“جسد الرسول”.. فيلم سيدة الجنة يثير الغضب ودول تمنعه
أثار فيلم “سيدة الجنة” غضب مسلمين في بريطانيا وخرجت مظاهرات عدة مطالبة بإيقاف عرضه بسبب إساءته للإسلام وتجسيده النبي محمد صلى الله عليه و سلم والصحابة، ما أدى لإقالة مسؤول مسلم من منصبه على رأس مجموعة عمل رسميّة بعد اتهامه بالتشجيع على المظاهرات.
فيلم سيدة الجنة يثير الجدل ببريطانيا
وأقالت الحكومة البريطانية، قارئ عاصم، وهو إمام ومحام في ليدز بشمال إنكلترا، بتهمة التشجيع على المظاهرات التي نجحت بإيقاف عرض فيلم “سيدة الجنة” المسيء للإسلام.
ورأت السلطات البريطانية أنّ التشجيع على المظاهرات يتعارض مع عمله نائباً لرئيس مجموعة عمل حول الإسلاموفوبيا وأنهت “بمفعول فوري” مهامه، معتبرة أنّ الحملة ضدّ الفيلم “أدت إلى تظاهرة تحرّض على الكراهية الدينية”.
وأضافت في بيان: “أنّ “هذه المشاركة في حملة تحدٍّ من حرية التعبير تتعارض مع دوره في تقديم المشورة الحكومة”.
فيلم سيدة الجنة يسيء للإسلام
يتناول الفيلم سيرة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد صلى الله عليه و سلم وزوجة رابع الخلفاء الراشدين، علي بن أبي طالب، ويتطرق إلى الصراع على خلافة النبي محمد بعد وفاته.
وانتقد بعض المسلمون الفيلم لأنه شخص النبي وصور العديد من صحابة النبي مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، إلا أن الموقع الإلكتروني للفيلم يؤكد عدم تقديم أي شخصية مقدسة، واستعمال “أضواء ومؤثرات بصرية” عوضاً عن ذلك، على حد قوله.
ومن جانبها، أدانت منظمة الإعلام الإسلامي في المملكة المتحدة (5 بيلارز) تصوير الشخصيات المقدسة، ووصفت هذا الفعل بأنه “مروع ومثير للاشمئزاز” مشيرة إلى محاولة الفيلم إيجاد أوجه تشابه بين أفعال هذه الشخصيات وأفعال داعش.
اقرأ أيضاً : “إلا رسول الله يا مودي”.. مسؤول هندي يشعل غضب المسلمين ومطالبات بمقاطعة البضائع الهندية
إيقاف عرض الفيلم
وأوقفت شبكة سيني وورلد عرض الفيلم الذي أخرجه، إيلي كينغ، بعد تظاهرات نظمها مسلمون خارج دور العرض التي قدم فيها.
وقال متحدث باسم “سيني وورلد” في بيان: “نظرًا للأحداث الأخيرة المتعلقة بعروض فيلم سيدة الجنة (في إشارة للاحتجاجات)، اتخذنا قرارًا بإلغاء العروض القادمة للفيلم في جميع أنحاء البلاد لضمان سلامة موظفينا وعملائنا”.
بينما عبر المنتج التنفيذي للفيلم، مالك شليباك، عن أسفه لما اعتبره “استسلام الشبكة للضغط”.
غير أن “سيني وورلد” هي المؤسسة السينمائية الوحيدة في المملكة المتحدة التي أوقفت عروض فيلم سيدة الجنة، حيث ستواصل دار سينما “فيو” عرضه في العاصمة لندن والمنطقة الجنوبية الشرقية.
وقالت مجموعة “فيو” في بيان: إن “قراراها ناتج عن إيمانها بضرورة عرض الأفلام التي تهم المجتمعات المتنوعة في جميع أنحاء المملكة المتحدة”، لافتة إلى حصول فيلم “سيدة الجنة” على اعتماد المجلس البريطاني المستقل لتصنيف الأفلام.
كما منعت عدة دول إسلامية وعربية، من بينها مصر وباكستان وإيران والعراق والمغرب، عرض الفيلم البريطاني الذي اعتبرته “مسيئاً”.
واستنكر المجلس العلمي الأعلى في المغرب، وهو الهيئة الرسمية المسؤولة عن إصدار الفتاوى، محتوى الفيلم بشدة، وندد المجلس الذي يترأسه العاهل محمد السادس في بيان بـ”التزوير الفاضح لحقائق ثابتة في التاريخ الإسلامي”.
وبدأ عرض الفيلم في دور السينما البريطانية في شهر حزيران الجاري وخرجت مظاهرات عدة أمام دور السينما مطالبة بإيقافه، ويأتي ذلك بالتزامن مع تحركات إسلامية حول العالم للرد على إساءة مسؤول هندي للرسول صلى الله عليه و سلم أدت إلى مطالبات بمقاطعة البضائع الهندية في الدول الإسلامية.
