من علوم الفضاء إلى حبل المشنقة.. كيف سقطت حياة إبراهيم سعدون بالأسر؟
من دراسة الفضاء الواسع إلى المشنقة، انقلبت حياة الطالب، إبراهيم سعدون، الشاب المغربي، الذي يبلغ من العمر 21 سنة، حيث يواجه حكما بالإعدام بعد أن أصبح أسيرا في قبضة “جمهورية دونتسك الشعبية”، بعد اتهامه بالقتال مع القوّات الأوكرانية.
كيف انقلبت حياة إبراهيم سعدون
ذكرت عائلة إبراهيم سعدون أن الاتصال معه انقطع منذ مارس/ آذار الماضي، فيما أكدت وسائل إعلام روسية لاحقاً أن سعدون وقع مع آخرين في أبريل/ نيسان في قبضة سلطات إقليم دونيتسك الانفصالي شرقي أوكرانيا، الموالية لروسيا، لتبدأ يوم الاثنين الماضي وقائع محاكمته مع المواطنين البريطانيين اللذين تم أسرهما معه وتصدر المحكمة حكماً بإعدام الثلاثة.
إبراهيم سعدون هو شاب مغربي ولد في مكناس، ويدرس علوم الفضاء في كييف، وأثار صدور حكم الإعدام بحقه مع أسيرين بريطانيين جدلاً حقوقياً وسياسياً واسعاً.
وقال الطاهر سعدون، والد الطالب المغربي إن ابنه “يدرس في السّنة الثّالثة في كلية علم ديناميكا وتكنولوجيا علم الفضاء، ويبلغ من العمر 21 سنة”، مضيفا: “ابني تلميذ نجيب ونابغة يجب على المغرب أن يفتخر به”.
وأكد والده أنه حصل على الجنسية الأوكرانية في ديسمبر/كانون الأول 2020 ولم يقاتل أبدا إلى جانب الجيش الأوكراني.
وأضاف والد سعدون: “ابني لم يقاتل يوما في صفوف الجيش الأوكراني ولم يكن يوما مرتزقا كما يتم الترويج له… إبراهيم سعدون حامل للجنسية الأوكرانية لأنه طالب بالمعهد الوطني ديالكتيك لعلوم الفضاء بمنحة مقدمة من المعهد نفسه”.
وأوضح: “ابني كان رئيس المجموعة المقاتلة لأنه يتكلم الرّوسية بجميع لهجاتها، وحاول الاتصال بالموالين للرّوس، وقدم نفسه بلباس مدني ولم يكن يرتدي لباسا عسكريا لحظة اعتقاله”.
اقرأ أيضاً:
اعتقال إبراهيم سعدون
وقد اعتقل سعدون في مدينة فولنوفاخا إضافة لبريطانيين حوكما معه من قبل السلطات الانفصالية.
وأصدرت محكمة شعبية لدى السلطات الموالية لروسيا في إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا حكما بالإعدام على المغربي إبراهيم سعدون وبريطانيين بعد اتهامهم بالقتال إلى الجانب القوات الأوكرانية.
وتقول موسكو إن المرتزقة الأجانب ليسوا مقاتلين وبالتالي لا تطالهم الحماية الممنوحة لأسرى الحرب.
اقرأ أيضاً:
أغنية روسية شغلت العالم بالحرب العالمية الثانية واقتبست فيروز لحنها.. نشيد الخيالة و كانوا يا حبيبي
من جانبها، التمست جمعية الصداقة المغربية الروسية من الرّئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التدخل لدى المحكمة التي أصدرت الحكم لعدم تنفيذ إعدام الطالب إبراهيم سعدون، لاعتبارات إنسانية، واعتبارا للظروف المحيطة بهذا الطالب المغربي في عمليات عسكرية لا تعنيه من قريب أو من بعيد، بحسب وسائل إعلام مغربية.
كما أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة شملت عدة وسوم منها (أنقدوا إبراهيم سعدون) وطالبوا السلطات المغربية ببذل أقصى ما يمكن من جهد للحيلولة دون تنفيذ الجهات الروسية لحكم الإعدام في الطالب المغربي.
اقرأ أيضاً:
بالفيديو|| اكتشاف مخبأ لمسروقات القوات الروسية قرب كييف وتقرير يؤكد “ليست حوادث فردية”
وحددت إحدى فقرات المادة الرابعة من اتفاقية جنيف طبيعة أسرى الحرب، والذين يقعون في قبضة “العدو”، بينهم: أفراد القوات المسلحة لأحد أطراف النزاع، والمليشيات أو الوحدات المتطوعة التي تشكل جزءا من هذه القوات المسلحة، وأفراد المليشيات الأخرى والوحدات المتطوعة الأخرى”، فيما أكدت المادة الخامسة من الاتفاقية اعتبار تلك الفئات أسرى ابتداء من وقوعهم في يد “العدو” إلى أن يتم الإفراج عنهم وإعادتهم إلي الوطن بصورة نهائية.