظهر القبض على عصابات امتهنت الخطف بالمنطقة.

وواجه الفصيل رفضاً كبيراً من قبل الفصائل الأخرى متعددة الولاءات بالمحافظة، حيث وصلت حد المواجهة العسكرية عدة مرات آخرها حين قتل الحكيم واختفى 8 من زملائه على يد مجموعات تابعة للنظام السوري.

تشكيل فصائل المعارضة جنوب سوريا

وجاءت أحداث السويداء مع تسريب الحديث عن نيّة دول مجاوره لتشكيل فصائل للمعارضة السورية مجدداً بمحافظات درعا والسويداء والقنيطرة، هدفها هذه المرّة ليس قتال النظام السوري، إنما وقف التمدد الإيراني.

وذكرت مصادر لمركز “جسور للدراسات”، بأنه “في ظلّ عدم قدرة أو رغبة روسيا على معالجة التهديدات التي تستهدف الحدود الأردنية، فإن الأردن قد يتجه إلى بحث خيارات بديلة لحماية أمنه القومي”.

وأوضحت المصادر أنّ خطة إعادة إحياء الفصائل بدرعا والقنيطرة ليست مستبعدة، لاسيما أن روسيا لم توفي بوعودها ولم تلتزم باتفاقية عام 2018.

حيث كانت روسيا أشرفت ورعت اتفاقية عام 2018 بين فصائل المعارضة بدرعا وقوات النظام السوري، التي افضت إلى استسلام المعارضة وتسليم سلاحها للنظام السوري، مقابل وعود لدول الحوار بعدم السماح للميليشيات الإيرانية الاقتراب من الحدود لنحو 80 كلم، وإعطاء مقاتلي المعارضة امتيازات أمنية منها عدم الملاحقة والسماح ببقاء السلاح الخفيف.

وعادت روسيا وبدأت سحب سلاح المعارضة بالجنوب السوري بشكل تدريجي، وترافق ذلك مع انفلات أمني كبير أدى إلى مقتل العشرات من قادة المعارضة، حتى وصلت إلى مراحل متقدمة من تسليم كل مناطق درعا للنظام السوري وأجهزته الأمنية.

إلا أنّ أبرز تحدٍ بالاتفاق كان التواجد الإيراني الذي ارتفع بدلاً من الحد منه، حيث زاد نشاط الميليشيات الإيرانية قرب الحدود من خلال تجارة المخدرات والسلاح، وإقامة مواقع عسكرية متقدمة مع الأردن وإسرائيل، وحاولت إسرائيل استهداف بعض منها.

اقرأ أيضاً|| الأردن يعلن مقتل 4 على حدوده مع سوريا ويكشف ما وجده بالمنطقة خلفهم

وذكرت مصادر مطلعة بأن فكرة إعادة إحياء فصائل المعارضة مرتبط بقبول من تبقى من هذه الفصائل على الأرض إضافة إلى قبول روسيا والنظام السوري بعدم مواجهتها، كما أن الفكرة طرحت إلى جانب طرح آخر يتمثل بإمكانية دعم التحالف الدولي للأمر وحماية منطقة داخل العمق السوري تكون أشبه بمنطقة آمنة لمنع نشاط الميلشيات الإيرانية فيها.

يذكر أنّ الأردن ألقى القبض على مئات محاولات تهريب المخدرات وأطنان منها حاولت تلك الميليشيات تهريبها بأساليب مبتكرة، وبعضها وصل إلى دول الخليج.

 إعادة تشكيل فصائل المعارضة جنوب سوريا
إعادة تشكيل فصائل المعارضة جنوب سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى