أمريكا تضع “أصابعها” في سد النهضة بين إثيوبيا ومصر وأسابيع حاسمة بالملف
يزور المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي مايك هامر، مصر والإمارات وإثيوبيا في الفترة بين 24 يوليو و1 أغسطس، لبحث أزمة سد النهضة، بعد الكشف عن تحرك إثيوبيا بخصوص الملء الثالث للسد والذي يشكّل خطورة على مصر والسودان، وسط خلافات مستمرة بين البلدان الثلاث “مصر والسودان وإثيوبيا” منذ سنوات.
المبعوث الأمريكي يفتح ملف سد النهضة
وفي بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، أمس السبت، قالت إن المبعوث الخاص سيؤكد دعم الولايات المتحدة للتوصل إلى حل دبلوماسي للقضايا المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي، بما يحقق مصالح جميع الأطراف ويساهم في منطقة أكثر سلاماً وازدهاراً.
وأشار البيان، إلى أن هامر سيعقد مشاورات مع الاتحاد الإفريقي، الذي تجري تحت رعايته محادثات سد النهضة.
وكان الرئيس الأمريكي قد جدد دعمه لأمن مصر المائي، داعياً لإبرام اتفاق بشأن استخدام مياه النيل التي ستكون في مصلحة جميع الأطراف.
وعلى هامش قمة جدة في السعودية التي التقى بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع نظيره الأمريكي، جو بايدن، ذكر البيت الأبيض في بيان أنه “فيما يتعلق بـ سد النهضة الإثيوبي الكبير، أكد الرئيس بايدن دعم الولايات المتحدة للأمن المائي لمصر وصياغة قرار دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويساهم في منطقة أكثر سلامًا وازدهارًا”.
اقرأ أيضاً|| صورة الأقمار الصناعية تكشف عن تطوّر هام في سد النهضة والخطوة التي ازعجت مصر والسودان
إثيوبيا بدأت الملء الثالث
ونقل موقع العربية عن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، قوله: إن الملء الثالث لسد النهضة بدأ فعلياً يوم 11 يوليو الجاري ووصلت كميات التخزين فيه الآن إلى 2 مليار متر مكعب من المياه.
وأوضح أن صور الأقمار الصناعية، التي القتطت مساء السبت، تكشف أن منسوب بحيرة سد النهضة قد ارتفع إلى 585 متراً فوق سطح البحر بعد مرور 12 يوماً من بدء التخزين، مشيراً إلى أنه تم خلال تلك الفترة تخزين حوالي 2 مليار متر مكعب، وتمرير حوالي مليار متر مكعب واحد إلى كل من السودان ومصر من خلال فتحتي التصريف.
وتوقع الخبير المصري تخزين 3 مليارات متر مكعب مياه، خلال الأسبوعين المقبلين بسبب زيادة الأمطار، مؤكداً أن المياه ستمر أعلى السد من الممر الأوسط، نهاية الأسبوع الأول من أغسطس، وأن إثيوبيا بعد انتهاء العام الجاري ستكون قد قامت بتخزين نحو 12 مليار أو 13 مليار متر مكعب مياه.
الأزمة تتفاقم
ويُثير السد أزمة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، حيث تطالب مصر والسودان بجدول زمني متفق عليه قانونياً وفنياً للملء والتشغيل والتشارك حول بيانات السد.
بينما تحدث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأن مصر اتخذت الخيار التفاوضي في ملف سد النهضة استناداً إلى الثوابت الحاكمة من أجل السعي لإيجاد رؤية مشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا.
اقرأ أيضاً|| سد النهضة يفيض كهرباء..ماذا سيحل بمصر عندما تمتلك إثيوبيا ثروة، تقرير بريطاني قبل 60 عاما يجيب!
وبدأت أثيوبيا في تشييد سد النهضة على النيل الأزرق في عام 2011، بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر أن يلحق السد ضرراً بحصتها من المياه والتي تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.
ورغم توقيع اتفاق مبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015، يحدد الحوار والتفاوض كآليات لحل كل المشكلات المتعلقة بالسد بين الدول الثلاث، فشلت جولات المفاوضات المتتالية في التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث على آلية تخزين المياه خلف السد وآلية تشغيله.
وأنجزت إثيوبيا مرحلتين من عملية ملء السد في عامي 2020 و2021، ومن المتوقع أن تقدم على إنهاء الملء الثالث للسد خلال موسم الفيضان المقبل خلال أسابيع.
وأدى عدم التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث، إلى زيادة التوتر السياسي بينهم، وتصعيد الملف إلى مجلس الأمن، الذي عقد جلستين حول الموضوع، دون اتخاذ قرار بشأنه، فيما تحاول دول إفريقية التوسط لإيجاد حل مرضي لجميع الأطراف.
شاهد أيضاً: نهر النيل .. خطر سد النهضة الاثيوبي يهدد نهراً عمره 30 مليون عام وجفافه جعل المصريين يأكلون أطفالهم
