أخبار العالمسلايد رئيسي

روسيا تتجه لدخول دولة جديدة في آسيا.. لكن “بطريقة مختلقة”

تحدثت وسائل إعلام روسية، عن إمكانية أن تتدخل روسيا في بلدٍ جديد، كما فعلت في سوريا لدعم النظام الحاكم ضد معارضيه أو في أوكرانيا من خلال دعم الانفصالين شرقها، إلا أنّ التدخل في البلد الجديد ينطلق من الأبواب الاقتصادية هذه المرّة وليست السياسية.

تدخل روسي في بلد جديد

وفي صحيفة “فزغلياد” الروسية، كتب المحلل السياسي الروسي، غيفورغ ميرزايان، أن “بلد جديد يطلب المساعدة من روسيا”.

وقال التقرير: يطلبون من روسيا إنقاذهم، هذه المرة الدعوة لا تأتي من الشرق الأوسط “حيث أنقذت موسكو سوريا من “الإرهابيين الإسلاميين”، ولا من أوروبا الشرقية “حيث تقوم روسيا الآن بإنقاذ جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك من الإرهابيين الأوكرانيين”، مشيراً إلى أن “سريلانكا ترجو إنقاذ اقتصادها، الذي وفقاً للسلطات المحلية، على وشك الانهيار”.

وتوضح الصحيفة أن سيرلانكا أعلنت عجزها عن سداد الديون حيث تجاوز الدين الوطني 50 مليار دولار، وعلى سريلانكا أن تسدد هذا العام 7 مليارات دولار. كما عليها دفع خمسة مليارات أخرى كل سنة حتى العام 2026، إلا أنّها لم تطلب من روسيا مالاً، حيث أشار التقرير إلى أن السلطات هناك طلبت النفط والوقود.

واشترت سريلانكا حوالي مئة ألف طن من النفط الروسي لإعادة تشغيل مصفاة التكرير في مايو الفائت؛ وقال رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغه حينها: “إذا كان بإمكاننا الحصول على النفط من مصادر أخرى، فسيكون أمراً جيداً. وإلا، فسنضطر إلى اللجوء إلى روسيا مرة أخرى”.

بينما نقلت الصحيفة عن رئيس مجموعة جنوب آسيا والمحيط الهندي في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أليكسي كوبريانوف، قوله”: “إنهم، مثل الآخرين، يخشون العقوبات الثانوية”. ولذلك، فإن السلطات في سريلانكا يوضحون أن لا مكان يذهبون إليه سوى روسيا.

كما نقلت الصحيفة أيضاً عن الخبير في الصندوق الوطني لأمن الطاقة، إيغور يوشكوف، قوله: ليس لدى سريلانكا أموال لشراء الوقود. ونظراً لأننا نحاول الآن العثور على موردي سلع من دول غير غربية، فقد نفكر جيداً في معاملات المقايضة بشكل أساسي، كأن نبادل سلعاً مطلوبة في السوق الروسية بالمنتجات النفطية.

وعن أبرز المواد أو ما يمكن لروسيا أن تأخذه من سيرلانكا، يقول أليكسي كوبريانوف: “من بين هذه السلع الشاي والقهوة والتوابل. فكل هذه المنتجات مطلوبة في بلدنا”.

ويضيف: “هناك أيضاً خيار مغري للغاية لتوسيع وجودنا الاقتصادي في سريلانكا، بمشاركة شركاتنا في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وفي مشاريع البنية التحتية “في المقام الأول إعادة بناء الموانئ”.. لكني لست متأكداً من أن سياستنا ونخبنا الاقتصادية مستعدة لذلك في ظروف الأزمة الأوكرانية”.

الأزمة الأسوأ منذ 70 عاماً

وتأتي مساعي سريلانكا للحصول على النفط الروسي أو دعم الشركات الروسية، في توقيت تشهد فيه البلاد أسوأ أزمة اقتصادية منذ نحو 70 عامًا على الأقل؛ حيث تتقيد بالدولار في عمليات دفع أثمان الواردات المهمة، مثل الوقود والأدوية والغذاء.

يصل طول الطوابير أمام محطات الوقود في جميع أنحاء سريلانكا إلى عدّة كيلومترات في بعض الأحيان؛ حيث أصبح الزحام هناك مشهدًا مألوفًا، وهو ما يتزامن مع تعرض البلاد بشكل مستمر إلى انقطاع الكهرباء.

وسبق وأوضح رئيس الوزراء السيرلانكي ويكرميسينغ، وهو أيضًا وزير المالية، أنه مستعد لقبول المزيد من المساعدات المالية من الصين، على الرغم من الديون التي تتراكم على بلاده، لافتًا إلى أن الحرب في أوكرانيا تزيد من حدة الأزمة التي تواجهها سريلانكا، مما يجعلها “فريسة” سهلة لروسيا والصين الطامعتين بالتمدد السياسي والعسكري والأمني وحتى الاقتصادي، حسب رأي خبراء.

احتجاجات قوبلت بعنف

وواجهت حكومة سيرلانكا احتجاجات واسعة على تردي الوضع الاقتصادي بالبلاد، طالبت الحكومة والرئيس بالاستقالة، وهو ما جُوبِهَ بعنف من قبل الشرطة ورجال الأمن بالبلاد.

وفرض الرئيس السيرلانكي حالة الطوارئ بعدما حاول مئات المتظاهرين اقتحام منزله في كولومبو، ثم عاد لرفعه بعد أيام.

وتعيش سريلانكا أجواء عنف متصاعدة وفوضى سجلت معها قتلى ومصابين بين المتظاهرين.

روسيا تستغل الفرصة

ومن البوابة الاقتصادية بدأت روسيا تلمح إلى مكانية ضخ النفط والطاقة الروسية إلى سوق سيرلانكا، لا سيما مع وجود فائض منها نتيجة العقوبات الغربية، ومحاولة الدول الأوروبية حظر النفط الروسي والاستغناء عنه تماماً، حيث توجهت روسيا نحو السوق الآسيوية بدلاً من الأوروبية.

إلا أنّ التوجّه “الأخطر” هو أن تستغل روسيا الأزمة الاقتصادية وتبدأ بوضع يدها على المواقع الحيوية بالبلاد كما ألمحت صحيفة “فزغلياد”، من خلال السيطرة على الموانئ والمرافئ والمطارات وغيرها، كما فعلت في سوريا.

ومع تأكيد أن سيرلانكا وحكومتها لا يمكنهم دفع الأموال مقابل الطاقة، فإن الصفقة الممكنة لروسيا هي “المقايضة”، فهي لن تبيع طاقتها بالمجان.

مواضيع ذات صِلة : سريلانكا تعلن “انهيار” اقتصادها بالكامل.. وخبير اقتصادي يتوقع الأسوأ

وفي سوريا استطاعت روسيا أن تمتلك السيطرة على موانئ ومرافئ ومطارات وتجارات وامتيازات واسعة، بعد أن قدّمت دعماً عسكرياً لحكومتها بوجه المعارضة ومنعت سقوطها.

شاهد أيضاً : تمساح ضخم يغزو أحد المنازل في سريلانكا مثيراً الرعب بين سكان القرية

روسيا تتجه لدخول دولة جديدة في آسيا.. لكن "بطريقة مختلقة"
روسيا تتجه لدخول دولة جديدة في آسيا.. لكن “بطريقة مختلقة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى