شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، اليوم الأربعاء، اعتصامات ووقفات احتجاجية، بالتزامن مع اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة “الأونروا” AdCom، التي تواصل جلساتها لليوم الثاني في بيروت، برئاسة لبنان، ومشاركة 28 دولة وهيئة دولية، بعد أنباء عن تخفيض دعم الأونروا للاجئين، ونقل صلاحياتها إلى منظمات دولية أخرى.

احتجاجات على تقليص دعم الأونروا

ووجه فلسطينيون مشاركون بالاحتجاجات رسائل ومذكرات لأعضاء اللجنة تطالب “التدقيق بمخاطر ما يمكن أن ينتج من تداعيات إنسانية على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وخاصة في لبنان”.

وأعلنت مخيمات فلسطينية تمسكها بـ”الأونروا” وطالبت بتقديم الدعم المالي لها من أجل الخروج من أزمتها المالية وعجزها في تنفيذ برامجها وخدماتها للاجئين.

بالمقابل، نظم عاملون وموظفون في وكالة “الأونروا” سلسلة اعتصامات في كافة مراكز العمل والمدارس ومركز سبلين المهني ومكتب “الأونروا” الرئيسي في بيروت، رفضًا لما وصفوه بـ “سياسة التَّعنت التي ينتهجها المفوض العام في إدارة “الأونروا” وتقاعس الدول المانحة في دعمها”.

ووجه المعتصمون رسائل عدة إلى المفوض العام والإدارة العليا لـ”الأونروا” تضمنت “ضرورة التراجع عن القرارات المجحفة بحق الموظفين، والتراجع عن مشروع الشراكات نيابة عن الأونروا”.

اقرأ أيضاً:

بكبسة زر.. مسؤول إسرائيلي يأمل بإرسال الفلسطينيين إلى سويسرا!

كما وجهوا رسالة إلى إلى اللجنة الاستشارية والدول المانحة، من أجل زيادة دعمها لـ”الأونروا” والحفاظ على دورها، ورفض مقترح الشراكة مع المنظمات الدولية لتقديم الخدمات نيابة عنها، وضرورة الحفاظ على أرشيف “الأونروا”، وعدم السماح بالتلاعب به تحت أي عنوان.

بدورها، أصدرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بياناً حذرت عبره من مخاطر إنسانية ومعيشية حقيقية تواجه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بسبب الظروف المعيشية الصعبة أساساً، وطالبت المؤسسة الحقوقية بتحرك عاجل لإنقاذ حياة اللاجئين وهم على أبواب حصول مجاعة سوف تفتك بما تبقى من بنية مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

كما طالبت (شاهد) وكالة “الأونروا” بتحمّل مسؤولياتها القانونيّة والأخلاقيّة تجاه اللاجئين والبدء بخطوات استباقيّة لمواجهة هذه الكارثة.

من جانبه، قال المفوض العام لوكالة “أونروا” فيليب لازاريني، خلال مؤتمر صحفي إن: “أكثر من 80% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تحت خط الفقر”.

وأضاف: “نحاول قدر الإمكان الحفاظ على الخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين”.

اقرأ أيضاً:

عقب إيقاف أمريكا دعمها، نتياهو: يجب أن تزول الأونروا

وأشار إلى أنه : “يجب العمل بمثابرة كي لا تصل الوكالة إلى مرحلة تكون مضطرة فيها إلى وقف عملياتها”.

وأكد أنه: “ما من خطط لتفويض أطراف أخرى بمهام “أونروا”، ولكن الوكالة تواجه أزمة في الحصول على احتياجاتها”.

اعتصام أمام مقر انعقاد مؤتمر الأونروا

وكان مئات اللاجئين الفلسطينيين توجهوا من مختلف مخيماتهم في لبنان، إلى مقر انعقاد مؤتمر اللجنة الاستشارية لوكالة “أونروا” في فندق “موفمبيك” في بيروت، يوم أمس، بناء على دعوة فصائل منظمة التحرير وهيئة العمل الفلسطيني المشترك، بالتزامن مع انطلاق أعمال المؤتمر.

وتجمّع المعتصمون أمام الفندق، بحضور ممثلي الفصائل واللجان الشعبيّة، حاملين الأعلام الفلسطينية، ويافطات حملت مطالب معيشية وخدمية، كإدراج المزيد من العائلات الفقيرة ضمن برنامج ” الشؤون الاجتماعية”، إضافة إلى تمسكهم بالوكالة، ودعوة المانحين إلى تأمين الموازنة الكافية لاستمرار خدماتها.

ويذكر أنه تم تأسيس الأونروا بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين. وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من شهر أيار عام 1950.

اقرأ أيضاً:

شاهد|| كاميرات المراقبة ترصد منفذ عملية الطعن في حي الشيخ جراح

ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وتشتمل خدمات الوكالة على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة للحالات الإنسانية.