أخبار العراقسلايد رئيسي

ميليشيا الحشد الشعبي تستعرض قوتها بذكراها الثامنة على طريقة الحرس الثوري

أقامت ميليشيا الحشد الشعبي في العراق، اليوم السبت، استعراضاً عسكرياً في الذكرى الثامنة لتأسيسها، وشهد الحفل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وعدد من المسؤولين العراقيين.

الحشد الشعبي يحتفل بذكرى تأسيسه

وذكرت وسائل إعلام عراقية أن الاستعراض جرى في معسكر “أبو منتظر المحمداوي”، وهو معسكر أشرف سابقاً الذي كانت تشغله جماعة مجاهدي خلق الإيرانية، الواقع في محافظة ديالى بشرق البلاد.

وجرى استعراض قوات وآليات الحشد الشعبي بمشاركة قوات عراقية أخرى، أمام أعين المسؤولين العراقيين الحاضرين.

ويأتي الاحتفال بذكرى تأسيس ميليشيا الحشد الشعبي في العراق في وقت تعيش البلاد أزمة سياسية واقتصادية خانقة، بعد فشل تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس للبلاد.

تاريخ الحشد الشعبي

تشكل الحشد الشعبي في العراق من فصائل شيعية مسلحة منتصف عام 2014 استجابة لفتوى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني لمحاربة تنظيم داعش بعد سيطرته على 4 محافظات شمال وشمال غرب البلاد واقترابه من حدود بغداد آنذاك.

وخلال عام 2014 ألقى السيستاني خطبة في النجف دعا خلالها إلى التطوع للانخراط في القوات الأمنية بهدف الدفاع عن العراق ضد هجوم تنظيم داعش ، وعرفت هذه الدعوة بفتوى “الجهاد الكفائي”.

وجاءت هذه الفتوى بعد نحو 3 أشهر من إعلان رئيس الوزراء العراقي آنذاك، نوري المالكي، تشكيل جيش رديف للجيش النظامي، مبررًا ذلك بـ”مواجهة الخطر الذي يحيط بالعراق”.

وفي 11 يونيو/حزيران عام 2014 أعلنت اللجنة الوزارية التي شكلها المالكي لإدارة أزمة هجوم تنظيم داعش، في بيان صحفي عن تشكيل أفواج من المتطوعين تحت اسم “الحشد الشعبي” لدعم الأجهزة الأمنية، وتم الإعلان عن تشكيل “مديرية الحشد الشعبي”، والتي أصبحت بعد ذلك هيئة مستقلة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016 صدّق مجلس النواب العراقي على قانون هيئة الحشد الشعبي رقم 40 لإضفاء صيغة قانونية على وضع قواته باعتبارها مساندة للجيش مع الحفاظ على هويتها وخصوصيتها.

وتقدر أعداد الحشد بعشرات الآلاف من فصائل مختلفة كمنظمة بدر وكتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق وحركة النجباء، إضافة إلى سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

تدخلات بالسياسة

ورغم أن المسبب الرئيسي لتشكيل ميليشيا الحشد الشعبي في العراق، وهو وجود تنظيم داعش، قد انتهى منذ سنوات حين أعلن التحالف هزيمة التنظيم تماماً في سوريا والعراق، مع استمرار ملاحقة بعض خلاياه، إلا أنّ الحشد توسعت مهامه وبات قوة عسكرية ضاغطة وفاعلة بالعراق.

ويضم الحشد قادة سياسيين بارزين من بينهم زعيم كتلة الفتح هادي العامري، ويشغل منصب الأمين العام لمنظمة “بدر”، وفالح الفياض الذي يشغل منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي.

ومع حلول الذكرى الثامنة على تأسيسه، لا يزال الجدل قائماً حول طبيعة عمل الحشد ومهامه ضمن القوات المسلحة العراقية، ومسألة زجه في الشأن السياسي.

وأكد رئيس هيئة الحشد فالح الفياض مؤخراً أن الحشد لن يكون طرفاً في المنازعات السياسية التي تشهدها البلاد، “ولن يكون أداة للقمع والتسلط وسيدافع عن الدولة”.

ويرى بعض الخبراء أن فصائل الحشد لا تزال على أرض الواقع ترتبط بمرجعياتها ولا تلتزم بالأوامر التي تصدر من جهات رسمية في الدولة، وهذا إشكال لم يستطع قانون الحشد أن يعالجه.

وعلى الرغم من أن قانون الأحزاب السياسية بالعراق الذي قرر منع أي حزب يمتلك جناحاً عسكرياً في أن يكون جزءاً من العملية السياسية في العراق، فإن هذه الفصائل اليوم لديها التمكين السياسي.

ارتباط بإيران

وتتصاعد بين حين وآخر دعوات إلى حل ميليشيا الحشد بسبب وجود تشكيلات أو فصائل تدعي الارتباط بالحشد وتنفذ هجمات مثل ضرب السفارات والقنصليات، وهي غالباً ترتبط بإيران وتنفذ أجنداتها.

وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد وصف الحشد الشعبي بالعراق، في ديسمبر عام 2016، بأنها “مؤسسة طائفية بحتة تقاد من قبل ضباط إيرانيين”، معتبراً أن المليشيات الطائفية تهدد وحدة العراق وأمنه.

مواضيع ذات صِلة : فيلق سري لإيران في العراق … ما هي قصة حزب الله العراقي؟!

وتشير تقارير إلى أن الحشد الشعبي يواصل تلقيه التمويل والدعم من إيران، حتى أصبح ذراعاً للحرس الثوري الإيراني ويقوده فعلياً قائد فيلق القدس، اسماعيل قآني، لا سيما أن قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني قتل في العراق مع قائد الحشد الشعبي، ابو مهدي المهندس بضربة أمريكية حيث كانت علاقة الرجلين وطيدة لأبعد الحدود.

شاهد أيضاً : سفير العراق في لبنان يطلق قذيفة آر بي جي في نزهة

ميليشيا الحشد الشعبي تستعرض قوتها بذكراها الثامنة على طريقة الحرس الثوري
ميليشيا الحشد الشعبي تستعرض قوتها بذكراها الثامنة على طريقة الحرس الثوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى