إسرائيل “خائفة” من صفقة روسية إيرانية يمكن أن تؤثر على سوريا

عبّرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، عن مخاوف وترقّب عن كثب في إسرائيل لآثار صفقة روسية إيرانية، وما يمكن أن تؤثر فيه على الأوضاع في سوريا.

صفقة روسية إيرانية 

وذكرت تقارير لوسائل إعلام عبرية الأوساط العسكرية الإسرائيلية عن كثب تبعات صفقة روسية إيرانية متعلقة بتزويد الأخيرة كميات كبيرة من الطائرات المسيرة بدون طيار لاستخدامها في حربها الطاحنة ضد أوكرانيا، الأمر الذي يعكس، من وجهة النظر الإسرائيلية، تنامي العلاقات الثنائية بين البلدين.

موقع واللا العبري نقل عن شاي هار تسفي الباحث العسكري بمعهد السياسات والاستراتيجيات في جامعة رايخمان، والمسؤول السابق بوزارة الشؤون الاستراتيجي، قوله: “هذا التعاون الإيراني الروسي يعكس تنامياً في علاقاتهما الثنائية التي انعكست في مجموعة واسعة من المجالات الاقتصادية والتكنولوجية، وسلسلة من الاجتماعات بين الرئيسين فلاديمير بوتين وإبراهيم رئيسي، بلغت ذروتها في قمة طهران بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وطلب إيران الانضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون”. 

وأضاف: “القراءة الإسرائيلية لهذا التقارب الروسي الإيراني تنطلق من فرضية مفادها أنهما نجحا في قمع العداء والتنافس التاريخي لصالح تعزيز هدفهما المشترك المتمثل في إضعاف الهيمنة الأمريكية، بل إن تشديد روابطهما يشكل دعامة مركزية لمحورهما الاستراتيجي مع الصين ودول أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط، الأمر الذي من شأنه أن يخلق تحديات متنوعة لإسرائيل على المستويين الاستراتيجي والأمني”.

وأشار إلى أن “الاستخدام الروسي الناجح للطائرات الإيرانية المسيرة، على الأقل في هذه المرحلة، قد يساعد الجيش الروسي في ما يواجهه من صعوبات متزايدة في ما يتعلق بالوسائل القتالية”، معتبراً أنّ زيادة الاعتماد عليها، وفي ضوء تطورات تلك الحرب، فإن من المعقول أنه كلما زادت أهمية المساعدة العسكرية الإيرانية، زادت المقايضات التي ستكون روسيا على استعداد لتقديمها، بطريقة ستؤثر سلباً على الإسرائيليين في مساعيهم الحثيثة لإضعاف إيران، وتضييق خطواتها في المنطقة، حسب وصفه.

تأثير صفقة روسية إيرانية على سوريا 

ويرى الكاتب أن الإسرائيليين يجب أن يتوقفوا مطولاً عند إمكانية أن تُظهر روسيا استعدادًا لبيع أنظمة متقدمة مضادة للصواريخ لإيران، التي امتنعت حتى الآن عن توفيرها.

ويشير الكاتب أن عمق العلاقات الجديدة بين روسيا وإيران، يضع إسرائيل بين انحياز واضح لأوكرانيا في الحرب الروسية هناك، ومراعاة مجموعة القيود الموجودة في العلاقة مع روسيا.

ويرى أن استمرار التقارب بين روسيا وإيران قد يستدعي من إسرائيل استخلاص الدروس والعبر من ذلك، والاستمرار في اتباع نهج حذر تجاه روسيا للحفاظ على العلاقة معها، خاصة التنسيق الأمني في الساحة الشمالية “سوريا”، لأنها في الوقت الحاضر، وعلى خلفية التوترات المتصاعدة مع إيران وحزب الله، قد تحتاج لتجنب الصدمات السياسية من أجل الحفاظ على حرية تنفيذ هجماتها في المنطقة، حسب وصفه.

استهداف دمشق

قالت قناة “Iran International” الإيرانية، إن الغارات الجوية الإسرائيلية التي نفذتها في سوريا، في 16 من أيلول الحالي، استهدفت ما يسمى بـ”الوحدة 2250″، وهي مؤسسة لوجستية إيرانية خاصة يديرها “الحرس الثوري الإيراني”.

وتقول القناة أن الضربة استهدفت المستودعات ومواقف السيارات، وحتى المكتب الرئيسي لـ”الوحدة”.

اقرأ أيضاً|| بعد اقتحام الحدود.. قائد فرقة الجولان يكشف خطة للجيش الإسرائيلي جنوب سوريا

ونفذت إسرائيل غارات جوية على مطار “دمشق” الدولي في سوريا ومواقع أخرى جنوب العاصمة، منتصف ليل 16 من أيلول الجاري.

وأعلنت وسائل الإعلام السورية الرسمية مقتل ما لا يقل عن خمسة عسكريين من قوات النظام السوري، إثر استهداف إسرائيلي لمطار “دمشق” الدولي، ونقاط أخرى في الريف الجنوبي، دون تحديد دقيق للنقاط المستهدفة جنوبي العاصمة.

وتستهدف إسرائيل إمدادات الأسلحة الإيرانية منذ عام 2017، لمنع طهران من توسيع موطئ قدمها في سوريا، ونقل المزيد من الأسلحة إلى القوات التي تعمل بالوكالة لها.

اقرأ أيضاً|| تقرير أممي “مشؤوم” يتنبأ بحرب جديدة في سوريا أكبر من سابقتها ويكشف التفاصيل