الشأن السوري

العالم على مشارف الركود.. أسوأ أزمة مالية منذ 7 عقود

يبدو أن الركود المالي العالمي لا مفر منه بعدما شهدت تعاملات اليوم الاثنين، سقوطاً جماعياً لأسواق العملات، حيث سجلت الليرة التركية أدنى مستوى لها مقابل الدولار، كذلك الجنيه الاسترليني واليورو، في شرارة قد تودي لأزمة غير مسبوقة منذ 7 عقود.

وارتفعت أيضاً أسعار النفط بشكل طفيف في التعاملات المبكرة اليوم الإثنين، بعد أن تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ ثمانية أشهر، الأسبوع الماضي، متأثرة بارتفاع الدولار ومخاوف من أن تؤدي الزيادات الحادة في أسعار الفائدة على مستوى العالم إلى ركود والإضرار بالطلب على الوقود.

وارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ 20 عاماً اليوم، ليحد من ارتفاع أسعار النفط.

كما سجل اليورو أكبر انخفاض له منذ 20 عاماً أمام الدولار وسْط مخاوف من حدوث ركود اقتصادي مع امتداد أزمة الطاقة نحو الشتاء وسْط تصعيد في الحرب على أوكرانيا.

البنوك المركزية تواجه

وبلغ سعر الليرة التركية 18.4440 مقابل الدولار. وكان البنك المركزي قد خفض بشكل غير متوقع سعر الفائدة المرجعي 100 نقطة أساس الأسبوع الماضي إلى 12 في المئة.

وانخفض الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مسجلاً 1.0327 دولار، وهبط الجنيه في النهاية 3.34 في المائة إلى 1.0490 دولار.

وكان هذا استمراراً لانخفاض الجنيه 3.61 في المائة يوم الجمعة، بعدما كشف وزير المالية الجديد كواسي كوارتنغ النقاب عن تخفيضات ضريبية تاريخية ممولة من زيادات ضخمة في الاقتراض.

وقد رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس إلى 2.25٪ خلال اجتماعه في سبتمبر 2022 وهي الزيادة السابعة على التوالي في سعر الفائدة.

من المتوقع أن يصل سعر الفائدة في المملكة المتحدة إلى 2.75% مع نهاية هذا العام وإلى أكثر من 3% العام المقبل وهذا ما يزيد المخاوف من ارتفاع معدل التضخم.

ورفع البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس قياسية هذا الشهر، وتعهد ببذل كل ما في وسعه للحد من الارتفاع في أسعار المواد الاستهلاكية.

العالم على مشارف الركود

ويقف العالم اليوم على مشارف ركود جديد، في أزمة هي الأسوأ منذ عام 1949، لأنها تنطلق من حدثين كان لهما وقع هائل على اقتصادات العالم، جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية. إذ أن بفعل الجائحة، ضخّت المصارف المركزية حول العالم سيولة بتريليونات الدولارات سرعان ما تحولت إلى تضخم تسارع وتكثف بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

مواضيع ذات صِلة : أزمة اقتصادية تهدد عاصمة عربية.. وتوقعات قاتمة لنهاية 2023

نتيجة هذين الحدثين، ظهرت المؤشرات في تحوّل الاقتصاد العالمي نحو الركود. فالاقتصاد الأميركي، أي أكبر اقتصاد في العالم، يعاني اليوم مما يسمّيه “ركوداً تقنياً”، وهو عبارة عن فصلين متتاليين يسجّل فيهما الناتج المحلّي الإجمالي انكماشاً. كما أنّ منحنى العائد (yiel curve) على السندات الأميركية بدأ يظهر بشكل منعكس، أي ينخفض العائد على السندات الأطول خلافاً للسندات القصيرة الآجلة التي يرتفع العائد عليها، وهذا أحد مؤشرات وقوف الاقتصاد الرأسمالي على أعتاب الركود. أما الاقتصادات الأوروبيّة، فهي أيضاً تعاني من انكماش، وحتى الصين تعاني من تراجع في معدلات النمو.

شاهد أيضاً : حرب العملات.. حروب بلا دم سلاحها أشد فتكا من النووي.. ترامب وقع في الفخ وروسيا والصين الرابح الأكبر

العالم على مشارف الركود.. أسوأ أزمة مالية منذ 7 قرون
العالم على مشارف الركود.. أسوأ أزمة مالية منذ 7 قرون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى