سلايد رئيسيشاهد بالفيديو

ثورة سريلانكا أمام سيناريوهين بعد سنوات لحكم العائلة الواحدة.. والشوارع تغلي مجدداً

لم تنتهي أحداث سريلانكا سريعاً كما توقع البعض، حيث واصل “الغليان” بالشارع واجتاحت البلاد تظاهرات غاضبة بعد سلسلة القرارات والأحداث التي بدأت بالإطاحة بالرئيس وهروبه خارجاً بطائرة عسكرية، ووصف وسائل إعلام ما يجري بـ”ثورة سريلانكا” وشبهوها بأحداث “الربيع العربي”.

استمرار “ثورة سريلانكا”

وأعلن اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء، رانيل ويكريمسينغه، فرض حالة الطوارئ في البلاد، بعد أن فوّضه الرئيس “الهارب” غوتابايا راجاباكسا بصلاحيات رئيس البلاد بدلاً منه.

وأكد رئيس مجلس النواب أنه جرى تعيين رئيس الوزراء رئيساً للبلاد بالإنابة، وقال إن راجاباكسا أبلغه بتعيين ويكريمسينغه لأداء المهام والوظائف الرئاسية نظراً لغيابه ووفقاً للدستور.

وأثار القرار غضباً عارماً وخرجت تظاهرات كبيرة تطالب برحيل كل رموز السُلطة بما فيهم رئيس الوزراء، بسبب انهيار اقتصاد سريلانكا الأخير بعد سنين من “الفساد” الإداري الذي عصف بالبلاد، ووصل المتظاهرون إلى مقر رئاسة الوزراء وسيطروا عليه.

بينما أفادت وسائل إعلام سريلانكية اليوم بتوقف بث التلفزيون الوطني بعد اقتحام مقره من قبل متظاهرين غاضبين على القرار الأخير.

وأكد رئيس البرلمان السريلانكي أن رئيس البلاد الفار أبلغه بأنه سيرسل له اليوم خطاب استقالته من منصبه.

ثورة سريلانكا أمام سيناريوهين بعد سنوات من حكم العائلة الواحدة
ثورة سريلانكا أمام سيناريوهين بعد سنوات من حكم العائلة الواحدة

استمرار الاحتجاجات للإطاحة برموز السُلطة

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الشرطة السريلانكية أطلقت الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين الذي تجمعوا أمام مكتب رئيس الوزراء للتعبير عن رفضهم لاستمراره في منصبه.

وكان يفترض أن يقدم رئيس الوزراء استقالته إلى جانب الرئيس الذي وعد في وقت سابق بتقديم استقالته بحلول اليوم الأربعاء.

وهبطت فجر اليوم في المالديف طائرة تقل الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا، وذلك بعد محاولة فاشلة للمغادرة، بعد أن أوقفه موظفو المطار مطالبين بمحاسبته، قبل أن يتم تأمينه من قبل قوة عسكرية، ونقل بي بي سي عن مصدر قوله: “إن راجاباكسا لن يبقى في جزر المالديف وينوي السفر إلى دولة أخرى”.

وقالت القوات الجوية السريلانكية في بيان “بموجب أحكام الدستور وبناء على طلب من الحكومة، قدمت القوات الجوية السريلانكية طائرة في وقت مبكر اليوم لنقل الرئيس وزوجته واثنين من مسؤولي الأمن إلى جزر المالديف”.

والسبت الماضي، فرّ راجاباكسا من القصر الرئاسي في كولومبو بحراسة أمنية من سلاح البحرية، قبل وقت قصير من قيام آلاف المحتجين باقتحام المجمع الرئاسي.

 راجاباكسا لجأ حينها إلى منشأة تابعة للبحرية، وفق ما أعلنه مسؤول كبير في وزارة الدفاع، قبل أن يُنقل إلى قاعدة كاتوناياكي.

أول مرشح بعد سنوات من حكم العائلة الواحدة

وذكرت رويترز أن حزب المعارضة الرئيسي أعلن ترشيح زعيمه ساجيت بريماداسا لرئاسة البلاد، وهو أول مرشح يعلن نيته للحكم بعد سنين من التعاقب على الحكم من قبل عائلة واحدة.

وكان ماهيندا راجاباكسا بطلاً بين الأغلبية “السنهالية” في عام 2009 عندما هزمت حكومته المتمردين الانفصاليين “التاميل” بعد سنوات من الحرب الأهلية المريرة والدموية، وشقيقه غوتابايا، الذي كان وزيراً للدفاع في ذلك الوقت، هو الرئيس الحالي “الهارب”.

حسب دستور سريلانكا فإن الرئيس هو رئيس الدولة والحكومة والجيش في سريلانكا ولكنه يتقاسم الكثير من المسؤوليات التنفيذية مع رئيس الوزراء الذي يقود الحزب الحاكم في البرلمان، وهو ما يشبه الكثير من الأنظمة العربية، خصوصاً تلك التي أطيح بقادتها خلال أحداث “الربيع العربي”.

ورغم حكم البلاد بقوة إلا أنّ التضخم المرتفع هناك أدى إلى نقص في بعض الأطعمة والأدوية والوقود، وانقطاع مستمر في التيار الكهربائي، وخرج الناس إلى الشوارع غاضبين، مع إلقاء الكثيرين باللوم على عائلة راجاباكسا وحكومتهم في هذا الوضع.

مستقبل البلاد

ويهدد رحيل الرئيس بفراغ محتمل في السلطة في البلاد، التي تحتاج إلى حكومة فاعلة للمساعدة في البدء بإخراجها من الانهيار المالي.

ويتحدث سياسيون من أحزاب أخرى، بحسب ما نقلت وسائل إعلام، عن تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة لكن لا توجد مؤشرات على أنهم على وشك التوصل إلى اتفاق حتى الآن، كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان الجمهور سيقبل ما يتوصلون إليه.

ومع رفض الناس لرئيس الوزراء، يقول خبراء دستوريون إن هذا يجعل رئيس البرلمان الشخص الأكثر ترجيحاً لتصريف أعمال الرئاسة، لكن رئيس البرلمان، ماهيندا يابا أبيواردينا، حليف لعائلة راجاباكسا، ومن غير الواضح ما إذا كان السريلانكيون سيقبلون سُلطته.

مواضيع ذات صِلة : رئيس وزراء سريلانكا يوافق على التنحي.. وفيديو يوثق لحظة هروب رئيس البلاد

وأمام من يتولى رئاسة البلاد بالإنابة 30 يوماً لإجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد من بين أعضاء البرلمان، ويمكن للفائز في هذا التصويت بعد ذلك أن يتنازل عما تبقى من ولاية راجاباكسا حتى أواخر عام 2024.

شاهد أيضاً : سريلانكا تواجه “كارثة بيئية مروعة” مع غرق سفينة حاويات بعد حريق دام 12 يومًا

ثورة سريلانكا أمام سيناريوهين بعد سنوات من حكم العائلة الواحدة
ثورة سريلانكا أمام سيناريوهين بعد سنوات من حكم العائلة الواحدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى