أخبار العالمسلايد رئيسي

فتيل مواجهة بين الناتو وروسيا في “القارة السمراء”

تتمدد مواجهة حلف شمال الأطلسي الناتو وروسيا من ساحة المعركة في أوكرانيا، إلى شرق آسيا في المحيط الهادئ، وحتى وصلت إلى “القارة السمراء”، التي تشهد احتداماً بالتنافس بين الوجود الأوروبي والتوسع الروسي بعدة دول إفريقية.

هل تندلع مواجهة بين الناتو وروسيا بأوروبا؟

وذكرت وسائل إعلام أن حكومة مالي استدعت سفير إسبانيا لديها على خلفية تصريحات لوزير خارجيتها، قال فيها إن تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) عسكرياً في البلد الإفريقي “لا يمكن استبعاده”.

وكان وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريز، قال في تصريح للمحطة الإذاعية الرسمية “إر إن إي” على هامش قمة الأطلسي في مدريد: “لا يمكننا أن نستبعد ذلك، لم يتم التطرق إلى هذه القضية خلال النقاشات في مدريد لأن القمة مخصصة لتحديد إطار عمل حلف شمال الأطلسي، إذا لزم الأمر وإذا حصل تهديد لأمننا، بالتأكيد سنفعل ذلك”.

أما وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب، قال خلال مقابلة أجراها معه التلفزيون الرسمي: “استدعينا سفير إسبانيا إلى وزارة الخارجية  لإبلاغه احتجاجنا الشديد على هذه التصريحات”.

فتيل مواجهة بين الناتو وروسيا في "القارة السمراء"
فتيل مواجهة بين الناتو وروسيا في “القارة السمراء” – وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب

وأضاف وزير الخارجية المالي إن “هذه التصريحات غير مقبولة وغير ودية وخطرة”، لأنها تنطوي على “ميل إلى التشجيع على شن عدوان ضد بلد ذي سيادة واستقلال”.

وتابع: “على الوزير الإسباني أن يتذكر أن انعدام الأمن حالياً واتساع رقعة الإرهاب في منطقة الساحل مرتبطان خصوصاً بتدخل الحلف الأطلسي في ليبيا، الذي لا نزال ندفع ثمن تداعياته”.

وللمرة الأولى، تشير خريطة الطريق الأخيرة للحلف الأطلسي التي وضعت في الاجتماع الأخير لقادة الحلف في مدريد، إلى “مصلحة استراتيجية” تكتسيها بالنسبة إليه مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل، وأيضاً على وجه الخصوص المخاطر التي يشكلها الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

حليفة روسيا وبلد الانقلابات

ومنذ 2012 تتخبّط مَالي في أزمات أمنية وسياسية أشعل فتيلها تمرد مسلح قادته حركات انفصالية وجهادية في شمال هذا البلد.

وفي آب/أغسطس 2020 وأيار/مايو 2021، شهدت البلاد انقلابين عسكريين نفّذتهما نفس مجموعة الضباط، ويقود البلاد حالياً مجلس عسكري ابتعد عن فرنسا وشركائها واقترب من روسيا في محاولة منه لوقف “الهجمات الجهادية” التي امتدت إلى وسط البلاد وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.

ومنذ حزيران/يونيو أصبح رئيس المجلس العسكري الكولونيل أسيمي غويتا رئيساً انتقالياً، وتراجع عن وعد قطعه إثر الانقلاب وتعهّد فيه إعادة السلطة إلى المدنيين بعد انتخابات كان يفترض أن تجري في شباط/فبراير 2022 الفائت.

وتتهم فرنسا وحلفاؤها الأوروبيون المجلس العسكري بالاستعانة بمرتزقة قوات فاغنر التي تعتبر قريبة من الكرملين، وهي تنتشر في مواقع أخرى تشهد نزاعات كما أنها متهمة بارتكاب تجاوزات في أفريقيا الوسطى.

وسعت فرنسا لردع “باماكو” عن الاستعانة بقوات فاغنر، وبعدما حذرت باريس بأن انتشار قوات فاغنر في مالي “لن ينسجم مع بقاء جنودها المنتشرين في هذا البلد”،  وبدأت بعدها بسحب تدريجي لقواتها من هناك.

مواضيع ذات صِلة : تصاعد حدة التوتر بين حلف الناتو وروسيا.. والأخيرة تتوعد

ومع تمدد روسيا وأذرعها بعدة بلدان إفريقية، تحاول القوى الغربية التي تعتبر حليفة تقليدية لتلك الدول مواجهة روسيا “بصمت” هناك، إلا أنّ المواجهة يمكن أن تخرج عن “صمتها” لا سيما مع ارتفاع حدة التوترات العالمية بين الطرفين خصوصاً الوضع في أوكرانيا وأوروبا.

اقرأ أيضاً : روسيا تعلن عن فتح جبهة جديدة مع الغرب في دولة إفريقية وخطوة ستغضب فرنسا

فتيل مواجهة بين الناتو وروسيا في "القارة السمراء"
فتيل مواجهة بين الناتو وروسيا في “القارة السمراء”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى