أخبار العالمسلايد رئيسي

تحذير من “سياسة الجرافات” ضد المسلمين في الهند بعد مظاهرات تدعم “النبي”

تحدثت وسائل إعلام أن السُلطات الهندية تعمل على مشروع هدم البناء العشوائي بالبلاد، إلا أنّ تقاريراً تشير إلى أن الحملة موجهة إلى أبنية تعود لأقلية المسلمين في الهند، وتؤكد منظمات أنها سياسة “عقابية” ضد المسلمين الذين يعانون منذ وصول الحزب الهندوسي الحاكم للسُلطة بالبلاد.

حملة الجرافات ضد المسلمين في الهند

وذكرت وكالة فرانس برس، أن عدداً كبيراً من المنازل والمحلات التجارية لقي المصير نفسه هذه السنة في الهند، في إطار حملة للسلطات لمكافحة الأبنية غير المرخصة ونشاطات وصفت بـ”إجرامية” أخرى.

إلا أنّ منظمات حقوق الإنسان تدين ما أسمته “عدالة الجرافة” هذه التي تعتبرها عقاباً جماعياً مخالفًا للقانون تمارسه الحكومة، مشيرة إلى قاسم مشترك بين ضحايا هذه الحملة، وهي أنها تعود إلى المسلمين.

ونقلت فرانس برس عن أحد ضحايا هدم المنازل في الهند، وتدعى سمية فاطمة، قولها: “نحن مسلمون ولهذا السبب نحن مستهدفون”.

وأوضحت الوكالة أن الشابة وجميع أفراد عائلتها اعتقلوا بعد اتهام والدها بتنظيم تظاهرة كبيرة الشهر الماضي في مدينة الله أباد في شمال البلاد، وبعد يومين من الاعتقال أفرج عنها، وكانت تستريح بمنزل أحد أقاربها حيث شاهدت على هاتفها الجوال لقطات لمنزلها يُهدم في بث حي على قناة يوتيوب.

وحسب ما نقلت فرانس برس عن  الشابة الهندية فقد “زرعوا الخوف في المجتمع بأسره”. وأضافت أن “الجميع ينظرون الآن إلى منزلنا ويفكرون أنه إذا حدث ذلك لنا، فقد يحدث لهم أيضاً”.

سياسية الجرافات

لم تأتي سياسة الجرافات تلك من فراغ، حيث يقود حاكم ولاية أوتار براديش، الراهب الهندوسي يوجي أديتثياناث، الذي يعتبر خليفة محتملاً لرئيس الوزراء الهندي القومي ناريندرا مودي. وقد جعل الجرافة شعاراً لمعركته ضد من يسميهم “مثيري الشغب”.

وتقول فرانس برس أن أنصاره احتفلوا بإعادة انتخابه على رأس ولاية أوتار براديش وهم يقودون حفارات، وحتى أن بعضهم وضعوا وشماً يمثل جرافة.

وفي إبريل، وبعد اشتباكات عنيفة بين هندوس مشاركين في موكب ومسلمين يؤدون الصلاة خلال شهر رمضان، هدمت سلطات دلهي حوالي عشرين محلاً تجارياً يديرها مسلمون وواجهة مسجد، مخالفة بذلك أمراً قضائياً يأمرها بالتوقف عن ذلك.

ويرى معارضو الحكومة أن هذه الحملة هي أحدث مثال على السياسات التمييزية التي ينفذها حزب “بهاراتيا جاناتا” ضد مئتي مليون مسلم هندي.

وذكرت منظمة العفو الدولية أن عمليات الهدم هذه جزء من حملة قمع انتقائي و”شرس” ضد المسلمين الهنود الذين يجرؤون على التحدث علنًا ضد التمييز الذي يعانون منه.

مظاهرات تندد بالحزب الحاكم

والشهر الفائت تظاهر الآلاف من الهنود، بعد تصريحات معادية للإسلام، أدلى بها عضوان بارزان في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند.

وأدلت بهذه التصريحات المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، نوبور شارما، خلال مناظرة تلفزيونية في مايو/ أيار، ما أثار غضب المسلمين في البلاد والعالم.

وقال المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية أوتار براديش إن رئيس وزراء الولاية، يوغي أديتياناث، أمر بعد ذلك بهدم أي مؤسسات ومنازل غير قانونية لأشخاص متهمين بالتورط في أعمال شغب هناك، بعد المظاهرات ضد الحزب الحاكم تنديداً بالتصريحات.

ورغم أن الحزب الهندوسي وفي تصرف مستعجل تم إيقاف أحد أعضائه ممن أدلوا بالتصريحات “المسيئة” وطرد الآخر، كما أصدر الحزب بياناً قال فيه إنه “يستنكر بشدة إهانة أي شخصيات دينية”.

اضطهاد المسلمين

وتصاعد العنف ضد المسلمين من قبل القوميين الهندوس الذين شجعهم الصمت المنتظم لحكومة مودي على مثل هذه الهجمات، فمنذ انتخابه رئيسًا للوزراء في عام 2014. تم استهداف المسلمين بسبب طعامهم أو ملابسهم أو بسبب زواجهم من هنديين من أديان أخرى.

واتهمت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، حزب مودي بغض النظر عن التجاوزات في حق الأقلية المسلمة وأيضا المساهمة في انتشار خطاب الكراهية ضد المسلمين، الذين يشكلون 14 بالمئة من سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.

ومعاداة المسلمين في الهند تظهر من خلال قوانين سُنّت أو عُدّلت في عهد مودي، بالإضافة إلى مواقف وأحداث واستفزازات طائفية كانت كفيلة في كلّ مرّة بإشعال احتجاجات سرعان ما تتحوّل إلى اشتباكات دامية معظم الأحيان.

وفي مارس/ آذار الماضي، ارتأت المحكمة العليا في ولاية كرناتاكا جنوب غربي الهند أنّ “الحجاب ليس من أساسيات الإسلام”، مؤيّدة حظره في أماكن الدراسة الذي فرضته مؤسسات تعليمية رسمية عديدة بالولاية في فبراير/ شباط الذي سبقه.

مواضيع ذات صِلة : اعتداءات الهندوس على المسلمين بـ الهند تضع مودي بموقفٍ صعب.. ومواجهات جديدة تندلع

ومن بين القوانين الأكثر تشدّداً التي أُقرّت أو عُدّلت منذ عام 2014، تاريخ تسلّم مودي رئاسة الوزراء، يُذكر قانون حظر ولاية غوجارات نقل الممتلكات غير المنقولة وتوفير حماية للمستأجرين من إخلاء المباني في المناطق المضطربة، الذي أُقرّ في عام 2019، والذي وصف بأنه خطة تغيير ديموغرافي يستهدف المسلمين.

شاهد أيضاً : يحكمون الهندوس والهند ومصير المسلمون بيدهم.. منظمة RSS وعقيدة الهندوتفا

تحذير من "سياسة الجرافات" ضد المسلمين في الهند بعد مظاهرات تدعم "النبي"
تحذير من “سياسة الجرافات” ضد المسلمين في الهند بعد مظاهرات تدعم “النبي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى