“مفاجأة” يكشفها مسؤولون أمريكيون حول موعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أنّ نهاية الصيف الجاري يمكن أن يحمل “مفاجأة” في الحرب الروسية الأوكرانية، لا سيما مع تباطؤ تقدم القوات الروسية وتركيزها على الشرق والجنوب، مقابل استنفاذ للقوى بين طرفي الصراع المستمر منذ أشهر، وفق ما أفاد به مسؤولون عسكريون أمريكيون.

الحرب الروسية الأوكرانية ربما تنتهي 

ونقلت صحيفة واشنطن بوست مسؤولون بإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم تذكر اسمهم، قولهم :إنه منذ تغيير روسيا توجهها من السيطرة على كامل أوكرانيا للتركيز على الشرق والجنوب، فإن “الأسابيع الأربعة إلى الستة المقبلة من القتال ستحدد المسار النهائي للحرب”.

ويضيف المسؤولون بعد انتهاء الفترة التي حددوها: “إن الصورة أصبحت واضحة بشكل متزايد، حيث من المرجح أن ينتهي الأمر بروسيا بالسيطرة على مزيد من الأراضي، لكن لن يسيطر أي من الجانبين بشكل كامل على المنطقة حيث يواجه الجيش الروسي القوي خصمًا مسلحًا بأسلحة متطورة بشكل متزايد”.

ويوضح المصدر الأمريكي أن روسيا يمكن أن تسيطر قريباً على منطقة لوهانسك بأكملها، فيما قال مسؤول دفاعي أمريكي لصحيفة: إنه توقع سقوط مدينتي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك في غضون أيام ، حيث قصفت القوات الروسية المنطقة بالمدفعية الثقيلة و “القنابل الغبية”.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن القوات البرية الروسية تقدمت ببطء ، وفي بعض الحالات استغرقت أسابيع لتحرك ميل أو ميلين، معتبرين أن ذلك يشير إلى نقص جنود المشاة أو الحذر الإضافي من قبل موسكو بعد أن عانت من مشاكل في خطوط الإمداد في الأسابيع الأولى الكارثية من الحرب.

ويوضح تقرير الصحيفة، وفقما ترجمت “وكالة ستيب الإخبارية”، أن روسيا في ذروة فعاليتها القتالية في الشرق، حيث أن أنظمة المدفعية بعيدة المدى التي وعدت أوكرانيا من دول الناتو بتقديمها لا تزال تتدفق.

ويتوقع مسؤولو البنتاغون أن وصول المزيد من أنظمة المدفعية بعيدة المدى سيغير ساحة المعركة في دونيتسك، إن لم يكن في لوهانسك.

أواخر الصيف قد يحمل مفاجأة 

ومن جانبه قال فريدريك هودجز ، القائد الأعلى السابق للجيش الأمريكي في أوروبا والذي يعمل الآن مع مركز تحليل السياسة الأوروبية، إن الحرب ربما تستمر عدة أشهر أخرى. لكنه توقع أن القوات الأوكرانية ستبطئ تقدم روسيا حتى تبدأ في التراجع عن مكاسبها بحلول أواخر الصيف.

وأضاف الجنرال هودجز: “الحرب هي اختبار للإرادة ، والأوكرانيون لديهم إرادة متفوقة”. “أرى الوضع اللوجستي الأوكراني يتحسن كل أسبوع بينما الوضع اللوجستي الروسي سيتدهور ببطء. ليس لديهم حلفاء أو أصدقاء “. 

ونقلت الواشنطن بوست عن خبراء عسكريين أن الجيش الروسي مصمم لحملات قصيرة وعالية الكثافة يحددها الاستخدام المكثف للمدفعية. بينما ليس مستعداً لاحتلال مستدام، أو نوع من حرب الاستنزاف الطاحنة الجارية في شرق أوكرانيا والتي تتطلب تبادل القوات البرية المدمرة، حسب وصفهم.

القوات تستنفذ

ومن جانبه قال مايكل كوفمان، مدير الدراسات الروسية في CNA ، وهو معهد أبحاث في أرلينغتون بولاية فرجينيا، للصحيفة: “هذه فترة حرجة لكلا الجانبين. ربما في الشهرين المقبلين ، ستنفد كلتا القوتين. أوكرانيا لديها عجز في المعدات والذخيرة. بينما فقدت روسيا بالفعل الكثير من قوتها القتالية، وقوتها ليست مناسبة تمامًا لحرب برية مستمرة بهذا الحجم والمدة “.

واتفق عدد من الخبراء العسكريين في حديثهم للصحيفة الأمريكية على أن معنويات الجيش الروسي تبدو منهارة، إضافة إلى أن القوات الروسية مازالت تستخدم غالباً ذخائر قديمة في ساحة المعركة، بالوقت الذي أصبحت شرق وجنوب أوكرانيا “ساحة مبارزة وحرب استنزاف”، حسب وصفهم.

الجيش البريطاني خالف النظرية الأمريكية 

وقبل أيام تحدث قائد الجيش البريطاني، الجديد، الجنرال باتريك ساندرز، مبلغاً جنوده بضرورة الاستعداد لمواجهة روسيا في حرب عالمية ثالثة محتملة.

اقرأ أيضاً|| قائد الجيش البريطاني يبلغ بالاستعداد لحرب عالمية ثالثة وجونسون يضع خطة رباعية

وقال الجنرال البريطاني: “إن الحرب الروسية الأوكرانية هزّت أسس الأمن العالمي”، وتعهد بإعادة صياغة جيش قادر على هزيمة روسيا في المعركة.

وأوضح ساندرز وعدد من الخبراء العسكريين أن الحرب ربما تمتد لسنوات في أوكرانيا، مطالبين أوروبا بالاستعداد عسكرياً واقتصادياً لذلك.

يذكر أنّ الحرب الروسية في أوكرانيا انطلقت منذ 24 فبراير الماضي، وأعلنت روسيا إنهاء مرحلتين منها، وأعادت توجيه قواتها من محيط العاصمة كييف إلى شرق وجنوب أوكرانيا، بهدف السيطرة على إقليم دونباس.