طالبان تفجر “مفاجأة” .. جثة الظواهري غير موجودة فهل “اختفى” مثل بن لادن والبغدادي؟
فجّرت حركة طالبان، اليوم الخميس، مفاجأة جديدة، حول “جثة الظواهري”، زعيم تنظيم القاعدة الذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية استهدافه في العاصمة الأفغانية كابل، مما أثار التساؤلات حول أسرار اختفاء جثث زعماء القاعدة.
أين جثة الظواهري؟
وقال المتحدث باسم حركة “طالبان” ذبيح الله مجاهد: إن الحركة لم تعثر على جثمان أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وتواصل التحقيقات، بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها قتلته في غارة جوية في كابل الشهر الماضي.
وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا إن الولايات المتحدة قتلت الظواهري بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة بينما كان يقف في شرفة منزل يختبئ فيه في يوليو /تموز.
واعتبر مقتل الظواهري أكبر ضربة للتنظيم منذ أن قتلت قوات خاصة من البحرية الأمريكية أسامة بن لادن قبل أكثر من عقد من الزمن، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.
وسبق وأكد ذبيح الله مجاهد، قبل نحو أسبوعين أن التحقيقات جارية في قضية مقتل الظواهري، وقال لوسائل إعلام: الحركة لم تستطع أن تصل لجثة الظواهري، حيث لا أثر لها حتى الآن، كما أن طالبان لم تكن على علم بتواجده في هذا المكان.
وتابع “هذه القضية لها أبعاد مختلفة، وهناك تحقيقات تجري، وعندما تنتهي هذه التحقيقات سوف نعلن النتيجة التي تم التوصل إليها”.
وأوضح المسؤول بالحركة في لقاء مع قناة العربية، أن الصاروخ الذي ضرب بيت الظواهري دمر كل شيء، مبيناً أن المنطقة آمنة جداً ولا يتم تفتيشها عادة.
من جانبه كان قد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 2 أغسطس الجاري، أن الولايات المتحدة قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابل، وأشارت التقارير الأمريكية إلى أن الظواهري كان العقل المدبّر الذي أدار عمليات القاعدة، بما في ذلك اعتداءات 11 سبتمبر.
اقرأ أيضاً|| مسؤول أفغاني سابق يكشف مكان دفن الظواهري.. “دفنوه سراً”
جثث زعماء القاعدة اختفت
لا تعتبر اختفاء جثة الظواهري هي حادثة غريبة في أحداث مقتل زعماء القاعدة الذين أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ضربهم بعدة مناطق حول العالم.
ففي 2 من مايو عام 2011 أعلنت أمريكا مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، في منطقة أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد في باكستان، خلال عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة، بعد ملاحقة استمرت سنوات.
وخلال ساعات من العملية، بُثت صورة لجثة بن لادن تفيد بمقتله على التلفاز الباكستاني. وعلى الرغم من أن الصحف البريطانية ووكالة أسوشيتد برس نقلت القصة، لكنها أُزيلت بسرعة عن مواقع الإنترنت بعدما أُعلن على موقع تويتر عن كونها صورة مزيفة.
وفي الرابع من شهر مايو، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي أوباما أنها لن تنشر أي صورة لجثة بن لادن، ورغم اعتراف القاعدة بمقتل بن لادن، إلا أنّ الشكوك ضلت تثار حول جثته “المفقودة”.
وزادت الشكوك أكثر بعد إعلان الولايات المتحدة رمي جثة بن لادن في البحر، وبقي الأمر غامضاً حتى اليوم.
مقتل البغدادي والقرشي
وفي عام 2019 أعلنت أمريكا أيضاً قتل زعيم تنظيم الدولة، وهو التنظيم المتشدد الذي استطاع أن يتفوق في فترة من الفترات على تنظيم القاعدة.
حيث أعلنت القوات الأمريكية تنفيذ عملية خاصة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذتها قوات خاصة من الجيش الأمريكي وأدت لمقتل أبو بكر البغدادي وعائلته.
وبحسب الرواية الأمريكية نفذت القوات الخاصة عملية على مبنى يسكن فيه البغدادي واشتبكت معه، إلا أنّه قام بتفجير نفسه بحزام ناسف وقتل نفسه وعائلته بعد حصاره.
وأظهر مقطع فيديو مشوش بثته وزارة الدفاع الأمريكية، جنوداً يطلقون النار على عناصر مسلحة على الأرض أثناء توجههم نحو المجمع الذي كان يختبئ فيه أبو بكر البغدادي قبل أن ينتشر عناصر الجيش الأمريكي على الأرض ويقتحموا المبنى، وبعد انتهاء الهجوم تم تدمير المبني بالكامل بواسطة المتفجرات، ولم يبقى أثر للبغدادي ولا جثته أيضاً.
وبعد عامين فقط عاد جو بايدن، الرئيس الأمريكي ليعلن مقتل خليفة البغدادي في قيادة تنظيم داعش، وهو المدعو أبو إبراهيم القرشي.
وقال بايدن إن القرشي “فجر نفسه” ما أدى لمقتله ومقتل أفراد عائلته بعد أن حاصرته القوات الأمريكية خلال عملية عسكرية شمال غربي سوريا، بنفس سيناريو مقتل البغدادي.
وقال مسؤولون أمريكيون إن “التفجير الانتحاري” كان هائلا، وتسبب في إلقاء الجثث خارج المبنى وفي محيطه، وألقوا اللوم على تنظيم الدولة في جميع الإصابات بين المدنيين.
ومثله كمثل باقي زعماء القاعدة السابقين اختفت جثة القرشي أيضاً دون دليل مادي على مقتله سوى بيانات أمريكية وأخرى مقربة من التنظيم.
