أخبار العالمسلايد رئيسي

“خطة لوغانو”.. اجتماع في سويسرا لمناقشة ما يشبه “خطة مارشال” لإنقاذ أوكرانيا

ينطلق اليوم الإثنين، مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في سويسرا، بمشاركة الدول الغربية، رغم استمرار الحرب الروسية هناك وسط دمار هائل خلفته منذ انطلاقها قبل أربع أشهر، ولا يعتبر المؤتمر لجمع أموال بقدر ما هو لرسم “خطة لوغانو”، نسبةً إلى مدينة لوغانو التي يعقد فيها المؤتمر، ومناقشة ما يشبه “خطة مارشال” الأمريكية، ووضع المبادئ والأولويات لعملية إعادة البناء.

خطة لوغانو

وأوضحت وسائل إعلام غربية أن وفداً أوكراني يضم نحو مئة شخص، برئاسة رئيس الوزراء الأوكراني دينس شميغال، يسعى إلى لقاء مسؤولين سياسيين ومؤسسات دولية وممثلين عن القطاع الخاص.

وستحضر إلى مدينة لوغانو السويسرية، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس وزراء تشيكيا بيتر فيالا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، فضلاً عن نظيره البولندي ماتيوش مورافتسكي الذي تستقبل بلاده العدد الأكبر من اللاجئين الأوكرانيين.

وذكرت وسائل إعلام غربية أن الهدف من المؤتمر وضع معالم “خطة مارشال” لأوكرانيا كتلك التي وضعت لانتشال أوروبا الغربية من أنقاض الحرب العالمية الثانية من خلال برنامج اقتصادي أمريكي.

وبيّنت ذات المصادر أن المؤتمر كان مقرراً قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بكثير وكان سيناقش أساساً الإصلاحات في هذا البلد ولا سيما مكافحة الفساد المستشري، لكن أعيد تركيزه على الإعمار.

ونقلت وسائل إعلام عن روبير مارديني المدير العام للجنة الدولية للصليب، قوله: إن عملية إعادة البناء بحد ذاتها يجب أن تنتظر نهاية القتال لكن من الحيوي توفير “أفق إيجابي للمدنيين”.

وقدرت كلية الاقتصاد في كييف Kyiv School of Economics الأضرار اللاحقة حتى الآن بالأبنية والبنى التحتية بحوالي 104 مليارات دولار، فيما خسر الاقتصاد الأوكراني حوالى 600 مليار دولار وفق بعض التقديرات.

"خطة لوغانو".. اجتماع في سويسرا لمناقشة ما يشبه "خطة مارشال" لإنقاذ أوكرانيا
“خطة لوغانو”.. اجتماع في سويسرا لمناقشة ما يشبه “خطة مارشال” لإنقاذ أوكرانيا

من جانبه أوضح سيمون بيدو السفير السويسري المكلف تنظيم المؤتمر أنه من المبكر محاولة تقدير كل الحاجات مشدداً على أن اجتماعات لوغانو ستوفر “بوصلة” للعمل المستقبلي.

وكانت أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، أن لندن تقدم خطة دعم واسعة لمساعدة أوكرانيا على المدى الطويل، والمشاركة في إعادة بناء البلاد بمجرد انتهاء الغزو الروسي، لإعادة إطلاق الاقتصاد الأوكراني من خلال توفير الخبرة المالية والاقتصادية البريطانية.

ومن المقرر أن يستمر المؤتمر يومين، بحضور ألف مشارك، و40 شخصية دولية، وعدد من ممثلي الحكومات والوزراء الذين يمثلون عددًا كبيرًا من الدول، ومندوبين عن عدد من المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

خطة بنك الاستثمار الأوروبي

وبدوره اقترح بنك الاستثمار الأوروبي، الذراع المعنية بالإقراض في الاتحاد الأوروبي، هيكل تمويل جرى استخدامه من قبل خلال جائحة كوفيد-19 للمساعدة في إعادة إعمار أوكرانيا، باستثمارات تصل إلى 100 مليار يورو.

وأوضحت مصادر أوكرانية أن صندوق “جيت واي تراست” بين الاتحاد وأوكرانيا يسعى إلى جمع 20 مليار يورو بشكل مبدئي من دول الاتحاد الأوروبي ومن موازنة الاتحاد، في صورة منح وقروض وضمانات.

ويقترح البنك صندوقاً يعمل بالآلية ذاتها التي تم العمل بها خلال جائحة كورونا، لضمان التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة.

وقد يسهم الصندوق الخاص بأوكرانيا في إعادة بناء الجسور وترميم خدمات المياه والصرف، خاصة في المدن التي ارتفع عدد سكانها بسبب النزوح من مناطق أخرى داخل أوكرانيا

ومن الممكن أيضاً أن تركز المشاريع على تسهيل الصادرات الأوكرانية أو إعادة تأهيل البنية التحتية الرقمية أو تلك الخاصة بالطاقة.

ونقلت وكالة رويترز عن وثيقة اطلعت عليها، أن الضمانات بشكل خاص سيكون لها تأثير مضاعف، حيث ستقود مشاريع في البنية التحتية تقدر بنحو 100 مليار يورو، تعادل نحو نصف احتياجات أوكرانيا الأكثر إلحاحاً.

خطة مارشال

أعاد المستشار الألماني أولاف شولتز، قبل أيام، التذكير بـ”خطة مارشال” بعد أن دعا إلى إطلاقها لإعادة بناء أوكرانيا التي تعاني الحرب.

وخطة مارشال هي مشروع اقتصادي أطلق لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ووضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي في وقت الحرب قبل أن يصبح وزيراً للخارجية الأمريكية.

وخلال السنوات الأربع التي كانت خطة مارشال سارية المفعول فيها، تبرعت الولايات المتحدة بـ17 مليار دولار؛ إذ اعتبرت هذه الأموال مساعدات اقتصادية وتقنية بهدف مساعدة الدول الأوروبية المنضمة لمنظمة التعاون الاقتصادي الأوروبي في التعافي.

وتُوِّج مشروع مارشال حينها بنجاح كبير شهدت عليه الإنجازات الاقتصادية التي حققتها البلدان الأوروبية المستفيدة من المشروع، حيث بلغت معدلات نمو ناتجها القومي الإجمالي ما بين 15 و25% خلال فترة تنفيذه.

ويجادل النقاد لتطبيق خطة مارشال في أوكرانيا، بأن المشكلات الاقتصادية لكييف أعمق بكثير من الدمار الذي سببته الحرب الروسية، حيث تضرر الاقتصاد الأوكراني بشدة من وباء كورونا، وقدرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن الناتج المحلي الإجمالي الهش بالفعل انخفض بنسبة 4٪، بينما يقول البنك الدولي إن الرقم هذا العام قد يصل إلى 45٪، في انخفاض مذهل.

مواضيع ذات صِلة : صديق بوتين ينقل “ثروة سورية” لدى الأسد إلى 6 دول أوروبية بينها أوكرانيا

ويقول خبراء لمجلة نيوز ويك الأمريكية، إن فكرة تطبيق مشروع مارشال لإعادة إعمار أوكرانيا قد تستغرق مئات المليارات من الدولارات، وربما تريليونات، حتى تعود البلاد كما كانت قبل الحرب والوباء.

شاهد أيضاً : أغنى رجل على الأرض .. الملك مانسا موسى وكرمه العظيم

"خطة لوغانو".. اجتماع في سويسرا لمناقشة ما يشبه "خطة مارشال" لإنقاذ أوكرانيا
“خطة لوغانو”.. اجتماع في سويسرا لمناقشة ما يشبه “خطة مارشال” لإنقاذ أوكرانيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى