أزمة جنود في روسيا.. مظليو بوتين ينسحبون من سوريا ومصادر تحدد وجهتهم على جبهات أوكرانيا

يسحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مظلييه من سوريا لسد نقص قواته في أوكرانيا، بعدما مني أخيراً بانتكاسة كبيرة في ساحة المعركة، حيث أمر أيضاً بأول تعبئة جزئية في بلاده منذ الحرب العالمية الثانية، وهي خطوات تقود إلى حقيقة أن غزوه لأوكرانيا أصبح مسألة “حياة أو موت” بالنسبة له، وهو ما حذّرت منه الصين.

بوتين يسحب مظلييه من سوريا

ونقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن مسؤولين أوكران قولهم، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسحب المظليين الروس من سوريا إلى أوكرانيا، وذلك في ظل نقص تعداد الجنود الذي تعاني منه روسيا.

وقال قائد أركان القوات المسلحة الأوكرانية في إحاطة يومية حول أخبار العمليات العسكرية، إنه “بسبب إجراءات خفية للتعبئة لم تلق نجاحاً، قررت القيادة العسكرية-السياسية لروسيا الاتحادية سحب قطعات من فيلق المظليين رقم 217 من مناطق في الجمهورية العربية السورية، لتنقلهم إلى أوكرانيا بعد تجهيزهم لذلك”.

يذكر أن فوج المظليين رقم 217 تأسس في أربعينيات القرن الماضي، ويضم مجموعة من الجنود تتمتع بخبرة كبيرة، وقد تم إرسالهم من قبل إلى بيلاروسيا في كانون الثاني 2022، أي قبل شهر على إصدار بوتين لأوامره بشن “عملية عسكرية خاصة” على أوكرانيا.

ولروسيا وجود عسكري في سوريا بما أن بشار الأسد وبوتين حليفان أساسيان، إذ في الوقت الذي استنكر فيه معظم قادة دول العالم تلك العملية الروسية التي شنت ضد أوكرانيا، كان الأسد أحد من أيدوها، بالرغم من استمرار الحرب في بلاده منذ أكثر من عقد من الزمان على بدء القتال.

جنود النظام السوري إلى أوكرانيا

وبالإضافة إلى المظليين الروس، أشارت تقارير إلى أن المئات من عناصر الفرقة “25 مهام خاصة” التابعة لقوات النظام السوري والتي يقودها العميد “سهيل الحسن”، المدعوم من روسيا، ينخرطون بالعمليات القتالية بحرب روسيا على أوكرانيا.

وبحسب المعلومات، فإن المئات من هؤلاء العناصر ظلّوا متواجدون في روسيا لأشهر، للتدرب على القتال والتكتيكات العسكرية، وهم الآن ينخرطون تباعاً بالحرب الروسية في أوكرانيا.

وتأتي هذه الخطوات في مرحلة حساسة من الصراع، بعدما أخذ القادة الذين نصبتهم روسيا في المناطق الأوكرانية المحتلة مثل دونيستك ولوهانسك بالاستعداد لإجراء استفتاء للتصويت على ضم روسيا لتلك المناطق خلال هذا الأسبوع، مما قد يفتح الباب أمام مرحلة حشد وتعبئة أكبر.

أزمة جنود

وسعت روسيا لمعالجة النقص في جنودها، قبل أن تقر التعبئة الجزئية، وتستقدم جنودها من سوريا، عبر تجنيد عسكريين مرضى وجرحى من المشافي. كما أصدر بوتين في شهر آب/أغسطس الماضي، أوامر للجيش بتجنيد 130 ألف عسكري جديد. كذلك أعلنت أوكرانيا أن روسيا تكبدت خسائر جسيمة في الصراع، إذ يقدر عدد الجنود الروس الذين قتلوا في تلك الحرب بـ 54.810 جندي، بحسب التقديرات الأوكرانية.

مسألة حياة أو موت

ويوم أمس، حذّرت الصين من أن غزو أوكرانيا أصبح مسألة “حياة أو موت” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن الانحساب من الحرب ليس أحد خياراته.

وأورد تقرير لمجلة “نيوزويك”، أن مستشاراً سابقاً لبوتين هدد باستخدام موسكو الأسلحة النووية في أول 20 ثانية من مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، الأربعاء.

وأوضح التقرير أن هو شيجين رئيس التحرير السابق لصحيفة “غلوبال تايمز” (Global Times) -التي يشرف عليها الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، كتب مقالاً أكد فيه أن الولايات المتحدة والغرب مصممان على هزيمة روسيا، أما بوتين فلا يرى خياراً أمامه غير النصر.

مواضيع ذات صلة: الاتحاد الأوروبي يكشف رهاناً نووياً “خطيراً” لبوتين

وكتب شيجين بعبارة أخرى “إن هذا الصراع وجودي بالنسبة لبوتين، صراع حياة أو موت”.

ودعا شيجين روسيا والناتو إلى “عدم ترهيب أو إرباك الطرف الآخر”، مضيفاً أنه من المرجح جداً أن يصل صدام الإرادات إلى نقطة محددة، وعند هذه النقطة من الممكن استخدام جميع الوسائل المتاحة لانتصار الجانب الذي يستخدمها، قائلاً إن موقف روسيا كقوة نووية يجب أن يؤخذ في الاعتبار في أي قرارات يتخذها الغرب.

اقرأ أيضاً: فجّرت احتجاجات ورفعت مستوى العقوبات.. 10 معلومات عن التعبئة وما تعنيه لجيش بوتين