أخبار العالمسلايد رئيسي

كوسوفو وصربيا على شفا حرب بـ”الوكالة” تشعل قلب أوروبا.. روسيا وتركيا تتدخلان

اشتعلت اشتباكات عنيفة على حدود كوسوفو وصربيا، مساء أمس الأحد، ما أعاد توتراً قديماً يغذيه أطراف خارجية بدعم الطرفين كلٍ على حدى، وبدأت العروض من عدة دول وتحالفات عسكرية تصل للتدخل بينهما.

خلال كوسوفو وصربيا

وبدأت الاشتباكات بعد تعرض الشرطة الكوسوفية لإطلاق نار في شمال البلاد خلال إقامتها حواجز على الطرق المؤدية إلى صربيا احتجاجاً على سياسة الحكومة الحدودية.

وقالت الشرطة في بيان إن الطلقات النارية لم تتسبب في حدوث أي إصابات. وقد تم إغلاق معبرين أمام حركة المرور، إلى ذلك أفادت وسائل إعلام أن المئات من صرب كوسوفو حشدوا مساء الأحد شاحنات وصهاريج ومركبات ثقيلة على الطرق المؤدية نحو معبري يارينيي وبرنياك. ثم استقر حشود حول المتاريس، لقضاء الليل على المعابر.

وقالت الشرطة في كوسوفو إنها أغلقت نقطتي عبور حدوديتين في شمال البلاد المضطرب بعد أن أغلق صرب محليون طرقاً وأطلقوا النار على الشرطة احتجاجاً على صدور أمر بتغيير اللوحات المعدنية الصربية للسيارات إلى لوحات كوسوفو في غضون شهرين.

وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد ويستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.

وقررت الحكومة في كوسوفو أنه اعتباراً من الأول من أغسطس-آب أيضا يتعين على جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول.

وتعترف أكثر من مئة دولة ليس من بينها صربيا وروسيا بكوسوفو دولة مستقلة.

اقرأ أيضاً|| استعدادات لحرب جديدة في أوروبا على قدم وساق.. خطوة جديدة من كوسوفو على حدود صربيا

تركيا تدخل على خط الأزمة

أجرى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اتصالين هاتفيين مع نظيريه في كلى البلدين.

وفي تغريدة له عبر حسابه على تويتر، قال وزير الخارجية التركي إنه أبلغ نظيريه الصربي نيكولا سيلاكوفيتش والكوسوفية دونيكا جيرفالا شوارتز، استعداد بلاده لخفض التوتر القائم في المنطقة الحدودية بين البلدين.

وأكّد تشاووش أوغلو لكلا الجانبين أن تركيا تولي دائمًا أهمية للسلام والاستقرار في منطقة البلقان، معتبراً أن اندلاع أي توترات في المنطقة لن يعود بالفائدة على أي طرف، ومشددًا على ضرورة التحلي بضبط النفس.

الناتو يعلن استعداده التدخل

من جانبها أعلنت قوات حفظ السلام بقيادة حلف الناتو في كوسوفو، الاثنين، استعدادها للتدخل “إذا تعرض الاستقرار للخطر في شمال كوسوفو” إثر تصاعد التوترات الحدودية بين صربيا وكوسوفو.

وقالت بعثة الناتو في بيان لها: إن “الوضع الحالي في الشمال صعب للغاية، ونراقب الموقف عن كثب”، مضيفةً: “تتسم الحالة الأمنية العامة في البلديات الشمالية لكوسوفو بالتوتر، وقواتنا تراقب الوضع عن كثب ومستعدون للتدخل إذا ما تعرض الاستقرار للخطر، وفقا لولايتها المنبثقة عن قرار مجلس الأمن 1244 الصادر عام 1999”.

ودعت البعثة جميع الأطراف إلى “مواصلة المفاوضات، من المهم أن يستمر هذا. وهذا أمر بالغ الأهمية للسلام والأمن الإقليميين. ولن تكون هناك آفاق حقيقية لمستقبل أفضل في البلقان، بدون الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية. سيادة القانون والإصلاحات الداخلية وعلاقات حسن الجوار”، مؤكدة أن الحوار البناء مفتاح الاستقرار الإقليمي.

تصريحات خارجية

أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه يجب معالجة القضايا العالقة من خلال حوار يعمل الاتحاد الأوروبي على تيسيره والتركيز على التطبيع الشامل للعلاقات بين كوسوفو وصربيا.

وفي موسكو، ألقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا باللوم في التوتر المتزايد على ما وصفته “بالقواعد التمييزية التي لا أساس لها” التي تفرضها سلطات كوسوفو.

خلافات متجذرة

بالرغم من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا في 2008 لا يزال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.

وفي 2021، أعلنت حكومة رئيس الوزراء، ألبين كورتي، أنها ستمنح الصرب فترة انتقالية للحصول على لوحات معدنية صادرة عن كوسوفو إلا أنها لم تستطع التنفيذ بعد احتجاجات مماثلة، قبل أن تعلن في نهاية مايو الماضي عن مهلة مدتها 60 يوما لتنفيذ خطتها.

وقالت حكومة كوسوفو إنه اعتباراً من الأول من أغسطس الجاري يتعين على جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول، وهو ما تطبقه سلطات بلجراد على سكان كوسوفو الذين يزورون صربيا.

الدور الروسي

قبل شهرين سلّط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الضوء على ملف كوسوفو، إلى جانب ملف أوكرانيا، خلال اتصاله مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش.

وأعلن المكتب الصحفي للكرملين أن بوتين وفوتشيتش، بحثا هاتفياً، الملف الأوكراني والتطورات حول كوسوفو، وجاء في بيان صدر عن المكتب: “استمر تبادل الآراء في عدد من القضايا الدولية وبينها الوضع في أوكرانيا وتطور الأحداث حول كوسوفو”.

وأضاف البيان أن بوتين وفوتشيتش اتفقا على توريد الغاز الروسي إلى صربيا دون انقطاع، فيما قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إنه اتفق على عقد مدته 3 سنوات لتوريد الغاز في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

اقرأ المزيد|| بوتين يفتح ملف كوسوفو إلى جانب أوكرانيا ويعقد اتفاقاً مع صربيا

وقبل شهر، أعلنت حكومة كوسوفو التقدم بطلب للانضمام لعضوية مجلس أوروبا، وكانت كوسوفو، دمجت الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وهي وثيقة تأسيسية لمجلس أوروبا، ضمن دستورها.

ويضم المجلس 46 دولة من بينها كل دول البلقان، باستثناء كوسوفو، وتقدمت كوسوفو بالطلب بعد أسابيع من انسحاب روسيا من المجلس في مارس/آذار الماضي.

لكن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، قال إن بلاده “ستفعل كل شيء” لمعارضة تحرك بريشتينا “بطريقة سلمية ودبلوماسية”.

وقبل أشهر كادت أن تندلع مواجهات عسكرية بين كوسوفو وصربيا بعد رفع مستوى التأهب العسكري ومناوشات جرت إلا أنّ قيادات البلدين رضخت لضعوطات من أجل التهدئة.

وانفصلت كوسوفو التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، عن صربيا عام 1999، وأعلنت استقلالها عنها عام 2008، لكن بلغراد ما زالت تعتبر كوسوفو جزءا من أراضيها، وتدعم أقلية صربية فيها

اقرأ أيضًا: دولة ذات أغلبية مسلمة لا منازل فيها ولا محاكم تواجه شبح الحرب وفيها أقبح عاصمة في أوروبا.. كوسوفو

كوسوفو وصربيا على شفا حرب بـ"الوكالة" تشعل قلب أوروبا
كوسوفو وصربيا على شفا حرب بـ”الوكالة” تشعل قلب أوروبا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى